أولمبياد باريس 2024 تشهد فجر المساواة بين الرجال والنساء
بعد قرن وربع القرن من الزمان، تشهد الألعاب الأولمبية تحولاً جذريًّا في مسارها، حيث تستعد باريس لاستضافة أول دورة أولمبية تحقق المساواة التامة بين الجنسين.
ووفقًا لمنصة "The World Economic"، فإن الإنجاز التاريخي يأتي بعد عقود من النضال والكفاح من أجل تمكين المرأة في عالم الرياضة، ويشكل علامة فارقة في تاريخ الحركة الأولمبية.
وعندما أطلق البارون بيير دي كوبرتان شرارة إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة، كانت الرؤية مقتصرة على الاحتفال بالقدرات البدنية للرجال، حيث اعتبر أن دور المرأة يقتصر على تقديم التشجيع والتصفيق، ولم تكن هناك مكانة للمرأة الرياضية في ذلك الوقت، وكانت مشاركتها محدودة للغاية ومرتبطة ببعض الرياضات التقليدية.
طريق طويل وشاق
وكانت العقبات التي واجهتها المرأة في طريقها للمشاركة في الألعاب الأولمبية شاقة وطويلة، ففي أولمبياد باريس عام 1924، لم تتجاوز نسبة مشاركة النساء 4%، واقتصرت مشاركتهن على رياضات محددة.
وفي بعض الأحيان، كان النساء يخضعن لاختبارات بدنية للتأكد من قدرتهن على تحمل المنافسات الرياضية.
اقرأ أيضًا: سيلين ديون تُبهر العالم بعودة مُذهلة في أولمبياد باريس 2024
تحولات تدريجية
وشهدت العقود التالية تحولات تدريجية في وضع المرأة في الألعاب الأولمبية، فمع مرور الوقت، زادت نسبة مشاركة النساء، وتوسعت الرياضات المتاحة لهن، ومع ذلك، ظلت هناك تحديات كبيرة، حيث كانت النساء يواجهن تمييزًا في العديد من الجوانب، بما في ذلك التمويل والإعلام.
نقلة نوعية في لندن 2012 وطوكيو 2020
وشهدت دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 نقلة نوعية، حيث وصلت نسبة مشاركة النساء إلى 44%، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها النساء في جميع الرياضات الأولمبية، وفي دورة طوكيو 2020، ارتفعت هذه النسبة إلى 48%.
باريس 2024 علامة فارقة
وتعد دورة باريس 2024 علامة فارقة في تاريخ الألعاب الأولمبية، حيث ستشهد المساواة التامة بين الجنسين في عدد المشاركين، ولأول مرة، سيتم إعطاء أهمية أكبر للأحداث النسائية، حيث سيقام ماراثون السيدات قبل الحفل الختامي، وهو حدث تاريخي في حد ذاته.
مستقبل واعد
ويشير هذا التطور إلى مستقبل واعد للمرأة في الرياضة، حيث تتزايد الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، ومع استمرار الجهود المبذولة لتمكين المرأة، يمكننا أن نتوقع المزيد من الإنجازات في المستقبل.
وتؤكد الألعاب الأولمبية في باريس 2024 على أهمية الرياضة كأداة لتحقيق المساواة بين الجنسين، فهي ترسل رسالة قوية إلى العالم مفادها أن المرأة قادرة على تحقيق أي هدف تضعه نصب عينيها، وأن الرياضة ليست حكراً على الرجال فقط.