ما هو التأثير النفسي للانتظار على رواد الفضاء العالقين في المحطة الدولية؟
يعيش رائدا الفضاء باري ويلمور وسونيتا ويليامز حالة من الترقب وعدم اليقين على متن محطة الفضاء الدولية، حيث كان من المقرر أن يعودا إلى الأرض بعد ثمانية أيام فقط من وصولهما على متن مركبة بوينج ستارلاينر.
ومنعت تسربات الهيليوم ومشكلات المحرك التي واجهتها المركبة في طريقها إلى المحطة الرائدين من العودة للأرض، حيث أثيرت مخاوف بشأن سلامة الرحلة، ما دفع وكالة ناسا وشركة بوينج إلى إعادة النظر في خطة العودة.
تحديات غير متوقعة
ووفقًا لموقع "ساينس ألرت"، من المحتمل أن تمنح مركبة ستارلاينر الضوء الأخضر لإعادة رواد الفضاء إلى الأرض في الأيام المقبلة، ولكن في حال قرر المسؤولون عدم إطلاق المركبة بسبب المخاوف التقنية، قد يجد ويلمور وويليامز نفسيهما مضطرين للبقاء في المدار لمدة ستة أشهر إضافية.
تأثير الانتظار على الرواد
وأشارت أبحاث نفسية إلى أن الانتظار لفترات طويلة في بيئات معزولة وقاسية، مثل محطة الفضاء الدولية، يمكن أن يشوه الإحساس بالوقت، حيث قال الباحثان روث أوغدن، أستاذة علم نفس بجامعة ليفربول، وجون مورس ودانيال إدواردو فيغو: إن القلق المستمر حول موعد العودة المحتمل، بالإضافة إلى قلة الأنشطة والاتصال المحدود مع العالم الخارجي، يمكن أن يجعل الانتظار يبدو أطول مما هو عليه في الواقع.
اقرأ أيضًا: "ناسا" تستعين بـ "سبيس إكس" للتخلص من محطة الفضاء الدولية
تجارب مشابهة
وتجرى تجارب مشابهة لتلك التي يواجهها رواد الفضاء في أماكن أخرى من العالم، مثل القارة القطبية الجنوبية، حيث ترسل منظمات علمية مثل معهد أنتاركتيكا الأرجنتيني وبرنامج أنتاركتيكا الإيطالي، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، فرقًا بشرية لإجراء أبحاث على القارة المتجمدة لفترات تصل إلى 16 شهرًا.
وخلال فصل الشتاء القطبي، تعيش هذه الفرق في ظلام دامس ودرجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، ما يؤثر على إدراكهم للوقت.
دور الانشغال الذهني
وأشارت الأبحاث إلى أن الانشغال المستمر بمهام معقدة، مثل البحث العلمي، قد يساعد في تسريع مرور الوقت، وقد أظهرت الدراسات أن 80% من أفراد الطاقم في القارة القطبية الجنوبية شعروا بمرور الوقت بسرعة عندما كانوا مشغولين، في حين أن 3% فقط شعروا ببطء الوقت خلال فترات الخمول.
وقد تكون هذه النتائج مشجعة لرواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية، ورغم التحديات التي يواجهونها، يعيش رواد الفضاء حياة مزدحمة تتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا، ما قد يساعدهم على التغلب على الشعور بطول فترة الانتظار، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في قدرتهم على تحمل عدم اليقين المتعلق بموعد عودتهم، حيث يعد توافر المعلومات الواضحة حول أسباب التأخيرات وجدول الرحلة أمرًا حيويًا للتخفيف من تأثير الانتظار على رفاهيتهم النفسية.