من الحضيض إلى القمة: قصص نجاح ملهمة لنجوم واجهوا الإفلاس
"دوام الحال من المحال" جملة تتردد على مسامعنا كثيرًا، وتتجلى في أكثر من موقف. فكم من شخصٍ ثريٍّ ناجحٍ واجه انتكاسةً ماليةً أدت إلى إفلاسه.
وهذا أمر واردٌ لا ريب فيه، ولكن هل تتذكر أشخاصًا أصبحوا أثرياء، ثم أفلسوا، ثم عادوا إلى عالم الثراء مرةً أخرى؟ يشهد التاريخ على وجود عددٍ من هؤلاء، إليك أشهرهم:
مشاهير أفلسوا بعد الثراء
والت ديزني
لأن اسمه أصبح مرادفًا لإمبراطورية ديزني الشهيرة التي تقدر الآن بنحو 180 مليار دولار، قد يعتقد البعض أن والت ديزني ظل ثريًّا طوال حياته، غير أن الحقيقة ليست كذلك إطلاقًا.
في أوائل عشرينيات القرن الماضي، أطلق ديزني أول استوديو أفلام خاص به والذي أسماه "Laugh-O-Gram".
ولكنه قوبل بظروفٍ قاسية عندما أفلس الممول الرئيس له، ما أعجزه عن دفع رواتب الموظفين وسداد الديون، فاضطر لإعلان إفلاسه.
ومع ذلك، لم تُثنِ هذه الانتكاسة عزيمة والت ديزني، بل حصل على قرضٍ من عائلته وأسس شركته الجديدة تحت مُسمى "Disney Brothers Cartoon Studio". ومن هنا كانت الانطلاقة الباهرة.
وعلى الرغم من أنه واجه شبح الإفلاس مجددًا عند إنتاج الفيلم الشهير "سنو وايت والأقزام السبعة"، لكنه استطاع أن ينجو مجددًا، ولكن هذه المرة بقرضٍ من البنك.
لاري كينج
وُلد أيقونة التوك شو ومقدم البرامج الشهير في عام 1933 وحظي بحياة رغيدة بثروة وصلت إلى 150 مليون دولار، ولكن هذا بعد أن واجه عثراتٍ عديدة في حياته بالطبع.
في عام 1971، أُلقي القبض على لاري كينج بتهمة سرقة 5000 دولار من شريكٍ تجاري، ما أدى في النهاية إلى فصله من جميع الوظائف الإعلامية التي كان يعمل بها. اتضح لاحقًا أن لاري كان بريئًا وأُسقِطَت جميع التهم الموجهة ضده، ولكن الأوان قد فات والرجل قد غرق في ديونٍ كبيرة.
كافح لاري للحصول على وظيفة مستقرة، ولكن أوضاعه ازدادت سوءًا للدرجة التي دفعته في عام 1978 إلى إعلان إفلاسه، مدينًا بمبلغ 352 ألف دولار.
نقطة التحول في حياة لاري كينج كانت في عام 1985، وتحديدًا مع انطلاق برنامجه الذي سيحول كل شيء لصالحه: "Larry King Live" على شبكة الـ CNN، حيث حصل على راتبٍ سنوي يبدأ من 200 ألف دولار.
الجدير بالذكر أن لاري ترك الـ CNN بعد 25 عامًا من العمل فيها وعمل لصالح قنوات أخرى على تقديم البرنامج نفسه الذي أُذيع باسم "Larry King Now" ليصبح أحد أشهر المذيعين في العالم، إن لم يكن أشهرهم.
ستان لي
ستانلي مارتن ليبر، أو ستان لي، والمشهور بقصصه الأيقونية المصورة لعالم مارفل، هو من لولاه لما كنا سنرى -على الأغلب- شخصيات مثل "سبايدر مان"، و"إكس من"، و"آيرون مان"، و"هولك".
على الصعيد المالي، كان "لي" ناجحًا، ولكن طريقه لم يكن مفروشًا بالورود. فقد عانى في أوائل القرن الحالي من صراعات مالية كبيرة، لا سيما بعد انهيار شركته "Stan Lee Media" وسط "فقاعة الإنترنت" أو ما تُعرَف بـ "فقاعة الدوت-كوم" التي بدأت منذ أواخر التسعينيات.
أفلس ستان لي، ولكن مرونته الكبيرة انتشلته من ذلك القاع وجعلته يؤسس شركةً أخرى هي "POW! Entertainment". كما ظهر في العديد من الأفلام والمسلسلات، ما جعله محبوبًا للغاية بين الجماهير.
وُصف "لي" بكونه "ملك الكوميكس" و"أيقونة ثقافية". واشتهر بشخصيات عالم مارفل السينمائي التي ابتكرها وبمشاركته في العديد من أعمال الكتب المصورة. حتى أنه أنشأ لنفسه شخصية كارتونية في عام 2007 وكان يظهر كضيف شرف في أفلام الأبطال الخارقين.
