ترتيب الطعام وإصلاح السباكة.. مهام رائدي الفضاء العالقين (فيديوجراف)
عندما يعلق رواد الفضاء في الفضاء، كما حدث مع رائدي الفضاء التابعين لناسا سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور، يتطلب الأمر اتخاذ قرارات صعبة للتعامل مع الموقف.
في هذه الحالة، تجاوزت مدة بقاء الرائدين في محطة الفضاء الدولية الشهرين بدلًا من ثمانية أيام، بسبب مشكلات في مركبة ستارلاينر الجديدة التابعة لشركة بوينج.
تسربت بعض المكونات وتوقفت الدوافع عن العمل، ولم يتمكن المهندسون من تحديد السبب. لذا، عودتهما الفورية على متن ستارلاينر أصبحت غير ممكنة، وأحد الخيارات المطروحة هو إرسال المركبة إلى الأرض دونهما.
إذا تقرر هذا السيناريو، ستقوم ناسا بإرسال مركبة سبيس إكس كرو دراغون لإعادتهما في أوائل 2025، ما يتيح لهم الاستمرار في مهامهما على متن المحطة.
رغم الظروف غير المتوقعة، يواصل رائدا الفضاء أعمالهما بفضل تدريبهما المكثف، حيث يقومان بصيانة المحطة وإجراء التجارب العلمية، مع الاستمتاع بمناظر الأرض الجميلة من الفضاء. ورغم الازدحام داخل المحطة، يوفر المنظر الرائع من النوافذ الشعور بالراحة.
القصص التاريخية، مثل تجربة رائد الفضاء السوفييتي سيرجي كريكاليف الذي علق في الفضاء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تذكرنا أن مثل هذه التحديات ليست جديدة. رواد الفضاء مدربون جيدًا لمواجهة أي ظرف طارئ، ولا يُصابون بالذعر.
رواد الفضاء مثل ويليامز وويلمور يتمتعون بخبرة كبيرة في التعامل مع الظروف غير المتوقعة. رغم تعليقهما لفترة أطول مما كان متوقعًا، فإنهما ما زالا قادرين على المساهمة بشكل كبير في مهام المحطة الفضائية، بما في ذلك الإصلاحات والصيانة، وإجراء التجارب العلمية الضرورية.
على سبيل المثال، قاما بإصلاح بدلات الفضاء وتنظيم الإمدادات، حتى أنهما اضطرا إلى التعامل مع مشكلة في نظام إعادة تدوير المياه على متن المحطة، ما أظهر مدى اعتماد البعثات الفضائية على مرونتهما ومهاراتهما في حل المشكلات.
أهمية هذا الموقف تتجلى في الاحترافية التي يتمتع بها رواد الفضاء والفرق الأرضية. فهم يتفهمون أن المخاطر جزء لا يتجزأ من استكشاف الفضاء، ويستعدون لها بشكل دقيق. حتى مع وجود مشكلات تقنية في ستارلاينر، هناك ثقة بأن الحل سيأتي بفضل الاختبارات المستمرة والتحليل العلمي.
هذه التجربة ليست الأولى من نوعها، وقد تتكرر مع تطور الرحلات الفضائية، خصوصًا مع تخطيط ناسا لمهمات أكثر تطورًا مثل برنامج أرتميس، الذي سيسعى لاستكشاف القمر وما بعده.
كما أشار رائد الفضاء فيكتور جلوفر، فإن استكشاف الفضاء ليس أمرًا روتينيًّا، بل هو مجال معقد ومليء بالتحديات. ومع كل مهمة، يواصل رواد الفضاء إثبات استعدادهم وقدرتهم على التأقلم مع ما هو غير متوقع، ما يفتح الطريق لمزيد من الإنجازات الفضائية المستقبلية.