عباءة الاخفاء لم تعد خيالا علميا... ولا حدود لاستخداماتها!
ألمانيا: "الرجل"
كانت عباءة الاخفاء ضرب من الخيال العلمي، لكنها قد تتحول حقيقة في المستقبل القريب، ذلك ان بحثا جديدا أشار الى انها باتت قاب قوسين أو أدنى من الواقع.
أعلن علماء إنهم أجروا اختبارات ناجحة على عباءة اخفاء رقيقة للغاية مصنوعة من وحدات مجهرية مستطيلة من الذهب، وهي كالبشرة، تتخذ هيئة الجسم الذي توضع عليه ويمكن ان تخفي الأشياء التي تحتها في الضوء المرئي.
قال الباحثون إن تجاربهم تضمنت إخفاء جسم دقيق إلا انهم يرون انه بالإمكان تطويع هذه التقنية لاخفاء أجسام أكبر، مما يجعل هذا الاختراع قابلا للاستخدام في مجالات عسكرية وفي مجالات أخرى.
وتم لف العباءة -التي تصل سماكتها الى 80 نانومترا- حول جسم ثلاثي الأبعاد مصنوع من النتوءات والتجاويف فيما عمل سطح العباءة على اعادة تجميع وتوجيه الموجات الضوئية المنعكسة من العباءة، مما جعل الجسم غير مرئي.
معلوم ان النانومتر يشكل وحدة قياس تساوي جزءا من مليار جزء من المتر.
لفت مدير قسم علوم المواد في معمل لورانس بيركلي القومي التابع لوزارة الطاقة الأميركية، الاستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي شيانج تشانج إن الأمر "قد يستغرق من خمس الى عشر سنوات لتطبيق هذه التكنولوجيا عمليا".
وقال تشانج الذي نشرت نتائج بحثه في دورية (ساينس) "لا عقبات رئيسية لكن الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهود".
بدوره، قال استاذ الهندسة الكهربائية في جامعة ولاية بنسلفانيا وهو مشرف على هذه الدراسة شينجي ني: "بامكاننا جعل السطح المنحني يبدو مسطحا، مما يعني ايضا اننا نستطيع جعله يبدو كأي شكل آخر وبوسعنا ايضا جعل السطح المستوي يبدو منحنيا".
قال الباحثون إنهم تغلبوا على اثنين من العراقيل التي كانت تشوب التجارب المجهرية السابقة الخاصة بعباءة الاخفاء التي كانت أكبر سماكة ويصعب اخضاعها لعملية الاخفاء او تطبيقها على الأجسام الأكبر حجما.
وقال ني: "في نهاية المطاف يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات عسكرية لاخفاء أجسام أكبر مثل المركبات أو الطائرات أو حتى الجنود". وأضاف: "ماذا لو صنع قناع لاخفاء الوجه؟ عندئذ تكون كل التجاعيد والبثور والحبوب غير مرئية". وفي الموضة اقترح صنع رداء "يمكن ان يخفي كرش عارضة الأزياء مثلا".