كلينت إيستوود.. أسطورة وراء الكاميرا وأمامها
في العصر الحالي، لم تعد هوليوود تصنع النجوم كما في السابق، ويتجلى ذلك بشكل واضح من خلال تفاصيل حياة وعمل كلينت إيستوود، الممثل والمخرج والسياسي المخضرم. وُلد إيستوود في سان فرانسيسكو عام 1930، وعمل في وظائف خطيرة بعد الثانوية قبل تجنيده في الجيش، وكاد أن يفقد حياته في حادث تحطم طائرة أثناء عمله كحارس إنقاذ.
بإصرار وصبر، شق إيستوود طريقه نحو النجومية ليصبح ممثلًا من الدرجة الأولى، محققًا العديد من الجوائز. اشتهر بمظهره الرجولي وهالة الجدية، ثم انتقل إلى الإخراج وحصد جوائز لا حصر لها. يمثل إيستوود نموذجًا فريدًا من نوعه، وهذه الحقائق المدهشة عن حياته المليئة بالمغامرات تبرز سبب تميزه.
تتجلى شخصيته من خلال أدواره القوية وحضوره الطاغي أمام الكاميرا، مما جعله أسطورة حقيقية في عالم السينما. إن مسيرته المهنية المميزة وإنجازاته الاستثنائية تجعله رمزًا للنجاح والتفرد في هوليوود، حيث يبقى إرثه الفني والسياسي خالدًا في الأذهان. في التقرير التالي، بعض من أسرار حياة أسطورة هوليوود كلينت إيستوود، وفقًا لما أورده موقع 247tempo.
أسرار من حياة كلينت إيستوود
كلينت إيستوود يعشق الغولف
يعتبر الغولف جزء لا يتجزأ من حياة إيستوود، حيث شارك في العديد من بطولات الغولف للمشاهير واستمتع بوقته على الملاعب الخضراء.
تجلى هذا العشق من خلال امتلاكه لملعب الغولف الخاص به، الذي يحمل اسم نادي "تيهاما" ويقع في وادي الكرمل بولاية كاليفورنيا.
يُعد هذا الملعب ملاذًا هادئًا وجميلًا لإيستوود حيث يمكنه التمتع بلعب الغولف في جو من الهدوء والجمال بجوار المحيط الهادي. صممه المهندس المعماري جاي موريش لتقديم تجربة لعب فريدة وممتعة.
كلينت إيستوود وشغفه الخاص بعالم الطيران
إيستوود يعشق الطيران، وله تاريخ طويل ومذهل مع السماء، بالإضافة إلى قيادته شخصيًا لإحدى طائراته الخاصة.
وفي خمسينيات القرن الماضي، كاد إيستوود أن يفقد حياته في حادث تحطم طائرة عندما كان جنديًا في الجيش الأمريكي.
أثناء قيادته لطائرة تابعة للبحرية الأمريكية من طراز AD-1 Skyraider، فقد السيطرة عليها بعد دقائق من الإقلاع لتتحطم في المحيط الهادي. قضى إيستوود والطيار ساعات يسبحون في أمواج متلاطمة قبل أن يصلوا إلى الشاطئ.
عمل كحارس شخصي ومدرب سباحة
ومن الحقائق المذهلة الأخرى عن إيستوود هي عمله كمدرب سباحة في الجيش الأمريكي. بعد تجنيده خلال الحرب الكورية، أُرسل إيستوود إلى فورت أورد في مونتيري، كاليفورنيا، للتدريب الأساسي. على الرغم من أنه لم يشارك في أي دور قتالي، إلا أنه برز كمدرب سباحة في الجيش.
وفي فترة أخرى من حياته، عمل كحارس في نادي NCO خلال عطلات نهاية الأسبوع. أضافت هذه التجربة بُعدًا آخر لشخصيته متعددة المواهب، مما جعله يتألق في مختلف المجالات بعيدًا عن عالم السينما.
