ثورة في تشخيص الألزهايمر: اختبار دم بدقة 96% يكشف المرض مبكرًا
حقق العلماء خطوة هامة نحو الهدف الذي طال انتظاره في تشخيص مرض ألزهايمر، حيث توصل فريق من الباحثين في جامعة لوند السويدية إلى تطوير اختبار دم متطور يمكن أن يتفوق بشكل كبير على التشخيصات الصادرة من أطباء الرعاية الأولية والأطباء المتخصصين.
اختبار "p-tau217" ودقته العالية
ونشرت دراسة حديثة في مجلة "جاما" العلمية أن اختبار الدم "p-tau217" قد أثبت دقة تصل إلى 91% في تحديد ما إذا كان فقدان الذاكرة ناتجًا عن مرض "ألزهايمر"، مقارنة بدقة 73% للمتخصصين و61% لأطباء الرعاية الأولية.
ويقيس هذا الاختبار مستويات ببتيد دموي محدد يُعرف بأنه علامة على الضرر العصبي الناجم عن مرض "ألزهايمر". من خلال تحديد المستويات المحددة لهذا الببتيد، يمكن للأطباء استخدام هذه المعلومات لتحديد ما إذا كان التدهور المعرفي ناتجًا عن "ألزهايمر" أو نوع آخر من الخرف.
الأهمية البيولوجية لاختبار "p-tau217"
تعتمد آلية اختبار "p-tau217" على تتبع تشابكات بروتين تاو وتراكم الأميلويد في الدماغ، وهو علامة رئيسية على مرض "ألزهايمر". وقد يكون بروتين تاو موجودًا في الدماغ لعقود قبل ظهور فقدان الذاكرة بشكل خطير، وهو ما يستهدفه أحدث الأدوية التي تحارب المرض.
اقرأ أيضًا: باحثون يطورون برنامجًا للتبنؤ بـ"ألزهايمر" عن طريق الذكاء الاصطناعي
دراسة شاملة
وفي الدراسة، فحص الباحثون نحو 1200 شخص بمتوسط عمر 74 عامًا كانوا يخضعون لتقييمات لمرض "ألزهايمر" المحتمل، وقارنوا نتائج اختبار الدم بتشخيصات الأطباء واختبارات البزل الشوكي، ليكتشفوا أن اختبار الدم يقدم دقة عالية بشكل لافت.
تبسيط التشخيص وتسريع العلاج
ورغم الدقة العالية لاختبار "p-tau217"، إلا أن النتائج ليست مؤكدة بنسبة 100%.
ومع ذلك، يأمل الباحثون أن تسهم هذه الطريقة في تقليل الضغط على خدمات الرعاية المتخصصة وتسهيل الوصول إلى التشخيص والعلاج لمن يحتاجونها، كما يتطلع معدو الدراسة إلى أن تساهم هذه الطريقة الجديدة في تبسيط عملية تشخيص "ألزهايمر" وتسريع علاج المرض، خاصة أن الطرق الحالية للكشف عن المرض مكلفة وصعبة الوصول، وغالبًا ما تكون فترات الانتظار طويلة.
مقارنة مع الدراسات السابقة
جدير بالذكر أن دراسة مشابهة أجريت في شهر يناير الماضي على اختبارات الدم الخاصة ببروتين "p-tau217" أظهرت دقة تشخيص بلغت 96%، وأكدت "مايو كلينيك" أن التصوير الدماغي مثل الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني غالبًا ما يستخدم للمساعدة في تشخيص مرض "ألزهايمر".
ويعكس هذا التطور في اختبار "p-tau217" خطوة كبيرة نحو تحسين دقة وسرعة تشخيص مرض "ألزهايمر"، مما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى وتخفيف العبء على النظام الصحي.