ازدياد مخيف لحالات السرطان بين الشباب: ما السبب؟
في ظل تزايد حالات الإصابة بمرض السرطان بين الفئات العمرية الشابة، يواجه العلماء تحدياً كبيراً في فهم الأسباب وراء هذه الظاهرة المتسارعة.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن تزايد ملحوظ في عدد المصابين بالسرطان في المملكة المتحدة بين الأشخاص دون سن الخمسين.
ووفقًا لأرقام صادرة عن مركز أبحاث السرطان البريطاني، ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان في المملكة المتحدة بنسبة 24% بين عامي 1995 و2019. ففي عام 2019، تم تشخيص نحو 35,000 حالة سرطان بين البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عاماً.
وفي الوقت الذي شهدت فيه حالات الإصابة بين الأشخاص الذين تجاوزوا 75 عاماً ذروتها في عام 2005، تراجعت هذه الحالات بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. إلا أن معدلات الإصابة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً سجلت أعلى مستوياتها خلال الثلاثين عاماً الماضية.
دور الالتهاب
أظهرت الدراسات أن الالتهاب قد يلعب دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
حيث تُصبح الأنسجة الملتهبة أكثر عرضة للتحول إلى خلايا سرطانية.
وتحدث الطفرات في هذه الخلايا الضعيفة نتيجة التعرض لمحفزات خارجية مثل: شرب الكحول، والتدخين، وتلوث الهواء، والتعرض للمواد الكيميائية.
اقرأ أيضًا: ثورة في تشخيص السرطان: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء بنسبة 17%
تختلف معدلات الإصابة بالسرطان وأنواعه بشكل ملحوظ من منطقة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال، تسجل أعلى معدلات الإصابة المبكرة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا. ولكن، عند مقارنة كوريا الجنوبية باليابان المجاورة، تظهر مؤشرات هامة.
النظام الغذائي الغربي
على الرغم من التشابه الاقتصادي والعرقي بين كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن نمط الحياة في كوريا الجنوبية يميل إلى الاقتراب من النمط الغربي، وهو ما يترافق مع زيادة ملحوظة في حالات السرطان المبكر المرتبطة بالجهاز الهضمي، مُشابهًا للوضع في البلدان الغربية ذات الدخل المرتفع.
يشير هذا إلى أن النظام الغذائي الغربي قد يكون له دور في هذا الارتفاع.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون السمنة عاملاً مهمًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان المبكر، بالإضافة إلى استهلاك الكحول.
وتتفق الدكتورة أبارنا باريخ، الأستاذة المساعدة في الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد والمديرة الطبية لسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب في مستشفى ماساتشوستس العام، مع هذه الفرضية.
وأشارت باريخ إلى أن بعض المصابين قد يكونون أيضًا عرضة للتعرض البيئي مثل المواد البلاستيكية، مما يعزز من الاعتقاد بأن الإصابة المبكرة بالسرطان ترتبط بتداخل عوامل البيئة وأسلوب الحياة.
ويستمر العلماء في البحث عن أسباب هذه الزيادة المقلقة، آملين أن تسهم نتائجهم في تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فعالية لمواجهة هذه المشكلة المتنامية.