SALT of Palmar.. أولى وجهات Design Hotels في موريشيوس
عندما أنطلق SALT of Palmar في عام 2018، أحدث الفندق البوتيكي المخصص للبالغين فقط ضجة في مشهد الضيافة المحلية، من خلال تصميمه الجريء، ومفهوم تناول الطعام المعاصر الذي قدمه، بالإضافة إلى ما جسده من قيم أساسية، واختياره الواعي والدقيق للعقارات، وهي الاختيارات المدفوعة بالإبداع لخلق مساحات فريدة للتجارب الهادفة، الأمر الذي أكملته تلك الشراكة المتميزة مع Design Hotels ، والتي تتجاوز محفظتها 300 فندق مستقل في أكثر من 60 دولة حول العالم، ليكون بذلك SALT أول منتجع في موريشيوس ينضم إلى هذه التجربة التعاونية اللافتة، التي تستند إلى شغف الضيافة الحقيقية والأصالة المغلفة بالاستدامة والنهج الإنساني، مع التصميم والهندسة المعمارية المثيرة للاهتمام.
كل هذه الأمور أضافت بلا شك مزيداً من البريق الآسر، إذ شكلت العلامة ما يشبه المرساة لمجتمع من المسافرين الباحثين عن المغامرات المتجددة، والمستكشفين لتجارب السفر ذات المغزى، حيث تحدى التوقعات في جزيرة توفر فرصًا لا حصر لها للاستكشاف والمشاركة والاتصالات الواعية بالمجتمع المحلي.
وحسب "بول جونز"، رئيس شركة SALT of Palmer's Original والرئيس التنفيذي لشركة The Lux Collective، مجموعة الضيافة الفاخرة التي تدير حالياً 16 فندقاً ومنتجعاً حول العالم، فإن هذا المنتجع الفني المستوحى من الرفاهية يأخذ الضيوف الفضوليين ثقافياً إلى السكان المحليين، ليس للتعرف ومعايشة الأماكن فحسب، بل للغوص في القلب منها.
وهو ما حققه المنتجع في "بالمار"، وهي قرية على الساحل الشرقي لموريشيوس، تقع بين "بيل ماري" و"ترو دو دوس"، حيث يحتل منتجع SALT of Palmar مساحته الرائعة على شبه جزيرة مصغرة بين خليجين متلألئين بمياه فيروزية هادئة.
وبالقرب منه توجد وجهات رائعة مثل سوق فلاك، وهو أكبر سوق في الهواء الطلق بالجزيرة، حيث يقدم الباعة هنا كل شيء، بدءاً من الأقمشة والملابس، وصولاً إلى الطعام والحرف اليدوية.
في حين تشتهر قرية الصيد "ترو دو دوس" بأكواخها المصنوعة من الحديد المموج ومتاهات الشوارع الخلابة والسكان الودودين، بينما لا يبتعد الفندق عن مطار سير سيووساغور رامغولام الدولي بأكثر من 50 دقيقة بالسيارة، ما يجعل من هذه الرحلة فرصة للاستمتاع بالطبيعة والحياة وتلمس سحرها ببساطة وهدوء.
SALT والسحر الاستوائي
لا يكمن سحر موريشيوس في جمالها الطبيعي الذي لا مثيل له فحسب، بل في مزيجها المذهل أيضاً من الثقافات الإفريقية والهندية والصينية والفرنسية، فالجزيرة الإفريقية النائية التي يبلغ طولها 61 كيلومتراً وعرضها 45 كيلومتراً، والتي تقع شرق مدغشقر في المحيط الهندي، تتباهى بشواطئها المنعزلة وتلالها الخضراء المغلفة بأصوات الطيور الرائعة وغرائب الأسماك والنباتات الاستوائية.
تشبه الجزيرة لوحةً مبدعة لا تمل العين أو الفؤاد منها، ورغم ذلك فإن على المسافرين التوجه شرقاً لاستكشاف الجانب البري من الجزيرة، حيث يقع منتجع SALT of Palmar، الذي ينتظرهم ليساعدهم في استكشاف جانب آخر من السحر الاستوائي للساحل في القرى التقليدية والمساحات الشاسعة من الشاطئ البكر، عندما تتعانق حقول قصب السكر وأشجار المانغروف والبحيرات.
فيما تتألق الرمال البيضاء والمياه الزرقاء الصافية على خلفية ساري الحرير الهندي الذي يرفرف في مهب الريح، ليعمل كسياج مؤقت بين مزارع الفلفل والخضراوات.
لقد وضع المهندس المعماري "جان فرانسوا آدم"، المولود في موريشيوس والمقيم فيها، كل هذه المناظر المبدعة في الاعتبار، عندما قام بتجديد هيكل الفندق، الذي تم بناؤه في الأصل على الطراز التقليدي، حيث جلب هذه العناصر الطبيعية إلى التصميمات الداخلية، وأعاد توجيه جميع الأسِرة لمواجهة البحر، كما أعد تصميم المسبح ليكون متصلاً بشكل أفضل بالشاطئ.