اقرأ أيضًا: بعد تألقهم على الشاشات العربية.. تعرّف على حجم ثروات نجوم التمثيل الأتراك
إيستوود نجم يتألق في سماء العطاء الخيري
من خلال دعمه العطوف والمستمر، قاد إيستوود مجموعة واسعة من المشاريع الخيرية، بما في ذلك يوم الغولف الخيري للمشاهير، بالإضافة إلى تأسيس جمعية خاصة لدعم وتوعية حول السكتة الدماغية.
ولم يقتصر عطاء نجم هوليوود على هذا الحد، بل تجاوزه ليشمل دعمه لجمعية القلب الأمريكية، ومركز باربرا ديفيس لمرض السكري لدى الأطفال، ومؤسسة Make-A-Wish.
وفي لفتة كريمة، تبرع إيستوود بمجموعة من التذكارات الموقعة لمنظمة مدينة الأمل، مما يبرز إرادته الطيبة وإسهامه العميق في جعل العالم أفضل.
نجم هوليوود المؤمن بالنباتيّة
على الرغم من شهرته بحبه للبرغر، يظهر كلينت إيستوود دعمًا قويًا للنظام الغذائي النباتي الذي يعتمد بشكل أساسي على الخضروات. وخلال فيلم وثائقي بعنوان "Why on Earth"، أكد إيستوود على الأهمية الكبيرة لهذا النظام الغذائي في تحسين رفاهية الحيوانات والبشر على حدٍّ سواء.
طرد بسبب مظهره
في بداية مسيرته المهنية، واجه كلينت إيستوود تحديات عديدة، منها طرده من استوديوهات يونيفرسال عام 1959. وحتى قبل ذلك، كان مظهره موضع انتقادات وتحفظات.
عكس هذا الطرد كيف استجابت الصناعة لمظهره غير التقليدي وغير المألوف في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم يمنعه هذا الطرد من مواصلة تحقيق أحلامه في عالم التمثيل.
لم يغسل معطفه قط
ارتدى إيستوود معطفه المميز في الثلاثية الكلاسيكية "حفنة من الدولارات"، و"من أجل بضعة دولارات أكثر"، و"الجيد، والشرير، والقبيح" للمخرج سيرجيو ليون.
ولسنوات طويلة، أصر إيستوود على عدم غسل هذا المعطف الشهير، معتبراً إياه تحفة نادرة من تاريخ السينما تستحق الحفاظ عليها. وقد برر إيستوود خوفه من غسل المعطف بأنه قد يتعرض للتلف.
تحدى الموت بمغامرات خطرة ورفض فيلم سوبر مان
من بين الحقائق المثيرة عن كلينت إيستوود تبرز قدرته على التحدي والعمل في مواجهة الخطر. في فيلمه "The Eiger Sanction"، أبهر إيستوود الجمهور بأدائه لبعض مشاهد تسلق الجبال التي تعد من أخطر التحديات.
قبل الواقعية خضع إيستوود لشهور طويلة إلى تدريبات مكثفة في متنزه يوسمايت الوطني، ونجح في تسلق برج يبلغ ارتفاعه 1200 قدم في جبال الألب السويسرية.
على الرغم من شهرته وقدرته على خوض أدوار خطيرة، إلا أن إيستوود لم يكن شخصًا يقبل أي دور على الفور. فقد رفض العديد من العروض الضخمة، ومن بينها دور مارتن شين في فيلم "Apocalypse Now" بسبب عدم رغبته في العيش في الفلبين لمدة 16 أسبوعًا.
كما رفض إيستوود عروضا في فيلميْ "Die Hard" و"Superman"، معبّرًا لرئيس شركة وارنر براذرز قائلاً: "سوبرمان؟ لا، لا، هذا ليس لي. لا يعني ذلك أن هناك أي خطأ في ذلك. إنها لشخص ما، ولكن ليس لي."
