توتر العطلات.. لماذا تتحول أيام الراحة إلى صراع بين الزوجين؟
تعتبر أيام العطلات ونهاية الأسبوع فرصة مثالية للراحة والاستجمام واستعادة النشاط، ولكن في بعض الأحيان تتحول هذه الأيام إلى مصدر للتوتر والمشاكل بين الزوجين بدلاً من أن تكون فترة للهدوء والاسترخاء، وهذه الظاهرة تعد مشكلة شائعة تواجه العديد من الأزواج في مختلف أنحاء العالم.
التراكم النفسي
وكشف موقع "سيكولوجي توداي" أن التوتر الذي يتعرض له الزوجان خلال أيام الأسبوع، سواء كان نتيجة العمل أو مسؤوليات الحياة اليومية، يظهر بشكل تراكمي خلال عطلات نهاية الأسبوع، ومن ثم يؤدي التراكم النفسي إلى توترات بين الزوجين، حيث يعزى الشجار الذي يحدث بينهما إلى استنزاف قدرتهما على التحمل، وليس بالضرورة إلى وجود خلافات حقيقية تستدعي هذا الصراع.
دراسة حول التأثير النفسي
دراسة حديثة أشارت إلى أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على قدرة الزوجين على التأقلم مع بعضهما البعض أو التعامل بفعالية مع المشكلات التي تواجههما، موضحة أن التوتر قد يؤدي أيضًا إلى ضعف القدرة على التنظيم الذاتي، ما يجعل التعامل مع المشاعر السلبية أكثر صعوبة.
وفي هذا السياق، أكدت الاختصاصية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، لقناة "سكاي نيوز"، على أهمية إدارة المشاعر بشكل يومي للتقليل من التوتر والضغوطات التي قد تتراكم خلال الأسبوع.
اقرأ أيضًا: بهذه الأفكار.. جدّد حُبك لزوجتك خلال العطلات
وأشارت إلى أن متطلبات العمل والعائلة أصبحت مرتفعة جداً، ما يضاعف من حجم الضغوط النفسية على الزوجين.
وأضافت قصقص أن الحوار اليومي والمتبادل بين الزوجين يعد من الأمور الأساسية لتفهم الضغوطات التي يواجهانها، ناصحة بعدم كبت المشاعر، حيث إن قمعها قد يؤدي إلى انفجارها في لحظات غير مناسبة، مثل أيام العطلات.
وشددت على ضرورة إيجاد وقت فراغ بين الحين والآخر، حتى وإن كان بسيطاً، لتمكين كل طرف من التنفيس عن غضبه وإعادة التوازن النفسي.
تأثير الشجار على العلاقة
من ناحية أخرى، أشارت قصقص إلى أن الشجار المتكرر بين الزوجين يؤثر بشكل كبير على علاقتهما سواء على المدى القريب أو الطويل، لافتة إلى أن التراكم المستمر للمشكلات دون حل فعال قد يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق فجوة عاطفية بين الزوجين، ما يضعف الروابط التي تجمعهما ويؤدي إلى تدهور العلاقة.
وأوضحت أن الوقاية من هذه المشكلات تبدأ من الحوار اليومي وتفهم احتياجات ومتطلبات كل طرف، ويجب أن يسعى الزوجان إلى خلق بيئة داعمة لبعضهما البعض، وتفادي تراكم المشكلات والتوترات التي قد تؤدي إلى شجار غير ضروري.
وتابعت: "من خلال التواصل الفعال وإدارة المشاعر بشكل صحيح، يمكن تقليل تأثير التوترات اليومية وضمان أن تكون العطلات فرصة حقيقية للراحة والاستجمام".