إيطاليا تجذب ثروات الأثرياء الأوروبيين بعد سنوات من الركود الاقتصادي
نجحت إيطاليا في تحسين سمعتها الاقتصادية وجذب ثروات الأثرياء الأوروبيين بعد فترة طويلة من المؤشرات السلبية وتراكم الديون، حسب تقرير نشرته صحيفة "تيليغراف" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، ألقت خطابًا ضريبيًّا تاريخيًّا دافعت فيه عن ضرورة تهيئة أفضل الظروف لأولئك الذين يخلقون الثروة.
وأكدت ميلوني أن زيادة الثروة المنتجة ستمكن الدولة من تقديم الحلول التي ينتظرها المواطنون، مشددة على أن الغرض من النظام الضريبي هو دعم المجتمع وليس خنقه.
وأشارت الصحيفة إلى أن إصلاحات ميلوني بدأت تؤتي ثمارها، حيث شهدت الأشهر الأخيرة تزايدًا في توافد الأثرياء إلى إيطاليا للاستفادة من أجندتها الإصلاحية، وتفوقت سوق الأسهم في ميلانو على الأسواق الأوروبية، حيث ينمو الاقتصاد الإيطالي بوتيرة أسرع من الاقتصاد الألماني.
ضريبة سنوية موحدة
ولجذب الأثرياء، فرضت إيطاليا ضريبة سنوية موحدة تبلغ 100 ألف يورو على الدخل المكتسب في الخارج، ما أسهم في تدفق العديد من الأثرياء للاستفادة من هذا النظام.
اقرأ أيضًا: استطلاع: 80% من الأمريكيين الأثرياء من جيل الألفية يرغبون فى جمع الأعمال الفنية
ووفقًا لتقرير لوكالة "بلومبيرغ"، انتقل 4000 شخص إلى إيطاليا العام الماضي تحت هذا النظام، ومن المتوقع أن يرتفع العدد بمقدار 2000 شخص في عام 2024.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن ميلوني تسعى للبناء على نظام الضرائب المؤيد للأعمال الذي أدخله سلفها ماتيو رينزي، مستفيدة من تزايد عدد الأثرياء الذين يغادرون بريطانيا بحثًا عن اقتصادات ذات ضرائب منخفضة في الخارج.
زيادة الضرائب بالمملكة المتحدة
وذكرت أن إلغاء المملكة المتحدة لوضع غير المقيمين وزيادة الضرائب المقترحة من قبل حزب العمال دفعا العديد من الأثرياء للبحث عن ملاذات ضريبية أخرى، مثل إيطاليا.
كما أضافت الصحيفة أن ميلانو أصبحت وجهة جديدة للأثرياء بفضل وجود العديد من العلامات التجارية الفاخرة وشركات تصنيع السيارات الرياضية.
وأشارت إلى أن أسعار السلع الفاخرة والمطاعم الحائزة على نجمة ميشلان ترتفع بوتيرة أبطأ في ميلانو مقارنة بلندن، ما يزيد من جاذبية المدينة.
وبينت الصحيفة أن ميلوني نجحت في تقديم إيطاليا كملاذ آمن للأثرياء بفضل سياساتها الاقتصادية المعتدلة، رغم المخاوف بشأن ديون الدولة العالية التي تبلغ 2.9 تريليون يورو.