وداعًا للعروض العادلة من الشركات: الذكاء الاصطناعي يحدد من يدفع أكثر!
نشرت وكالة "CNN"، تقريرًا حول استخدام الشركات للذكاء الاصطناعي في تحديد الأسعار الترويجية للمنتجات، كشفت فيه أن الذكاء الاصطناعي قد يجعلك تدفع أسعاراً للسلع أعلى من الآخرين.
ووفقًا للوكالة، أرسل شخص ما لصديقته في أمريكا رسالة نصية مفادها أن "ستاربكس" كانت تقدم عرضاً ترويجياً لشراء مشروب والحصول على مشروب آخر مجاناً، وعند بحث هذا الشخص عن العرض في التطبيق والموقع لم يجد شيئاً.
وفسرت ذلك شيخا جاين، مسؤولة في شركة استشارية في مجال التجزئة والمستهلك بأمريكا الشمالية، بأن ستاربكس استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحديد أن الشخص الذي عرض عليه العرض الترويجي سيقوم بعملية شراء لم يكن ليقوم بها لولا الإعلان، في حين أن صديقه سيقوم بعملية شراء بغض النظر عن وجود العرض.
استراتيجيات التسعير الشخصية والتكنولوجيا
ورفضت ستاربكس، التي يقع مقرها في سياتل، مشاركة تفاصيل نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها المعروف باسم "ديب برو" (Deep Brew)، لكن متحدثًا باسم الشركة أكد أن الذكاء الاصطناعي يدعم العروض الفردية التي تُرسل للعملاء.
الاستراتيجية المُعتمدة ليست فريدة من نوعها بالنسبة لستاربكس، حيث تستفيد العديد من الشركات من بيانات العملاء المستمدة من برامج الولاء، بالتنسيق مع نماذج التعلم الآلي لتحديد أسعار السلع والخدمات بناءً على مدى استعداد الفرد للدفع، وذلك استنادًا إلى السلوك الاستهلاكي المُسجل لكل فرد.
اقرأ أيضًا: "الفراولة": تفاصيل جديدة حول مشروع OpenAI السري لتطوير الذكاء الاصطناعي
التقدم في الذكاء الاصطناعي
وقال جيم بريسلي، نائب رئيس شركة "نيلسن آي كيو" لتحليلات المستهلك الأمريكي، إن التقدم في الذكاء الاصطناعي ساهم في زيادة تعقيد ودقة تخصيص العروض والخصومات للأشخاص الذين يتفاعلون مع أنواع معينة من الإعلانات أو يقرؤون منشورات معينة عبر الإنترنت.
وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات الآن الإجابة على أسئلة مثل: "ما الذي سيشتريه هذا الشخص بعد ذلك؟ ما الذي نعتقد أنهم سيكونون على استعداد لدفعه؟ من أين سيشترون؟ متى سيشترونها؟"
تخصيص الإشعارات
ويمتد التخصيص إلى ما هو أبعد من الأسعار ليشمل استهداف العملاء بإشعارات مخصصة. على سبيل المثال، قد تتم صياغة الإشعار الذي يتلقاه العميل لإعلامه بالبيع بشكل مختلف تمامًا عن الإشعار الذي يتلقاه عميل آخر بشأن عملية البيع نفسها.
شراكات استراتيجية
وماري وين بيلكنجتون، مسؤولة في شركة "تراكتور سابلاي كو"، قالت أن شركتها دخلت مؤخرًا في شراكة مع "ريفونكس" المتخصصة في تحليل بيانات المستهلكين، لتعديل الأسعار بما يتناسب مع "السوق المتغير باستمرار" بهدف "جذب العملاء والاحتفاظ بهم".
والهدف من هذه الشراكة ليس معرفة مدى قدرة الشركة على رفع أسعارها دون إبعاد الكثير من العملاء، بل تنظيم عروض محددة مخصصة للعملاء، مما يؤدي غالبًا إلى انخفاض الأسعار وتحسين قيمة المنتجات والخدمات التي يحتاجها العملاء.
وأوضحت "سي إن إن": "كما يتضح من تجربة ستاربكس، يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تحديد العملاء الذين لا يحتاجون إلى عروض ترويجية على الإطلاق، وهذه التكنولوجيا الحديثة تغير شكل التسويق والتسعير، مما يثير تساؤلات حول العدالة في التسعير ومدى تأثير ذلك على سلوك المستهلكين".