زلزال الأسواق المالية يضرب الأثرياء.. وماسك وبيزوس أكبر الخاسرين
شهدت الأسواق المالية العالمية تدهوراً كبيراً في أعقاب صدور بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة الماضي، حيث ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.3% خلال شهر يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات.
الارتفاع المفاجئ، الذي صاحبه تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، أثار قلق المستثمرين من احتمالية تدهور سوق العمل ودخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
جلسة دامية
وشهدت جلسة الأسواق المالية نهاية الأسبوع الماضي انخفاضات حادة، حيث لم يتمكن إلا عدد قليل جداً من الأسهم من الصمود أمام موجة البيع الكبيرة. وعلى الرغم من هذه الخسائر، تزايدت التكهنات حول من قد يتمكن من الاستفادة في الجلسات القليلة المقبلة، ومن بين هؤلاء الذين حذروا من المزيد من التقلبات الاقتصادية، المؤلف الشهير لكتاب "الأب الغني والأب الفقير"، روبرت كيوساكي.
الخسائر تطول أثرياء العالم
ولم تكن تداعيات الانخفاض في الأسواق مقتصرة على صغار المستثمرين فقط، بل امتدت لتشمل أثرياء العالم، وكان أكبر الخاسرين هو مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، الذي فقد 15.2 مليار دولار من ثروته خلال يوم واحد، بينما شهدت ثروة أغنى شخص في العالم، إيلون ماسك، تراجعاً بقيمة 6.75 مليار دولار، وذلك وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات".
أمازون تتصدر قائمة الخاسرين
الخسائر التي تكبدها بيزوس جاءت نتيجة للتراجع الكبير في أسهم شركة "أمازون"، التي كانت الأكثر تضرراً بين الشركات العالمية بنهاية الأسبوع الماضي، حيث فقدت أكثر من 169 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ولم تسلم الشركات الكبرى الأخرى من الخسائر، باستثناء "أبل"، حيث تراجعت القيمة السوقية لكل من مايكروسوفت، وألفابيت، وإنفيديا بنحو 64، و49.6، و47.8 مليار دولار على التوالي.
اقرأ أيضًا: حرب الأرقام.. مليارديرات التكنولوجيا يتربعون على عرش الثروة العالمية
الخسائر تمتد خارج الولايات المتحدة
وامتدت موجة الخسائر لتشمل الأسواق العالمية، حيث فقدت شركة "TSMC" التايوانية، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، 43 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهذا الانخفاض الكبير قاد القطاع لخسائر ضخمة، بما في ذلك شركة "ASML" الهولندية، أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، التي خسرت 32 مليار دولار، وهو المبلغ نفسه الذي خسرته شركة "إنتل".
ثروات المليارديرات تتآكل
وتسببت هذه الخسائر في تراجع كبير في ثروات العديد من المليارديرات حول العالم، فقد خسر الثنائي المؤسس لشركة "ألفابيت"، لاري بيدج وسيرجي برين، نحو 3.5 و3.2 مليار دولار على التوالي.
كما فقد مؤسس شركة "أوراكل"، لاري أليسون، 4.4 مليار دولار من ثروته، أما مارك زوكربيرغ، مؤسس "ميتا بلاتفورمز"، فقد شهد انكماش ثروته بنحو 3.4 مليار دولار، لتصل إلى 174 مليار دولار، وحتى طليقة بيزوس، ماكينزي سكوت، لم تسلم من الخسائر، حيث تراجعت ثروتها بنحو 3.3 مليار دولار.
القطاعات الدفاعية تنتصر
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، برزت بعض القطاعات الدفاعية كالفائز الأكبر، حيث ارتبطت أسماء المليارديرات الناجين بقطاعات العقارات والأغذية والمشروبات والصحة، ومن بين هؤلاء دان جيلبرت، مؤسس شركة الرهن العقاري "روكت كومبانيز"، الذي أضاف 2.57 مليار دولار إلى ثروته لترتفع إلى 34.2 مليار دولار، في حين هيمن قطاع الأغذية والمشروبات والقطاع الصحي على المشهد الاقتصادي.