خريطة "بورتولان" النادرة من القرن 16 للبيع في مزاد
كشفت دار كريستيز للمزادات عن عرض خريطة بورتولان نادرة، تعود للقرن السادس عشر، للبيع في مزاد علني بنيويورك خلال شهر سبتمبر المقبل.
ووفقًا للموقع الإلكتروني للدار، فإن الخريطة الفريدة تمثل جزءاً مهماً من تاريخ الملاحة البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا وشمال غرب المحيط الأطلسي، في حين قدرت السعر المبدئي للخريطة بين 70 إلى 100 ألف دولار أمريكي.
تاريخ خريطة بورتولان
وتعد خريطة بورتولان واحدة من الخرائط المخطوطة الغنية بالتفاصيل والزخارف، وتتميز بدقة استثنائية في رسم الساحل الأوروبي، وتركز الخريطة على البحر الأبيض المتوسط، لكنها تمتد أيضاً لتشمل مناطق واسعة من أيسلندا إلى البحر الأحمر، ومن جزر الأزور إلى شبه جزيرة القرم.
ظهرت هذه الخرائط لأول مرة في القرن الثالث عشر، وكانت تستخدم من قبل البحارة كأداة أساسية للملاحة البحرية حتى القرن الثامن عشر، ويتميز هذا النوع من الخرائط بتفاصيله الدقيقة التي استندت إلى معرفة واسعة للبحارة والملاحين.
وعلى عكس الخرائط الحديثة، لا تعتمد خرائط بورتولان على خطوط الطول والعرض، بل تستخدم بدلاً من ذلك خطوط لوكسودروم التي تمثل نقاط البوصلة.
اقرأ ايضًا: للبيع في مزاد: مقتنيات نجم الروك آند رول "توم بيتي"
خصائص خريطة بورتولان
وتخلو خرائط بورتولان من المعلومات الجغرافية الداخلية، وتركز بشكل رئيس على رسم الخطوط الساحلية، حيث تحتوي على أسماء الأماكن مكتوبة بشكل عمودي على طول الساحل لضمان عدم حجب التفاصيل الساحلية.
الأسلوب المستخدم في الخريطة أتاح لرسامي الخرائط الفرصة لتزيين المناطق الداخلية الفارغة بزخارف فنية، ما جعلها تحظى باهتمام النخب البرية الذين كانوا يبحثون عن رموز المكانة الزخرفية.
ومع تطور الملاحة، أصبحت الخرائط المطبوعة أكثر شيوعاً، لكن خرائط بورتولان استمرت في الحفاظ على مكانتها الفنية والتاريخية، واليوم تعتبر واحدة من الكنوز النادرة التي نجت من التآكل والتلف بفضل جودتها العالية.
والخريطة المعروضة في دار كريستيز تتضمن العديد من العناصر الزخرفية المميزة، بما في ذلك مناظر طبيعية للمدن مكللة بالأعلام، وورود بوصلة مزخرفة برؤوس متعددة، ما يعكس دقة العمل اليدوي لرسامي الخرائط في ذلك العصر.
كما تظهر الخريطة تشابهات مع خريطة سكوتي لعام 1589، وخاصة في تصوير مدينة جنوة بشكل بارز، وهو ما يعكس مكانة المدينة في ذلك الوقت.
وتعد هذه الخريطة نموذجاً فريداً يُظهر أيضاً اختلافات في رسم الحدود بين إنجلترا واسكتلندا، حيث استخدم الرسام طريقتين مختلفتين لتحديد الحدود، ما يضفي على الخريطة قيمة تاريخية إضافية.