لماذا تمنعك أفلام الرعب من النوم؟ حلول بسيطة لنومٍ هادئ
قد تنفعل وتتلاحق أنفاسك مع كل لقطة تشاهدها في أفلام الرعب، وربّما تشعر بنشوةٍ وإثارة لا مثيل لهما، تستمر حتى بعد انتهاء الفيلم، لكن ماذا عن دقّات قلبك المتسارعة؟ ماذا عن النوم الذي ابتعد وبقيت ليلتك مستيقظًا؟
قد تُواجِه صعوبة في النوم، خوفًا من الكوابيس التي قد تأتيك، أو هو رد فعل الجسم الطبيعي نتيجة ما شاهدته، فكيف تتمكّن من النوم بعد مشاهدة أفلام الرعب؟
لماذا يصعب النوم بعد مشاهدة أفلام الرعب؟
عندما تُشاهِد فيلمًا مرعبًا، ويتفاعل جسمك مع ما تراه، فإنّه يُطلِق هرمون "الأدرينالين" كردّ فعلٍ للخوف، فالدماغ لا يُفرِّق بين التهديد الحقيقي والمُتصوّر، وهذا يُحفِّز الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يزيد مُعدّل ضربات قلبك وتوتر العضلات، كما قد تتغير طريقة تفكيرك، بأن تُفكِّر بطريقةٍ سلبية أو كارثية.
وهذه الاستجابة ضرورية بالأساس لحمايتك من الأذى عقب الخوف الذي سرى لديك، كما يُبقيك منتبهًا؛ مستنفِرًا كل حواسك، لاحتمال الأذى القادم أو هكذا يتصوّر الدماغ.
وكلُّ ذلك يتعارض مع النوم بلا شك، خاصةً أنّ هذه التأثيرات قد تستمر حتى بعد مشاهدة أفلام الرعب وزوال الخطر الذي كان يتصوّره الدماغ.
وكُلّما كانت مشاهدتك لأفلام الرعب قريبة من وقت نومك، كانت تلك التأثيرات أشدّ في منعك من النوم؛ إذ يحتاج الجسم إلى بعض الوقت لتكسير "الأدرينالين" الذي اجتاح الدم، وسبّب تلك الاستجابة العصبية.
كذلك فإنّ اجترار ما شاهدته للتو، قد يزيد احتمالية أن تتخيّل الصور والمشاعر من الفيلم في أحلامك، وهذا قد يجعلك خائفًا من النوم؛ مُستيقظًا، كي لا يتسلّل ما أفزعك إلى أحلامك.
كيف تتمكّن إذن من النوم بعد مشاهدة أفلام الرعب؟
إنَّ استجابة الجسم للخوف أو التهديد ستحدث، بغض النظر عن مدى إمكانية أو استحالة حدوث ما رأيته في الفيلم المرعب، لذا فإنّ أول ما تفعله، هو التماشي مع ذلك، وعدم مُعارَضة ذلك الشعور أو الاستجابة التي يُحفّزها الدماغ، لأنّ ذلك قد يجعل الأمور أسوأ، والنوم أبعد عن عيونك.
ومِمّا يُنصَح به أيضًا لتسهيل النوم بعد مشاهدة أفلام الرعب، ما يلي:
1. المشاهدة مع الأصدقاء
قد تكون أفلام الرعب أشدّ متعة عندما تشاهدها مع غيرك، لذا إن كُنت من عُشّاقها، ومع ذلك تمنعك من النوم ليلاً، فقد تساعدك مشاهدتها مع أصدقائك، فبهذه الطريقة لديك شخصٍ تختبئ وراءه مثلاً في أثناء الأجزاء المخيفة، أو الضحك معه بمجرد انتهاء الفيلم، كما أنّ ذلك يساعد على التخلص من التوتر والشعور بتحسُّن.
2. تشغيل الأضواء
عندما نطفئ الأضواء، تشتعل الأمور المخيفة في خيالنا، خاصةً بعد مشاهدة أفلام الرعب، لذا إن كُنت تحاول النوم بعد مشاهدة فيلم مخيف، فالأفضل ترك الأضواء ساطعة وعدم إطفائها.
فعندما تنام أو إذا استيقظت بعد كابوس، ستتمكّن من رؤية الغرفة من حولك، وهذا سيُشعِرك بالأمان بشكلٍ أكبر بالتأكيد، كما أنّك لن تخاف مِمّا يقبع في الظلام، فستتمكّن من النوم بسهولة غالبًا.
اقرأ أيضًا:"ليس الخوف أو الهلع فقط".. هذا ما يحدث لجسمك عند مشاهدة أفلام الرعب
3. تحدّث مع شخصٍ تحبه
قد يساعدك التحدث مع شخص تحبه على إبعاد تفكيرك عمّا يخيفك، وربّما يساعدك ذلك على الهدوء والشعور بالراحة بشكلٍ أفضل.
4. مشاهدة فيلم الرعب باكرًا
ما دمت ترغب في مشاهدة فيلم مخيف، فالأفضل مشاهدته في وقت باكر من اليوم، لا مع اقتراب موعد النوم، والمهم هو التأكد من وجود وقت كافٍ بعد الفيلم لإعادة ضبط حالتك الذهنية بما يساعدك على النوم لاحقًا، أمّا إذا شاهدت الفيلم وذهبت إلى النوم مباشرةً، فسيكون من الصعب انتزاع مشاهده وأفكاره من عقلك، وسيكون النوم صعبًا بلا شك.
5. شاهد فيلمًا آخر أو شيئًا آخر
ما دامت أفلام الرعب تصيبك بالخوف والقلق، ولا تجعلك تسترخي بما يكفي لتتمكّن من النوم، فمن الأفضل مشاهدة شيء آخر غيرها، لا يجعلك تشعر بالخوف، وهذا يختلف حسب ما تُفضِّله وترغب في مشاهدته مع اقتراب موعد نومك.