اكتشاف مائي جديد على القمر: خطوة عملاقة تمهد الطريق إلى القواعد القمرية
أعلنت مجموعة من العلماء الصينيين عن اكتشاف ماء في عينات التربة القمرية التي جمعها المسبار الصيني "Chang'e-5" عام 2020.
الاكتشاف تمثل في وجود الماء في شكله الجزيئي "H2O" داخل بلورة معدنية غير معروفة سابقًا أطلق عليها العلماء اسم "ULM-1"، وقد تم نشر هذا الاكتشاف في مجلة "Nature Astronomy".
بلورة مائية تثبت وجود الماء
البلورة التي تم العثور عليها تشكلت بنسبة 41% من الماء، ويعتبر هذا الاكتشاف أول دليل مادي على وجود الماء في عينات فيزيائية من سطح القمر.
وقد لوحظ أن هذه البلورة تحتوي أيضًا على أجزاء من الأمونيا، التي تساعد في تثبيت جزيئات الماء بالرغم من التقلبات الشديدة في درجات الحرارة على القمر.
الصين تواصل تقدمها الفضائي
هذا الاكتشاف يعكس التقدم الكبير الذي تحققه الصين في مجال الفضاء، حيث تسعى لبناء قاعدة بحثية على سطح القمر.
وقد قوبلت الدراسة بحماس كبير على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، حيث يعد برنامج الفضاء مصدرًا للفخر الوطني، وفقًا لشبكة "CNN".
اقرأ أيضًا: علماء صينيون يكتشفون طريقة للعيش على القمر 22 عامًا
تحديات استخراج المياه القمرية
ورغم الأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف، يشير العلماء إلى وجود تحديات تتعلق باستخراج المياه من سطح القمر.
وحتى الآن، تم العثور على المياه غالبًا في القطبين القمريين الباردين، حيث يصعب الوصول إليها بسبب التضاريس الوعرة. ومع ذلك، يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام إمكانية وجود المياه في مناطق أخرى من القمر.
أهمية الاكتشاف للبحوث المستقبلية
وأشار علماء الفضاء إلى أن وجود الماء في عينات من خطوط العرض الوسطى للقمر يشكل خطوة هامة لفهمنا لتفاعل الصخور والبخار في القشرة القمرية.
كما يساهم هذا الاكتشاف في تعزيز الفهم العلمي لكيفية وجود واستقرار الماء على سطح القمر، مما يدعم الطموحات المستقبلية لاستغلال هذه الموارد في استكشاف الفضاء.
ومع هذا الاكتشاف الجديد، تتزايد الآمال في أن يكون الماء المتواجد على القمر مصدرًا محتملاً لدعم البعثات الفضائية المستقبلية، وربما حتى توفير مقومات الحياة للبشر على سطح القمر.
حيث إن فهم كيفية استقرار الماء في ظروف القمر القاسية يفتح آفاقًا جديدة للتخطيط المستقبلي لاستكشاف القمر وإقامة قواعد دائمة عليه، مما يعزز من مكانة الصين كلاعب رئيسي في سباق الفضاء العالمي.