الفاو الأثرية.. جوهرة سعودية جديدة في قائمة اليونسكو
في إنجاز يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على تراثها الثقافي، أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة التراث ورئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، عن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" الواقعة في منطقة الرياض ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، تم الإعلان عن هذا الإنجاز خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في مدينة نيودلهي بالهند، في الفترة من 22 إلى 31 يوليو.
دعم القيادة الرشيدة للتراث الوطني
وأكد وزير الثقافة أن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" يعكس الدعم الكبير الذي يحظى به التراث السعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
بتسجيل #منطقة_الفاو_الأثرية على قائمة التراث العالمي في @UNESCO ، حققت المنظومة الثقافية مستهدف #رؤية_السعودية_2030 في عدد المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي، برؤية وتوجيه سمو سيدي ولي العهد. https://t.co/9cnw42lC3o pic.twitter.com/WdJCkGyZFm
— بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود (@BadrFAlSaud) July 27, 2024
وأشار إلى أن تسجيل عناصر التراث الثقافي في قوالبه المادية وغير المادية لدى "اليونسكو" يأتي انطلاقًا من العمق التاريخي للمملكة، ويترجم دورها الريادي في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تركز على أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يُعَد التراث الوطني أحد مكوناتها الرئيسية.
الحفاظ على التراث الثقافي
وقال: "تدرك المملكة أهمية التراث والحفاظ عليه، وتثقيف العالم به، لخلق أساس صلب للحاضر، ورسم خارطة طريق للعمل نحو المستقبل، وتدعم هيئة التراث جهود تطوير الأصول الوطنية التراثية، وتوليها اهتمامًا عاليًا؛ لزيادة الوعي بها، والحفاظ عليها، لضمان استدامتها وتناقلها للأجيال القادمة".
اقرأ أيضًا: "الطائف" تنضم رسميًا إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية
المناظر الثقافية المسجلة لدى اليونسكو
ومع هذا التسجيل الجديد، أصبحت المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو تشمل: موقع الحِجر الأثري (1429هـ/ 2008م)، وحي الطريف بالدرعية التاريخية (1431هـ/ 2010م)، وجدة التاريخية (1435هـ/ 2014م)، وموقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل (1436هـ/ 2015م)، وواحة الأحساء (1439هـ/ 2018م)، ومنطقة حمى الثقافية (1442هـ/ 2021م)، ومحمية عروق بني معارض (1445هـ/ 2023م)، بالإضافة إلى التسجيل الحالي للمنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية (1446هـ/ 2024م).
موقع منطقة الفاو الأثرية
وتقع "منطقة الفاو الأثرية" في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم²، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم²، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممرًا ضيقًا يسمى "الفاو".
وتحتوي المنطقة على مظاهر متنوعة تظهر تفاعل الإنسان مع بيئته، ومنها الأدلة الأثرية التي تعود إلى عصر فجر التاريخ، والمقابر الكبيرة التي تشكلت بتشكيلات واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية القديمة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من العناصر الحضارية والمعمارية التي تُنسَب إلى مدينة القوافل، بما في ذلك واحة قديمة تحتوي على أنظمة ري معززة باكتشافات أثرية وفنون صخرية ونقوش كتابية قديمة.
جهود وطنية لتحقيق التسجيل
جاءت عملية التسجيل نتيجة للجهود الوطنية الكبيرة التي بذلها وفد المملكة لدى اليونسكو، بقيادة هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وإمارة منطقة الرياض، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وجامعة الملك سعود، والمجتمع المحلي لمحافظة وادي الدواسر.
وتأتي هذه الجهود ضمن إطار المحافظة على تراث المملكة الغني، وتعريف المجتمع المحلي والدولي بأهميته، تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى مضاعفة أعداد المواقع السعودية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به.