مادهابار.. أغنى قرية في آسيا (فيديوجراف)
تعتبر ولاية غوجارات واحدة من أفضل الوجهات التجارية في الهند، فهي معروفة بعلاقاتها التجارية العالمية منذ القدم. لكن ما يميزها حقاً هو وجود قرية مادهابار، حيث يقطن فيها حوالي 32 ألف نسمة فقط، ولكنهم يتعاملون مع 17 مصرفاً من أكبر المصارف المحلية والعالمية. وهذا العدد الهائل من المصارف في قرية بمساحة 43.67 كيلومتر مربع يعتبر غير معتاد.
السبب الرئيسي وراء ازدهار مادهابار يكمن في أفرادها غير المقيمين، الذين يعيشون في الخارج في دول مثل المملكة المتحدة، وأستراليا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا.
هؤلاء المغتربون يرسلون أموالهم باستمرار إلى مصارف القرية، بهدف دعم الاقتصاد المحلي ونهضة القرية. بينما يسيطر الغوجاراتيون على أعمال البناء في وسط أفريقيا، فإن أبناء مادهابار يحتفظون بعلاقاتهم القوية مع قريتهم الأم، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
على الرغم من أن الشباب من مادهابار يعيشون في الخارج، فإنهم يفضلون وضع أموالهم في مصارف القرية بدلاً من المكان الذي يقيمون فيه. هذا الولاء لقريتهم يعزز الارتباط بين السكان المحليين والمغتربين، ما يُبقي القرية مزدهرة ومليئة بالحياة.
تعتبر ودائع المغتربين الضخمة في مصارف مادهابار أحد الأسباب الرئيسية لازدهارها. هذه الأموال وفرت جميع المرافق الأساسية للسكان، مثل المياه النظيفة، ونظام الصرف الصحي الجيد، والطرق الممهدة، والمدارس العامة والخاصة، بالإضافة إلى البحيرات والمعابد الجميلة. كل هذا يجعل مادهابار ليست مجرد قرية غنية، بل مكان مريح ومثالي للعيش.
هكذا، يتضح لنا أن مادهابار ليست مجرد قرية في الهند، بل هي رمز للتواصل والولاء بين السكان المحليين والمغتربين. إنها تُمثل نموذجًا فريدًا لكيفية استغلال الموارد البشرية والمالية لبناء مجتمع مزدهر.