بين الغيرة والإعجاب.. كتاب جديد يكشف أسرار علاقة بيل غيتس وستيف جوبز
ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على كتاب جديد للصحفية أنوبريتا داس، محررة الشؤون المالية السابقة لصحيفة "نيويورك تايمز"، الذي يقدم تحليلًا شاملًا لحياة بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، تحت عنوان "ملياردير، مجتهد، منقذ، ملك: بيل جيتس وسعيه إلى تشكيل عالمنا".
ويسلط الكتاب الضوء على مسيرة غيتس من كونه عبقري الكمبيوتر إلى أن أصبح أغنى رجل في العالم وأحد أعظم فاعلي الخير في التاريخ.
علاقة معقدة مع ستيف جوبز
ويكشف الكتاب تفاصيل غير معروفة عن العلاقة المعقدة التي جمعت بين بيل غيتس وستيف جوبز، مؤسس شركة آبل.
ويشير الكتاب إلى أن غيتس كان معجبًا بقدرة جوبز على جذب الجماهير والتأثير عليهم، حتى أنه شعر بالغيرة من تلك المهارات.
ومن بين اللحظات البارزة التي يتناولها الكتاب، استثمار مايكروسوفت مبلغ 150 مليون دولار في شركة آبل عام 1997، وهو ما أنقذ آبل من الإفلاس في تلك الفترة.
ورغم هذا الدعم، رفض غيتس السفر إلى بوسطن للظهور بجانب جوبز على المسرح، وفضل التواصل عبر الأقمار الصناعية، ما يعكس توتر العلاقة بينهما.
اقرأ أيضًا: بيل غيتس يدعو الشركات إلى تعيين الموظفين الكسالى.. ما السبب؟
انتقادات وتحليلات
ويقدم الكتاب رؤية نقدية لدور بيل غيتس في عالم التكنولوجيا والعمل الخيري، وعلى الرغم من الإشادة بدوره كفاعل خير استثنائي عبر "مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، يتناول الكتاب أيضًا الجانب المظلم لمسيرته في قيادة مايكروسوفت، حيث استخدم ممارسات احتكارية مثل الاستحواذ على المنافسين وإقصاء منتجاتهم من منصات برمجياته، ما استدعى تدخل التشريعات الأمريكية لمكافحة الاحتكار.
التأثير الهائل للمليارديرات على العالم
ويرى المؤلف أن بيل غيتس ليس مجرد رمز للتكنولوجيا، بل هو جزء من نخبة المليارديرات الذين يمتلكون تأثيرًا كبيرًا على السياسة والاقتصاد والإعلام.
كما يتعمق الكتاب في نقد الدور الذي يلعبه هؤلاء الأفراد في تشكيل العالم وفقًا لرؤيتهم الشخصية، مشيرًا إلى أن المال أصبح قوة رئيسة في تحديد مستقبل البشرية.
دور المال في تشكيل المستقبل
ويختتم الكتاب بدعوة للقراء للتفكير في القوة الهائلة التي يمتلكها المليارديرات ومدى تأثيرهم على حياتنا اليومية، ومع وجود 2781 مليارديرًا حول العالم يمتلكون ثروة صافية تبلغ 14.2 تريليون دولار، يطرح الكتاب تساؤلات حول مستقبل العالم تحت تأثير هذه القوة المالية.
ويشير الكتاب إلى أن الولايات المتحدة تضم 8 من أغنى 10 رجال في العالم، معظمهم جمعوا ثرواتهم من قطاع التكنولوجيا، ما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع العالمي في ظل تصاعد نفوذ هؤلاء الأفراد.