مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج.. الأعراض وأهم نصائح الوقاية
تعصف بنا اضطرابات الجهاز الهضمي في أي مكان، سواء كانت في صورة نزلة معوية، أو بعض الإمساك، أو حتى ارتجاع المريء. لكن المعاناة من مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج ليست أمرًا سارًا على الإطلاق، بل تتطلب معرفة أفضل السبل للتعامل مع تلك المشكلات كل على حدة لأداء مناسك الحج دون منغصات. فما أبرز اضطرابات الجهاز الهضمي خلال الحج وكيف تحمي نفسك منها؟
ما هي أبرز مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج؟
تشمل أبرز مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج:
- الإمساك في الحج: يحدث عندما تصبح الأمعاء أقل نشاطًا، بما يجعل خروج البراز صعبًا، وذلك قد يكون بسبب نقص الألياف في النظام الغذائي، ويدل على الإمساك قضاء الحاجة أقل من 3 مرات في الأسبوع، رغم أنّ عدد المرات المُعتاد قد يختلف من إنسانٍ لآخر، كما قد يصحبه ألم البطن والانتفاخ.
- الإسهال في الحج: أحد مشكلات الجهاز الهضمي التي يكون معها البراز مائيًا، وقد يحدث مع النزلة المعوية، كما قد يتسبَّب في فقدان الحاج كثيرًا من سوائل الجسم، بما قد يُعرِّضه للجفاف لو لم يُعوِّض ذلك النقص.
- النزلة المعوية: التهاب يُصِيب المعدة والأمعاء بما يُسبِّب الغثيان والقيء وألم البطن والإسهال، وغالبًا ما يحدث نتيجة عدوى أصابت الجهاز الهضمي.
- ارتجاع المريء: هو المسؤول عن حرقة المعدة في الحج التي قد يشعر بها بعض الناس، وهو مرض مزمن يصحبه ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، وذلك بسبب ضعف أو ارتخاء العضلات العاصرة بين المريء والمعدة، وقد تتفاقم الأعراض مع تناول وجبات كبيرة أو مع تناول أنواع معينة من الطعام، مثل الأطعمة الحارة.
- قرحة المعدة في الحج: مرض يحدث نتيجة تآكل جزءٍ من بطانة المعدة أو الاثنى عشر، وقد يُسبِّب بعض الأعراض، مثل الحرقة وآلام المعدة، وقد يحدث نتيجة الإفراط في تناول المسكنات، أو الإصابة بجرثومة المعدة، كما أنّ المُدخِّنين أكثر عُرضةً له.
أعراض مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج
تختلف أعراض مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج، حسب نوع الاضطراب الهضمي الذي يُعانِيه الحاج، كما يتضح فيما يلي:
أعراض الإمساك
تشمل أبرز أعراض الإمساك، حسب ما ذكره "Cleveland Clinic":
- قلة عدد مرات قضاء الحاجة أو التبرّز في الأسبوع (أقل من 3 مرات).
- براز صلب أو جاف.
- آلام البطن أو التقلصات.
- الانتفاخ.
- الغثيان.
- الشعور بأنّ أمعاءك لم تفرغ تمامًا بعد قضاء الحاجة.
والإمساك عمومًا قد يحدث نتيجة عدم تناول ما يكفي من الألياف، أو الجفاف وعدم شُرب ما يحتاج إليه الجسم من السوائل، أو مقاومة الرغبة في قضاء الحاجة.
أعراض الإسهال
الإسهال ليس نوعًا واحدًا، بل يختلف حسب مدة استمراره إلى:
- إسهال حاد: يستمر يومًا أو يومين، وهو النوع الأكثر شيوعًا وعادةً ما يزول دون علاج.
- إسهال مستمر: يستمر لما يقرب من 2 - 4 أسابيع.
- إسهال مزمن: يستمر أكثر من 4 أسابيع، أو يظهر ويزول بانتظام على مدى فترة طويلة.
وبغض النظر عن نوع الإسهال، فإنَّ أعراضه الرئيسة:
- الانتفاخ.
- رغبة قوية مفاجئة في قضاء الحاجة.
- البراز المائي.
