"الملكية الجزئية" للطائرات الخاصة.. المتعة الكاملة بلا متاعب!
قطاع الطائرات الخاصة شهد انتعاشاً كبيراً مع انتشار جائحة "كورونا"، ولكن الطلب استمر على الرحلات الخاصة مع انجذاب المسافرين إلى السلامة والراحة التي توفرها، ووفق البيانات المتوفرة فقد شهد عام 2023 نحو 5.3 مليون رحلة جوية بالطائرات الخاصة، وهو رقم ضخم بالتأكيد، ولكنه لا يعني أن الملايين يملكون بالفعل الطائرات التي يستخدمونها.
إذ تشير التقارير إلى أن عدد 23,133 طائرة فقط من الأسطول العالمي مملوكة لجهات خاصة، أما البقية فأغلبها مملوكة لمشغلين، أو لأكثر من شخص واحد وفق نظام يعرف بـ"الملكية الجزئية".
الملكية الجزئية.. متعة كاملة بأقل عناء ممكن!
الملكية الجزئية هي بديل شائع للملكية الكاملة، أو لمبدأ الاستئجار التقليدي، وهي قائمة على تقاسم التكاليف والفوائد، وهذا يعني أن امتلاك طائرة خاصة، الذي كما هو معروف مكلف جداً، سيصبح أكثر سهولة وأقل تعقيداً.
وتتضمن الملكية الجزئية شراء حصة من الطائرة، وتقاسم تكاليف الملكية مع أفراد أو جهات أخرى، قد تكون شركات، حيث يحصل كل مالك على عدد معين من ساعات الطيران سنوياً.
فيما توفر الملكية الجزئية -تقريباً- المزايا الضريبية نفسها التي توفرها الملكية الكاملة، من دون أعباء دفع الثمن الباهظ المرتبط بالملكية، سواء ثمن الطائرة نفسها أو التكاليف الأخرى، وذلك لأن سعر الشراء ورسوم الصيانة والنفقات التشغيلية سيتم تقاسمها مع المالكين الآخرين أو ستكون من مسؤولية المزود الجزئي.
وكما سبق وذكرنا فإن مبدأ الملكية الجزئية يقوم على شراء حصة من طائرة معينة، قد تكون 1/4 أو 1/6 أو 1/8، وتعتمد على عدد ساعات الطيران، وعليه فإن ما يحصل عليه الشخص المعني هو نسبة من عدد ساعات الطيران، على سبيل المثال شراء حصة بقيمة 1/8من طائرة ذات 100 ساعة طيران سنوياً، يعني أن لديك حق استخدام الطائرة لمدة 12.5 ساعة سنوياَ.
والسؤال الأكثر أهمية الآن، هو: كيف يتم تقاسم التكاليف؟
كل شخص يملك طائرة خاصة يدرك بأن حجم التكاليف المرتبطة بها خرافية، من صيانة وتأمين وتكاليف ثابتة وطارئة وغيرها، ووفق مبدأ الملكية الجزئية فإن التكاليف تشمل سعر الشراء الأولي للحصة، وطبعاً المبلغ يختلف باختلاف نسبة الحصص، كما يختلف باختلاف حجم الطائرة ونوعها، أما بقية الرسوم والتكاليف الأخرى من رواتب الطاقم والصيانة والتأمين ورسوم حظائر الطائرات، فإنها من مسؤولية الشركة بشكل كلي، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الشركات قد تملك سياسات مغايرة خاصة بها، وبعضها يفرض رسوماً على الوقود والطعام .
ولكن المزايا لا تتوقف هنا، تخيل بأنك تحتاج إلي طائرة جاهزة خلال مدة زمنية قصيرة للقيام برحلة طارئة، والآن تخيل الكابوس اللوجستي المرتبط بذلك، والذي عليك التعامل معه في حال كنت تملك طائرتك الخاصة بشكل كامل، أو تسافر بالشكل التقليدي.
الملكية الجزئية تأتي هنا لتريحك من كل هذه التفاصيل، فلا حاجة إلى التعامل مع كل الإزعاجات المتعلقة بالسفر أو تأخير الرحلات، ولكن لضمان حصولك على كل هذه المزايا عليك التأكد أولاً من الاطلاع على برامج الشركة قبل الشراء.
