من الماضي للحاضر.. رحلة في تاريخ السينما السعودية
رحلة السينما في المملكة العربية السعودية مليئة بالتحديات والإنجازات، وبفضل دعم القيادة والتطور الممزوج بالتكنولوجيا تحقيقًا لرؤية 2030، أصبحت السينما السعودية نجمة مضيئة في المحافل الدولية، بعد تاريخ حافل، منذ أولى الخطوات الكبيرة عام 1950 مع فيلم "الذباب"، الذي صُور في القطيف بالتعاون مع فريق هوليوودي، ليمثل أول فيلم سعودي.
تاريخ السينما في المملكة
شهد تاريخ السينما في المملكة العديد من المراحل، التي بدأت ببدايات متواضعة، وانتهت بازدهار ونجاح ونهضة كبيرة، فخلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي ظهرت العروض السينمائية بشكل خاص في المجمعات السكنية، وفي الخمسينيات تواجدت "سينما الأحواش" في بعض المناطق حول المملكة، كما كانت الأندية الرياضية تعرض بعض العروض المرئية، التي استمرت حتى فترة سبعينيات القرن الماضي.
السهرات التليفزيونية
كانت القنوات الفضائية تعرض العديد من الأفلام، التي كان يطلق عليها "السهرات التليفزيونية"، وكانت حركة الإنتاج السينمائي السعودي داخل المملكة محدودة، وذلك في فترة ما قبل انطلاق التليفزيون السعودي الحكومي.
أول فيلم سعودي
بحسب المدونين والنقاد، حصل فيلم "الذباب" على لقب أول فيلم سعودي، وهو من إنتاج شركة "أرامكو" عام 1950م، بالتعاون مع فريق إخراج من هوليوود، وقد تم تصويره في مدينة القطيف، وتدور قصة الفيلم عن المخاطر الصحية والتوعية الطبية اللازمة، نتيجة لانتشار الأمراض بتسارع، وطرق الوقاية منها.
2018 نقطة الانطلاق
أعلنت المملكة عن رفع الحظر عن السينما، الذي استمر لأكثر من 35 عامًا، وفي إبريل 2018، افتُتحت أول دار عرض سينمائي في الرياض، معلنة بذلك عودة السينما إلى السعودية بشكل رسمي.
وتيرة سريعة
منذ إعادة افتتاح دور السينما، شهدت المملكة نموًا سريعًا في عدد دور العرض، التي تنتشر الآن في مختلف المدن الكبرى، فيما تأسست هيئة الأفلام السعودية في عام 2020 لتطوير وتنظيم صناعة السينما في المملكة، ودعم المواهب المحلية، وإطلاق مبادرات مثل: برنامج "ضوء" لتطوير الأفلام.
كما ساهمت المهرجانات السينمائية، مثل "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي"، في تسليط الضوء على المواهب السينمائية السعودية، وجذب الأفلام العالمية إلى المملكة.
وقد حرصت المملكة على انعكاس رؤيتها لعام 2030 بشكل فريد ومميز على السينما، وبرز ذلك في مختلف المهرجانات السينيمائية العالمية، بعد أن كانت الأفلام السعودية في معظمها لا تتجاوز الحضور في المهرجانات الخليجية والعربية، لكن هذا الأمر تحوَّل بشكل كبير بعد إنشاء الجهات الحكومية غير الربحية مثل: مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء".
اقرأ أيضًا: إبداعات عربية تتألق في النسخة الـ81 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي
مشاركات عالمية
وقد شاركت السعودية للمرة الأولى وبشكل رسمي في مهرجان كان 2018 عبر المجلس السعودي للأفلام، وكان ذلك بعد أقل من أربعة أسابيع من افتتاح أول صالة سينما تجارية في السعودية خلال شهر إبريل من العام نفسه، وتمت المشاركة بـ9 أفلام قصيرة لصناع أفلام سعوديين.
وأشاد الجميع بتلك الخطوة، واعتبروا أن وجود جناح خاص للسعودية بالمهرجان هو جزء من بداية رحلة البلاد في المشاركات الدولية، وبالفعل لم تتوقف المشاركات السعودية، وتواصلت في عدد من المهرجانات الدولية الأخرى مثل: مهرجان شنجهاي السينمائي الدولي، ومهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان مالمو السينمائي، ومهرجان صندانس السينمائي وغيرها.
دور السينما في المملكة
السينما السعودية تحقق إيرادات تصل إلى 421.8 مليون ريال في النصف الأول من 2024م.
تابع شباك التذاكر السعودي عبر الرابط👇🎟https://t.co/BC1FbRbZBB#هيئة_الأفلام pic.twitter.com/5txnsiky3i— هيئة الأفلام (@FilmMOC) September 20, 2024
وصل عدد دور السينما في المملكة العربية السعودية إلى 66 دارًا موزعة في 22 مدينة، تحتوي على 618 شاشة عرض و63,373 مقعداً، وقد شهدت هذه الفترة بيع أكثر من 61 مليون تذكرة منذ عام 2018، مع إيرادات تجاوزت 3.7 مليار ريال، وهو ما يعكس النمو المستمر للقطاع السينمائي في المملكة تماشياً مع رؤية 2030
أفلام سعودية خالدة
وكان على رأس المشاركات الدولية فيلم "نورة" بفعاليات الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي 2024، في المسابقة الرسمية لبرنامج "نظرة ما"، والذي يعد تتويجًا للسينما السعودية منذ انطلاقها، فيما يمثل أول فيلم سعودي يشارك في قسم رسمي بمهرجان، وهو فيلم روائي سعودي طويل، تم تصويره بالكامل في منطقة العُلا، وأُنتج بدعم من برنامج "ضوء" من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية، ونال الفيلم تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم المسابقة بمهرجان كان.
مبيعات شباك التذاكر السعودي
من جانبه، أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، أن مبيعات شباك تذاكر الأفلام في السعودية وصلت إلى نحو 8.5 مليون تذكرة، بإيرادات تجاوزت 421.8 مليون ريال خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، مشيرًا إلى أن فيلمين سعوديين نجحا في تحقيق مبيعات كبرى، ما جعلهما ضمن أعلى 3 أفلام مبيعَا في السعودية.