توفي ستانلي في عامه السادس والتسعين عام 2018 وكون ثروة تُقدر بحوالي 50 مليون دولار (يراها البعض قليلة على إنجازاته).
اقرأ أيضًا: ساهمت في بناء ثرواتهم.. أمور يتجنب الأثرياء العصاميون الإنفاق عليها
هنري فورد
أحدث هنري فورد ثورة في صناعة السيارات لم تكن لتحدث لولا إصراره الذي غلب به التحديات. فبعد انهيار مشروعه الأول في عام 1901؛ شركة "Detroit Automobile"، أظهر فورد أنه يتعلم من إخفاقاته ويمتلك مرونةً كبيرة. حيث أسس شركة أخرى باسمه "Henry Ford Company" ثم تركها قبل أن تصبح "Cadillac Automobile Company" وأسس شركة "Ford Motor Company" عام 1903، المعروفة الآن باسم Ford.
وقدمت Ford العديد من موديلات السيارات الرائعة، أبرزها Model T في عام 1908، الذي أعاد تعريف وسائل النقل الشخصية وأصبح العمود الفقري لنجاح هذا المجال. وأدت ابتكارات فورد الذكية إلى تخفيض تكاليف التصنيع بشكلٍ كبير، ما جعل الموديل المذكور في متناول المواطن الأمريكي العادي وقتها.
ربما لو لم تنهر شركة فورد الأولى لما وصل إلى ما وصل إليه، ولربما لم تصل صناعة السيارات الحديثة إلى التطور الذي وصلت إليه حاليًّا.
بيل بارتمان Bill Bartmann
ربما لم تسمع به من قبل، لكنّه رجلٌ بلغت ثروته 3.5 مليار دولار وكان أحد أثرى أثرياء الولايات المتحدة في يومٍ ما. لخصت Business Insider قصته في تقريرٍ بعنوان "رائد الأعمال الذي خسر 3.5 مليار دولار وشركته المالية ثم استعادهم مرةً أخرى"، وهو ما حدث بالفعل.
في الثمانينيات، وقع بيل ضحية فضيحةٍ واجه على إثرها العار وانهارت شركته وثروته تحت وطأة التحديات القانونية وبسبب سمعته التي تلوثت علنًا. لاحقًا أُثبتت براءته، فرأى في الشدائد التي واجهها فرصًا لتثقيف الآخرين ومشاركة تجاربه وخبراته من خلال الكتب والمحاضرات، وذلك إلى جانب شخصيات مؤثرة مثل كولن باول (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق) وستيف فوربس (حفيد مؤسس مجلة فوربس). أسس بارتمان شركةً جديدة، وبفضل جهوده الدؤوبة، استطاع أن يعود لعالم الثراء من أوسع أبوابه.
جورج فورمان
ذاق الملاكم الأمريكي الشهير طعم الانتصار والهزيمة، داخل الحلبة وخارجها. فبعد أن فاز بالميدالية الذهبية لفئة الوزن الثقيل في أولمبياد 1968 وببطولة العالم للفئة نفسها عام 1973، اعتزل الملاكمة وأصبح قسيسًا. ولكن هذا القرار أدى إلى إفلاسه في عام 1983.
وضع فورمان السيئ أعاده إلى حلبة الملاكمة مرةً أخرى بحثًا عن الاستقرار المالي. وبالفعل، في عام 1994 تمكن جورج فورمان من استعادة لقبه ليصبح أكبر بطل للوزن الثقيل في التاريخ.
دونالد ترامب
لم يكن الرئيس الأمريكي السابق وأحد أكثر الشخصيات الجدلية في العصر الحديث فقيرًا بالمعنى التقليدي أبدًا، فترامب وُلد لعائلة غنية، ووالده "فريد ترامب" كان مطورًا عقاريًّا ومستثمرًا أمريكيًّا ناجحًا.
في أثناء دراسته الجامعية، عمل دونالد ترامب في شركة والده للعقارات "Elizabeth Trump & Son"، وفي عام 1971، غير اسمها إلى "منظمة ترامب - The Trump Organization"، ولكن في عام 1989، تعرضت لتحديات مالية كبيرة وأدت سلسلة من القرارات السيئة إلى تعجيز ترامب عن سداد ديونه، ليعلن في أوائل التسعينيات عن إفلاس شركته الجديدة.
اليوم لا يخفى على أحد أن ترامب رجل أعمال ناجح ويمتلك إمبراطورية من الفنادق والمنتجعات وغيرها من الأملاك التي أوصلته إلى ثروة تقدر بحوالي 7.5 مليار دولار، ويتوقع الكثيرون فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية في الفترة القادمة.