- تقلصات البطن.
- الغثيان.
وقد يُؤدِّي الإسهال الشديد إلى الجفاف، لذلك ينبغي تعويض نقص السوائل الناجم عن الإسهال، كي لا تتعرَّض للجفاف.
والإسهال أسبابه كثيرة، فقد ينشأ بسبب العدوى، أو التسمُّم الغذائي، أو تناول أطعمة تضر جهازك الهضمي، خاصةً لو كُنت تُعانِي حساسية الغلوتين أو عدم تحمُّل اللاكتوز.
اقرأ أيضًا:كيف تحافظ على الجهاز الهضمي من الأمراض؟
أعراض النزلة المعوية
لا تقتصر أعراض النزلة المعوية على المعدة وحدها، ولا الأمعاء وحدها، بل تتضمّن أعراضها:
- الغثيان والقيء.
- انسداد الشهية.
- الإسهال.
- ألم البطن والتقلصات.
- الحمى.
- القشعريرة.
- الإرهاق.
- آلام الجسم.
وغالبًا ما تظهر أعراض النزلة المعوية فجأة، وقد تظهر أعراض الجهاز الهضمي أولًا، مثل الإسهال أو آلام البطن أو الغثيان والقيء عِدّة مرات خلال فترةٍ وجيزة، وبمرور اليوم فقد تظهر الأعراض الأخرى، مثل الحمى والقشعريرة وآلام الجسم.
جديرٌ بالذكر أنَّ النزلة المعوية قد تنشأ عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وهي لا تستمر سوى يومًا أو يومين فقط، لكن قد تدوم بعض النزلات المعوية فترة أطول أو تتطلّب علاجًا.
أعراض ارتجاع المريء
أمَّا ارتجاع المريء فقد يُسبِّب أعراضًا مختلفة تمامًا عن الاضطرابات السابقة، مثل:
- حرقة المعدة، وهو شعور بالألم والحرقة في منتصف الصدر.
- الشعور بطعمٍ حامضٍ في الفم بسبب عودة محتويات المعدة إلى المريء.
لكن لا يُشترَط أن تظهر هذه الأعراض على كلِّ المُصابِين بارتجاع المريء، بل قد يظهر في صورة أعراضٍ أخرى، مثل:
- ألم الصدر.
- الغثيان.
- مشكلات البلع.
- السعال المزمن.
- بحة الصوت.
وهناك بعض العوامل التي قد تزيد خطر إصابة الحاج بارتجاع المريء، مثل زيادة الوزن، أو تناول بعض الأطعمة، مثل الشوكولاتة والقهوة، والأطعمة الحارة.
أعراض قرحة المعدة
عادةً لا تُسبِّب قرحة المعدة أي أعراض، لكن إن ظهرت أعراض ناجِمة عنها، فقد تشمل:
- ألم الجزء العلوي من البطن.
- عسر الهضم.
- الشعور بحرقة.
- انتفاخ البطن.
- التجشؤ.
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
وتحتاج قرحة المعدة إلى علاج حال ظهور أعراضها، خاصةً أنّها قد تؤدي إلى مضاعفات لو تُرِكت بلا علاج، مثل نزيف الجهاز الهضمي.
علاج مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج
مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج متنوّعة، ولكل مشكلةٍ طريقة علاج مُناسِبة لها، فما يصلح لداء قد لا يصلح للآخر، ومِنْ ثَمّ تشمل أهم طرق العلاج:
علاج الإمساك
يمكن علاج الإمساك من خلال:
- زيادة شُرب الماء على مدار اليوم.
- عدم تناول الأطعمة التي تُسبِّب لك الإمساك أو تزيده.
- تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف عمومًا.
- تجنّب المقليات والكربوهيدرات المُكرّرة، مثل الخبز الأبيض، وكذا اللحوم المُصنَّعة.
- تناول مكملات الألياف إن اقتضت الحاجة، لكن مع التدرّج في ذلك.
- استخدام المُليّنات، لكن يجب ألّا تستخدمها لأكثر من أسبوعين دون الرجوع إلى الطبيب.
