اكتشاف غريب: النمل الحفار يُمارس الطب بطريقة مبتكرة!
كشفت الأبحاث في دراسة جديدة عن سلوك غير عادي لدى نوع من النمل يسمى "النمل الحفار في فلوريدا". حيث يتبنى هذا النمل أسلوبًا مبتكرًا يتضمن بتر الأطراف المصابة لزيادة فرص بقاء رفاقه على قيد الحياة.
ووفقًا لوكالة سكاي نيوز، يُعدّ هذا الاكتشاف بمثابة فتح لأبواب جديدة لفهم استراتيجيات البقاء لدى الكائنات الحية.
وتمّت دراسة هذا السلوك على نوع من النمل البني المائل إلى الحمرة يبلغ طوله أكثر من 1.5 سنتيمتر، والذي يسكن بعض مناطق جنوب شرق الولايات المتحدة. وقد لاحظ الباحثون أن النمل الحفار يعالج إصابات الأطراف إما عن طريق تنظيف الجرح باستخدام أجزاء من الفم، أو من خلال بتر الأطراف التالفة.
ويعتمد النمل في اختياره لنوع الرعاية على موقع الإصابة. ففي حالات الإصابة الشديدة في الجزء العلوي من الساق، يتمّ البتر بشكل دائم، بينما في حالات الإصابة في الجزء السفلي من الساق، يقتصر العلاج على تنظيف الجرح فقط.
نظام الرعاية للنمل الحفار هو الأكثر تطورًا
وفي هذا السياق، قال عالم الحشرات إريك فرانك من جامعة فورتسبورغ في ألمانيا، رئيس فريق البحث، إن الدراسة التي نشرت في دورية "كارنت بيولوجي" يوم الثلاثاء، تُسلّط الضوء على كيفية استخدام حيوان غير بشري عمليات بتر الأطراف لإنقاذ حياة رفاقه.
اقرأ أيضًا: قرد يضمد جرحًا في وجهه باستخدام "نبات طبي"
وأعرب فرانك عن اقتناعه بأن نظام الرعاية الصحية الذي يتبعه النمل الحفار هو الأكثر تطوراً في عالم الحيوانات، بالمقارنة مع أنظمة الرعاية لدى الكائنات الأخرى.
العملية تستمر لـ 40 دقيقة
وتستمر عملية البتر لمدة تتراوح بين 40 دقيقة إلى أكثر من ثلاث ساعات، حيث يقوم النمل بعملية العض المستمر في منطقة "الكتف" لإزالة الطرف التالف.
وأظهرت النتائج أن معدل بقاء النمل على قيد الحياة بعد بتر الأطراف في الجزء العلوي من الساق يتراوح بين 90% و95%، بينما تصل النسبة إلى حوالي 75% في حالات إصابات الجزء السفلي من الساق التي خضعت للتنظيف فقط.
وأوضح فرانك أن سبب اختلاف طرق العلاج يتعلق بتدفق الدم اللمفاوي، حيث تكون الإصابة في الجزء العلوي من الساق أكثر ملاءمة للبتر مقارنة بالإصابات في الجزء السفلي التي تؤدي إلى زيادة تدفق الدم اللمفاوي وبالتالي تجعل عمليات البتر غير فعالة.
وأضاف فرانك أن عملية رعاية الجروح في النمل الحفار لا تشمل إفرازات غددية مضادة للبكتيريا كما هو الحال في بعض أنواع النمل الأخرى، مما يميز هذا النوع في طريقة تعامله مع الإصابات.
وفي الختام، أشار فرانك إلى أن جميع النمل العامل في المستعمرات هم إناث، بينما يلعب الذكور دورًا ثانويًا في المستعمرات ويعيشون فترة قصيرة بعد التزاوج مع الملكة.