قصة امتلاكه لأكبر شجرة في أمريكا
يشتهر إيستوود بعشقه للغابات والطبيعة الخلابة، وفي فترة من حياته استخوذ نجم هوليوود على شجرة ضخمة من أشجار الأوكالبتوس وصفت بكونها الأكبر في أمريكا وسجلت في السجل الوطني للأشجار في البلاد.
كلينت إيستوود سياسي عبقري
بالإضافة إلى نجاحه السينمائي، سطع نجم إيستوود أيضًا في عالم السياسة؛ ففي عام 1986، قرر الترشح لمنصب عمدة مدينة كارمل في ولاية كاليفورنيا، وفاز بنجاح بنسبة 72.5% من الأصوات، متفوقًا على العمدة السابق.
على مدى فترة عمله التي استمرت عامين فقط، نجح إيستوود في إحداث تغييرات إيجابية في المدينة، منها بناء موقف سيارات سياحي ومكتبة للأطفال. كما ألغى قانون حظر بيع الآيس كريم، مما أظهر قدرته على تحقيق التغيير وتحسين جودة حياة المجتمع المحلي.
اقرأ أيضًا:مشاهير وأثرياء العالم يتكاتفون من أجل خير الإنسانية
كلينت إيستوود مهوساً بالحياة الصحية واللياقة البدنية
إيستوود نموذجًا للتفاني في الصحة البدنية، فحتى في شبابه كان مولعًا بممارسة الرياضة، كما يتضح ذلك بشكل جلي من خلال صورة له في عام 1959 ظهر فيها مفتول العضلات يمارس تمارين الضغط.
في مقابلة مع مجلة Muscle & Fitness، قدم إيستوود نصائح قيّمة للأشخاص الساعين لتحسين صحتهم. دعا إلى الاهتمام بالتوازن الغذائي من خلال تناول الفواكه والخضروات الطازجة، والابتعاد عن المشروبات المحلاة بالسكريات، وتجنب الإفراط في تناول الكحول. كما أكد على أهمية الراحة والحفاظ على التفكير الإيجابي.
لديه على الأقل 8 أطفال من 6 نساء
يحظى إيستوود عائلة كبيرة تضم ثمانية أطفال (ست بنات وولدين) من ست نساء تزوجهن خلال حياته، لكل منهم قصة فريدة. على الرغم من التحديات المرتبطة بكونهم أبناء لرمز سينمائي عالمي، إلا أن أبناء إيستوود يتميزون بتنوع مساراتهم المهنية وأهدافهم الشخصية، مما يعكس استقلاليتهم وتفردهم. وإليك نبذة عنهم:
لوري موراي:
ولدت في عام 1954. لم يكن كلينت على علم بولادتها حتى بعد فترة، لدرجة أنها عرضت للتبني. بعد سنوات طويلة من ولادتها، انضمت لوري أخيرًا إلى إيستوود وظهرت للمرة الأولى للعلن في حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2004. وحضرت العرض الأول لفيلم "The Mule" مع أشقائها في عام 2018.
كيمبر لين:
ولدت في عام 1964. شاركت في التمثيل قبل أن تتجه إلى عالم فن المكياج. تزوجت ثلاث مرات ولديها ابن واحد، كلينتون.
كايل:
ولد في عام 1968. درس السينما لفترة قصيرة ثم انتقل لتكريس حياته للموسيقى. ويعمل كعازف جاز وملحن، وقد ألف موسيقى لعدة أفلام شهيرة، من بينها أفلام والده.
أليسون:
ولدت في عام 1972. درست التمثيل وظهرت في عدة أفلام، بالإضافة إلى عملها كمخرجة لفيلم "Rails and Ties" عام 2007.
سكوت، كاثرين، فرانشيسكا ومورغان:
يُعرف القليل عنهم بالمقارنة مع الأشقاء الأكبر سناً. شارك سكوت وكاثرين وفرانشيسكا في العرض الأول لفيلم "The Mule" مع والدهم في عام 2018. ويُعتقد أن مورغان، الابن الأصغر، وُلد في عام 1996.