الأرض على وشك استقبال قمر جديد! (فيديوجراف)
أعلن باحثان في مجال ديناميكيات الكويكبات من "جامعة مدريد"، أن كويكبًا صغيرًا، يُقدر قطره بحوالي 10 أمتار، سيقترب من الأرض في نهاية هذا الشهر، وسيدور حولها مرة واحدة خلال 53 يومًا، قبل أن يغادر في منتصف نوفمبر.
هذا الكويكب، الذي تم اكتشافه الشهر الماضي ضمن نظام التحذير المبكر للكويكبات، لا يشكل خطرًا على الأرض، ولن يصطدم بها، ويُعتقد أنه جاء من حزام الكويكبات "أرجونا"، الذي يحتوي على كويكبات ذات مدارات مشابهة لمدار الأرض حول الشمس.
يتسم مدار هذا الكويكب بكونه قريبًا بما يكفي ليتم التقاطه بواسطة جاذبية الأرض، ولكن لفترة قصيرة فقط.
وعلى مدار السنوات، تم رصد كويكبات أخرى دخلت في مدارات مؤقتة حول الأرض، قبل أن تغادر إلى أجزاء أخرى من النظام الشمسي.
على سبيل المثال، في عام 2006، قام كويكب صغير بالدوران حول الأرض لمدة عام تقريبًا، وفي عام 2020، غادر كويكب آخر بعد قضاء عدة سنوات في مدار جزئي حول الأرض.
وبحسب حسابات الباحثين، فإن هذا الكويكب الصغير سيبدأ رحلته حول الأرض في نهاية هذا الشهر، دون أن يشكل تهديدًا مباشرًا.
وعلى الرغم من حجمه الصغير، فإن مساره يُظهر إمكانيات علمية كبيرة لدراسة المزيد حول سلوك الكويكبات، وكيفية تفاعلها مع جاذبية الأرض.
هذه الدراسة تقدم فرصة لفهم أعمق لآليات تفاعل الكويكبات مع الأرض وجاذبيتها، وكيف يمكن لهذا التفاعل أن يؤثر على مداراتها وسلوكها على المدى الطويل.
ولعل ما يجعل هذا الحدث مثيرًا هو الطريقة التي يتم بها التقاط هذه الكويكبات بشكل مؤقت، حيث يُعتقد أن جاذبية الأرض تلعب دورًا رئيسيًا في تحويل مسارات هذه الأجسام السماوية، وجعلها تدور حولها لفترة وجيزة، قبل أن تستمر في رحلتها داخل النظام الشمسي.
هذه العملية تجعل الأرض تستقبل "أقمار صغيرة" بشكل دوري، وهو ما يعد فرصة فريدة لدراسة هذه الظاهرة، والكويكب 2024 PT5، القادم من حزام "أرجونا"، يعتبر مثالًا آخر على هذه الظاهرة الفريدة، حيث يتحرك في مدار طبيعي يشابه مسارات كويكبات أخرى في النظام الشمسي.
في النهاية، فإن هذا الحدث الفلكي يقدم لمحة عن الديناميكيات المعقدة في النظام الشمسي، ويفتح الأفق لدراسات أعمق حول الكويكبات وعلاقتها بالأرض.