اقرأ أيضًا:فوائد العرقسوس في رمضان.. علاج لقرحة المعدة وعسر الهضم
علاج الإسهال
قد يتطلّب علاج الإسهال تناول بعض الأدوية للتعامل مع سبب ذلك الإسهال، مثل:
- المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات لقتل الميكروبات المُسبِّبة للعدوى.
- أدوية الأمراض المزمنة، داء الأمعاء الالتهابي، فقد يكون سبب الإسهال لو كُنت مُصابًا به.
- الحصول على مكملات البروبيوتيك، فهي بها بكتيريا نافعة للأمعاء تُساعِد في علاج الإسهال.
- تجنُّب المشروبات الغنية بالكافيين، لأنّ لها تأثيرًا مُليّنًا بدرجةٍ ما.
- شُرب كميات مناسبة من الماء باستمرار لتعويض فقد السوائل.
- تجنُّب الأطعمة التي قد تسبب الغازات في الحج، مثل الفاصوليا والملفوف، ويُفضّل أيضًا تجنّب منتجات الألبان حال وجود الإسهال.
علاج النزلة المعوية
عادةً تزول النزلة المعوية تلقائيًا، وإنَّ أمثل طريقة للتعافي منها هي الحصول على الراحة وشُرب كميات مناسبة من السوائل، ويُفضّل تناول الأطعمة سهلة الهضم لبضعة أيام، وفي حالات قليلة قد تكون هناك حاجة إلى علاجٍ حقيقي، مثل المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات.
علاج ارتجاع المريء
يتطلّب تخفيف أعراض ارتجاع المريء تجنّب الأطعمة التي تُفاقِم أعراضه بالنسبة لك، وكذلك المشروبات الغنية بالكافيين، مثل الشاي أو القهوة، لكن قد لا يشعر البعض براحةٍ إلّا مع تناول الأدوية، مثل:
- مضادات الحموضة التي تُعادِل حمض المعدة وتعمل على الفور.
- حاصرات الهيستامين H2، التي تمنع إفراز حمض المعدة من خلال حجب نشاط مستقبلات الهيستامين في المعدة، مثل فاموتيدين.
- مُثبِّطات مضخة البروتون، التي تُقلِّل إفراز حمض المعدة، ويستمر مفعولها فترة أطول، مثل أوميبرازول.
علاج قرحة المعدة
يختلف علاج قرحة المعدة حسب سببها، وغالبًا ما تنجم عن جرثومة المعدة، لذلك فقد يشمل علاجها:
- المضادات الحيوية (أنواع مُعيّنة) للتعامل مع جرثومة المعدة.
- أدوية تحمي بطانة المعدة وتسمح بالتئام نسيجها، مثل سوكرالفات.
- حاصرات الهيستامين H2، مثل فاموتيدين.
- مثُبِّطات مضخة البروتون، مثل أوميبرازول.
- تناول بدائل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (نوع من المسكنات يزيد قرحة المعدة)، مثل الباراسيتامول فهو آمن للمعدة، وذلك حال الرغبة في تناول مسكن للألم.
اقرأ أيضًا:أعراض عسر الهضم..هل يمكن أن تدل على الإصابة بمرض ما؟
الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج
ختامًا، إليك أهم النصائح للوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي أثناء الحج للتمكّن من أداء المناسك دون تعبٍ أو مرض:
- غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام.
- عدم الإسراف في تناول المُسكِّنات.
- تناول وجبات صغيرة وعدم تناول وجبات كبيرة كي لا تزيد أعراض ارتجاع المريء.
- الحصول على التطعيمات المطلوبة للوقاية من فيروسات الجهاز الهضمي.
- شُرب كميات مناسبة من الماء باستمرار.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف- دون إسراف- كالفواكه والخضروات، فهي تساعد في تجنُّب الإمساك.
- تجنُّب الأطعمة التي تفاقم اضطرابات الجهاز الهضمي لديك، مثل الأطعمة الحارة أو المقليات أو منتجات الألبان أو غيرها، حسب نوع الطعام الذي يضرك أكثر مِمّا يُفِيدك.
- عدم ترك الطعام مكشوفًا كي لا يُلوَّث.