بيع لوحة غامضة قد تعود إلى رامبرانت مقابل 1.4 مليون دولار في مزاد
شهدت ولاية مين الأمريكية حدثًا فنيًا استثنائيًا بعد أن بيعت لوحة غير موقعة، يعتقد أنها تعود للفنان الهولندي الشهير رامبرانت، مقابل مبلغ 1.4 مليون دولار في مزاد أقيم بصالة "توماستون بليس".
اللوحة التي ظهرت لأول مرة في منطقة كامدن بولاية مين، تجاوزت التوقعات الأولية التي قدرت بين 10 آلاف و15 ألف دولار، ما أثار دهشة المهتمين بجمع التحف الفنية حول العالم، وذلك وفقًا لموقع "news.artnet".
تاريخ اللوحة الغامض
وتصور اللوحة فتاة مراهقة ترتدي ثوبًا أسود بسيطًا مع ياقة بيضاء مكشكشة وقبعة بيضاء، وتجلس أمام خلفية بسيطة.
واللوحة الزيتية محفوظة بشكل ممتاز، وهي مرسومة على لوح من خشب البلوط، ومحاطة بإطار هولندي ذهبي منحوت يدويًا، مما يعزز من قيمتها الفنية والتاريخية.
ورغم أن اللوحة غير موقعة، فإن أسلوبها الفني واستخدام الضوء بشكل مذهل يذكر كثيرًا بأسلوب رامبرانت، ولكن الكشف الحقيقي الذي أضاف قيمة كبيرة لهذه اللوحة، جاء من بطاقة معلقة على ظهرها، تحمل معلومات مثيرة عن تاريخها.
اقرأ أيضًا: ثمنهما 14 مليون دولار.. ظهور لوحتين صغيرتين لـ"رامبرانت" بعد اختفائهما لقرنين
البطاقة تعود إلى متحف فيلادلفيا للفنون، وتشير إلى أن اللوحة كانت مملوكة للسيد كاري دبليو بوك، أحد أحفاد عائلة كورتيس للنشر في فيلادلفيا، الذي قام بإعارتها للمتحف في عام 1970، والبطاقة تنسب اللوحة إلى رامبرانت وتطلق عليها اسم "صورة فتاة".
لغز البيع وهوية المشتري
ورغم المعلومات التاريخية المثيرة، فإن الكثير من الغموض لا يزال يحيط باللوحة، خاصة فيما يتعلق بهوية المرسل الذي عرض اللوحة للبيع، ولم يفصح المزاد عن هوية البائع، كما أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت عائلة بوك هي التي قررت بيع اللوحة بعد عقود من الاحتفاظ بها.
ورغم ذلك، تمكنت دار "توماستون بليس" من بيع اللوحة لأحد جامعي التحف الفنية من المملكة المتحدة، الذي فضل الحفاظ على سرية هويته.
وتعتبر هذه الصفقة من بين أعلى المبيعات الفنية التي شهدتها ولاية مين على الإطلاق، وعلى الرغم من قيمة الصفقة الكبيرة، فإنها لا تزال بعيدة عن الرقم القياسي الذي حققته لوحة أخرى لرامبرانت، ففي عام 2015، بيعت لوحة "بورتريه مارتن لوتن" التي تعود لعام 1632، بمبلغ 33.8 مليون دولار، ما يجعلها أغلى لوحة لرامبرانت على الإطلاق.