سيارات تاكسي ذاتية القيادة في الصين (فيديوجراف)
موجة من القلق تجتاح الصين بسبب سيارات الأجرة "التاكسي" ذاتية القيادة، وسط توقعات بأن تغزو البلاد، بعدما رأت النور وبدأت العمل بالفعل.
وتسود المخاوف بأن تؤدي إلى تدمير سوق الوظائف في البلاد، وخاصة وظائف السائقين الذين يعتمدون على هذا النوع من العمل.
على الجانب الآخر، يؤكد الكثير من الخبراء أن هذه المركبات سوف تؤدي إلى إيجاد فرص عمل جديدة بدلاً من تلك التي ستختفي.
الصين أصدرت يوم الثلاثاء الماضي 16 ألف رخصة اختبار للسيارات ذاتية القيادة وفتحت 32 ألف كيلومتر من طرق الاختبار العامة، وفق تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأمريكية.
وفي يونيو الماضي أعطت الحكومة الصينية الضوء الأخضر أيضًا لتسع شركات تصنيع سيارات محلية، بما في ذلك (BYD) و(Nio)، لبدء اختبار تقنيات القيادة الآلية المشروطة على طرق عامة معينة، فيما يتطلع إيلون ماسك إلى الحصول على الموافقة التنظيمية لتكنولوجيا القيادة الذاتية الكاملة في الصين لشركة "تسلا" بحلول نهاية هذا العام.
كل هذه الإجراء أدت إلى قول العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الصينيين إن القيادة الذاتية "تنتزع أطباق الأرز" من السائقين، أو تجعلهم عاطلين عن العمل.
منصة (Apollo Go) لتأجير السيارات ذاتية القيادة التابعة لشركة (Baidu)، تشغل نحو 400 سيارة أجرة آلية في ووهان - أكبر منطقة تشغيلية للشركة - وتخطط لزيادة هذا العدد إلى ألف بحلول نهاية العام، وقال روبن لي، الرئيس التنفيذي لشركة "بايدو" إن حصة الشركة في سوق تأجير السيارات في ووهان لا تتجاوز 1%.
وأضاف أن الأرباح الفصلية للشركة في 22 أغسطس ستكون عملية التوسع تدريجية وقد تستغرق سنوات عديدة.
اقرأ أيضًا:يمتلك 500 رولز-رويس ويعيش في قصر ذهبي (فيديوجراف)
وأصبحت خدمة (Apollo Go) شائعة للغاية لدرجة أن سائقي سيارات الأجرة تقدموا بطلب إلى هيئة النقل في ووهان للحد من استخدام الخدمة.
فحص على تطبيق (Apollo Go)، أظهر أن رحلة سيارة أجرة آلية مدتها 16 دقيقة داخل ضواحي بكين ستكلف 10.36 يوان (1.46 دولار)، أي نحو نصف الأجرة البالغة 20 يواناً المدرجة في التطبيقات التقليدية لسيارات الأجرة.
ويقول الخبراء إن التنقل الذاتي سوف ينضج تدريجيًا، حيث قال موهيت شارما، محلل الأبحاث في شركة كاونتربوينت ريسيرش: "لن تتبخر جميع الوظائف دفعة واحدة. ستكون مرحلة انتقالية بطيئة منطقة تلو الأخرى".
مضيفًا أن الحكومات يمكن أن تتعاون مع شركات سيارات الأجرة الآلية لتحويل السائقين إلى وظائف أخرى، في حين يمكن لأنظمة التعليم تدريب أجيال جديدة على وظائف المستقبل.
وقال متحدث باسم شركة "أبولو جو" إن الشركة ملتزمة بخلق فرص عمل جديدة. وقالت الشركة إن الوظائف الجديدة تشمل تلك الموجودة في أنظمة المراقبة والاختبار، بالإضافة إلى شرح البيانات.
وانج جوان، تعمل كمشغلة اختبار على الطريق في "أبولو جو" منذ حوالي عامين، قالت إنها قررت الانضمام إلى الصناعة لأنها كانت مهتمة بها. حيث يجرب مشغلو الاختبار على الطريق المركبات ذاتية القيادة ويقدمون ملاحظات حول المشكلات التي يواجهونها في أثناء الاختبارات لتحسينها.
وقال جيف فاراه، الرئيس التنفيذي لرابطة صناعة المركبات ذاتية القيادة، إن الصناعة "تخلق مجموعة واسعة من الوظائف الجديدة ذات الأجر الجيد" في الولايات المتحدة. وقال إن هذه الأدوار تشمل فنيي الخدمة ومشغلي المساعدة عن بعد ومتخصصي رسم الخرائط والموجهين ومشغلي المحطات.
وأضاف: "على الرغم من أن المركبات ذاتية القيادة تؤدي جميع جوانب مهمة القيادة، فإن العمال ضروريون للتكنولوجيا. من المهم أيضاً أن نتذكر أن فوائد إمكانية الوصول المتزايدة للمركبات ذاتية القيادة ستساعد مجتمع الإعاقة على الحصول على فرص عمل جديدة".