تكلفة الملكية الجزئية للطائرة مقابل الملكية الكاملة
امتلاك طائرة خاصة بشكل كامل يتطلب توفر مبالغ ضخمة، تُدفع كاملة أو على دفعات، والنطاق السعري يتراوح بين مليونين إلى عشرات وحتى مئات الملايين، وفق الحجم والنوعية وعمر الطائرة.
في المقابل تأتي الملكية الجزئية أقل تكلفة بشكل كبير، إذ يمكن أن تبدأ من مئات آلاف الدولارات وقد تصل إلى عدة ملايين، وفقاً للحجم والنوع وعدد الحصص، ولكنها لن تصل إلى سعر الشراء نفسه على الإطلاق.
أما التكاليف الثابتة فتمثل جزءاً من صداع امتلاك الطائرات الخاصة، حيث تتراوح بين مئات الآلاف إلى ملايين الدولارات سنوياً، بينما في الملكية الجزئية يتم تقاسمها بين المالكين الجزئيين، ما يقلل العبء المالي على المساهمين الأفراد.
الأمر نفسه ينطبق على التكاليف المتغيرة، مثل الوقود ورسوم الهبوط وغيرها، التي عادة ما تقع على عاتق المالك، ولكن في الملكية الجزئية يتم توزيعها بين المالكين. وعليه فإن التكلفة مرتبطة بساعات الطيران الخاصة بك لا أكثر.
ومع ذلك ورغم أن المبالغ المتوجبة عليك أقل، فإنها بالتأكيد ليست زهيدة، ومن ثم فإن اختيار الشركة المناسبة لحاجاتك ضروري، ولمساعدتكم على الاختيار إليك أفضل الشركات في هذا المجال، التي ستوفر لك كل ما تحتاج إليه.
اقرأ أيضًا: طائرة Gulfstream G700 : رحابة متفردة وأداء قوي
نت جتس NetJets
تعتبر "نت جتس NetJets" أكبر شركة طائرات خاصة في العالم، وهي تقدم أفضل الخدمات منذ عام 1964، فيما تتخصص في الملكية الجزئية بالإضافة إلى التأجير التقليدي، كما أنها الشركة المفضلة لدى رجال الأعمال حول العالم، وذلك لخبرتها الطويلة في هذا المجال، ومرونتها التي تعتبر عامل جذب كبيرًا للذين تتبدل مواعيد رحلاتهم بشكل دائم ومفاجئ.
تملك الشركة أكثر من 750 طائرة، بأنواع وأحجام مختلفة، وتخدم أكثر من 7000 مالك سنوياً، ويقدر عدد الرحلات التي تقوم بها طائراتها بنحو 300 ألف رحلة سنوياً لـ 3200 مطار في 150 دولة حول العالم.
فليكس جت Flexjet
شركة "فليكس جت Flexjet" حديثة نسبياً، فقد دخلت سوق الملكية الجزئية عام 1995، كجزء من "بومباردييه إيروسبيس" وتجاوزت الركود الاقتصادي الكبير في عام 2008، والآن تعمل تحت مظلة "ديريكشنال أفييشن"، تخدم "فليكس جيت" أكثر من 2200 مالك حول العالم، ويعد برنامج الملكية الجزئية من برامجها الرائدة.
وبالإضافة إلى تقديم الحصص التقليدية، أطلقت الشركة عام 2015 برنامج الملصق الأحمر، الذي يخصص طاقم طيران محدد لكل طائرة مسجلة، مما يجعلها تشبه الملكية الكاملة، وفي العام 2023 أطلقت كذلك قسماً مخصصاً للمروحيات في أوروبا، لتكون أول مشغل طائرات خاصة يقوم بذلك، فيما تستمر بالتطور.
بلين سينس PlaneSense
المميز في شركة "بلين سينس PlaneSense" أنها الأقل تكلفة في مجال الملكية الجزئية، رغم أنها تشغل واحداً من أحدث الأساطيل الجوية، حيث تشغل نموذجين من طائرات "بيلاتوس"، و36 من طائرات "PC-12"، وخمس طائرات "PC-24" ذات محركين نفاثين.
وهي النماذج التي تمنح الشركة ميزتها التشغيلية في الأداء المتفوق على المدارج، ما يعني إمكانية الوصول إلى آلاف المطارات التي لا تستطيع الطائرات الأكبر حجماً الوصول إليها، وبالإضافة إلى هذه المميزات، فإن هذه الطائرات ورغم كونها أصغر حجماً، إلا أنها توفر جميع وسائل الراحة الحديثة التي تتوقعها في الطائرات الخاصة.