دراسة حديثة تكشف عن أكثر 5 وظائف إرهاقًا في العالم
كشفت دراسة حديثة أجرتها منصة "LinkedIn" أن منصب مدير المشروع يعد من أكثر الوظائف إرهاقًا في سوق العمل.
وعلى الرغم من التحديات النفسية المرتبطة بهذه الوظيفة، فإنها تعتبر الأكثر شيوعًا في إعلانات التوظيف، حيث تواصل الشركات البحث عن مديري المشاريع لمواكبة التقدم التكنولوجي والتكيف مع التغيرات المستمرة.
دراسة شاملة
وشملت الدراسة التي أجرتها "LinkedIn" أكثر من 16,000 محترف في الولايات المتحدة خلال الفترة بين مارس ويونيو، ووجدت أن 4 من كل 10 موظفين في الولايات المتحدة يشعرون بالركود والإرهاق في وظائفهم، بينما ترتفع هذه النسبة بين مديري المشاريع إلى 50%، ما يجعلهم الأكثر تعرضًا لهذه الضغوط.
الفئات الأكثر عرضة للإرهاق
أشار التقرير أيضًا إلى أن بعض الفئات المهنية الأخرى تعاني معدلات إرهاق عالية، بما في ذلك: إدارة البرامج والمشاريع - خدمات الرعاية الصحية - الخدمات المجتمعية والاجتماعية - ضمان الجودة.
وفي المقابل، أظهرت الدراسة أن العاملين في مجالات الاستشارات، والعقارات، وتطوير الأعمال يشعرون بتوتر أقل نسبيًا مقارنةً بغيرهم.
أسباب الإرهاق
وأوضحت كاندي وينز، مديرة برنامج الماجستير في التعليم الطبي بجامعة بنسلفانيا، في كتابها "Burnout Immunity"، أن الإرهاق المهني لا ينشأ فقط من ساعات العمل الطويلة أو عبء العمل الثقيل، بل يعود جزء كبير منه إلى الطبيعة المعقدة والضغوط المتزايدة التي تتطلبها هذه الوظائف، خاصة عند التوفيق بين المهام المتعددة والمواعيد النهائية الصارمة والعمل كوسيط بين الموظفين والعملاء.
اقرأ أيضًا: دراسة: سمات رؤساء الشركات الناشئة تعزز الابتكار لدى الموظفين
الطلب المتزايد على مديري المشاريع
وأكدت ليديا لوغان، نائبة رئيس التعليم العالمي وتنمية القوى العاملة في شركة IBM، أن الشركات في مختلف الصناعات تحتاج بشكل متزايد إلى مديري المشاريع، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة والتغيرات التي أحدثها الوباء.
وتوقعت أن يحتاج أصحاب العمل إلى 25 مليون مدير مشروع إضافي بحلول عام 2030، ما يعني أن المجال سيشهد دخول مليوني شخص سنويًا لتلبية هذا الطلب المتزايد.
نقص الدعم والتقدير
من ناحية أخرى، أشارت وينز إلى أن نقص الدعم والتقدير من أبرز العوامل التي تسهم في زيادة مستويات الإرهاق بين مديري المشاريع، موضحة أن هذا النقص يؤدي إلى تفاوت كبير بين متطلبات الوظيفة والدعم المقدم للموظفين، ما يفاقم من حدة الضغوط النفسية.
تأثيرات على الصحة النفسية
ولم تقتصر نتائج الدراسة على مديري المشاريع فحسب، بل شملت أيضًا مجالات أخرى مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية، حيث أظهرت هذه المجالات معدلات عالية من الإرهاق بسبب الضغوط العاطفية، وطبيعة العمل الحساسة التي تتطلب رعاية الآخرين والتعامل مع مواقف صعبة.
نصائح للحد من الإرهاق
وأوصت وينز بتقييم مدى توافق الوظيفة مع شخصية المتقدم قبل قبول العرض، وذلك عبر التواصل مع الموظفين الحاليين أو السابقين لفهم بيئة العمل بشكل أفضل.
كما نصحت بطرح أسئلة خلال المقابلات الشخصية حول مستوى الدعم المقدم للموظفين، مثل الدعم الإداري، أو الجدولة المرنة، أو مزايا الصحة العقلية، وخاصة في الأدوار التي تتطلب مجهودًا كبيرًا والتي ترتفع فيها احتمالية الإرهاق.