وبالمثل، جلبت الفنانة "كاميل والا" جوهر الجزيرة إلى مفهوم التصميم الداخلي، حيث استعانت بالألوان النابضة بالحياة حول الجزيرة وسمائها، فجمعت بين هذه النغمات كمعزوفة مبدعة تجسد غروب الشمس، حيث تتماهى الجدران مع الأرائك ومختلف التفاصيل لتقدم لوحاتها اللونية الخاصة جداً، مع مجموعة كاملة من المفروشات المبدعة والكراسي المنسوجة وكراسي التشمس المصنوعة حسب الطلب، والطاولات الفسيفسائية والوسائد، التي بذل فيها حرفيو المنتجع وفنانونه أو ما يطلقون عليهم Salt Shakers جهداً رائعاً، تتباهي به العلامة التي تدعو ضيوفها دائماً للمشاركة في ورشهم.
أما غرف المنتجع البالغ عددها 59 غرفة فتحظى بأجواء ساحرة، حيث الهدوء الباعث على الاسترخاء، بين الألوان الحية والزخارف المبدعة، بينما تم تجهيز كل غرفة بمرتبة مخصصة من Carpe Diem ، وهي شركة أسسها مقوم العظام السويدي الشهير، مع دليل مخصص ومجموعة صغيرة من الكتب لمؤلفين محليين، وسلة شاطئ مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره من قبل الحرفي المحلي Reotee Buleeram، ولوازم استحمام طبيعية صديقة للبيئة.
وتُستخدم المنتجات الطبيعية في سبا الفندق SALT EQUILIBRIUM، الذي يحتوي أيضاً على غرفة للعلاج بالملح، فيما يتم تقديم أنشطة مثل دروس اليوغا عند شروق الشمس وغروبها، والمشي الهادئ على الشاطئ، والكرة الطائرة الشاطئية، جنباً إلى جنب مع ورش العمل المختلفة الشهيرة التي ميزت المنتجع.
اقرأ أيضًا: بين ريفيرا والإسكندرية.. 6 فنادق تختال بسحرها على شواطئ المتوسط
SALT تجربة بمذاق خاص
يتباهى SALT of Palmar كذلك بأبرز مطاعمه The Good Kitchen، الذي اكتسب سمعة متميزة جعلته يجذب زوار موريشيوس وسكانها على حد سواء، إذ كان أحد الأماكن الأولى في الجزيرة التي تقدم مأكولات محلية مستوحاة من العالم، في أجواء رائعة تأخذ ضيوفه إلى عالم ساحر، مع تجارب مذاق تلبي مجموعة متنوعة من الأذواق، وقائمة تضم الأطباق الموريشيوسية التقليدية بالإضافة إلى العديد من الأطباق المتميزة الأخرى، كالنسخة المعاصرة من "البرياني"، حيث يتم تحضير طبق الأرز التقليدي الذي يعتمد بشكل كبير على اللحوم باستخدام القرنبيط بدلاً من ذلك، وكذلك السمك المخبوز بالملح، حيث يتم سلق السمك الطازج في مياه البحر وتقديمه في مرق جوز الهند، وهنا يتم تحضير كل عنصر من أجود المنتجات المحلية المتوافرة، والمكونات المستوردة الوحيدة هنا هي تلك التي لا يمكن زراعتها في الجزيرة.
وعلى نحو مماثل يتم تحضير قائمة الإفطار من الصفر، بدءاً من المشروبات إلى زبدة الفول السوداني والمربى والمعجنات الرقيقة التي تم ابتكارها لأول مرة بالشراكة مع Du Pain et des Idées، وهو مخبز باريسي شهير، وتم تعديلها لتشمل الفواكه المحلية مثل البابايا والأناناس.
تتنوع الجلسات المتوافرة والقوائم المقدمة، المستوحاة من البحر والأرض والجبال الساحرة في موريشيوس، بينما يحافظ المنتجع على ارتباط قوي بالمجتمع المحلي، حيث أخذ على عاتقه منذ البداية العطاء كجزءٍ من أخلاقيات SALT ، ومن ثم كان دعم العلامة لمدرسة "لافينتور" التقنية القريبة للمعاقين، مع تنظيمه لبرنامج تبادل المهارات مع المجتمع المحلي، الذي تضمن الكثير من الفعاليات المبتكرة، التي كُللت بالنجاح على مدار السنوات الماضية. ولا يزال المنتجع يقدم لضيوفه ورش عمل غنية، تجعل من زيارته فرصة للاستمتاع بسحر الطبيعة والهدوء والاسترخاء وإعادة اكتشاف الذات.