من ذروة اللياقة إلى فخّ الوزن الزائد: رحلة نجوم الرياضة بعد الاعتزال
بالرغم من أن نجوم الرياضة يُعتبرون قدوات في مجال اللياقة البدنية، إلا أنهم يواجهون أحيانًا تحديات فيما يتعلق بالوزن الزائد، مما يُشكل عائقًا كبيرًا أمام مسيرتهم الرياضية ويؤثر على قدرتهم على التميز في الأداء الرياضي.
يبذل بعضهم جهودًا كبيرة للحفاظ على لياقتهم البدنية والدفاع عن تاريخهم العريق، بينما يستسلم البعض الآخر للضغوط النفسية والجسدية، ما يؤدي إلى تراجع ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالإحباط، مما يتسبب في تدهور أدائهم الرياضي، وقد ينتهي الأمر باستهلاكهم المفرط للطعام، مما يُشكل خطرًا على موهبتهم الفذة.
رحلة نجوم الرياضة مع الوزن الزائد
الوزن الزائد يلتهم مهارات والتر هنريكي
والتر، اللاعب البرازيلي الذي عانى من زيادة الوزن، كان أحد الوعود الكروية الواعدة، لكنه واجه تحديًا كبيرًا بسبب مشكلة السمنة ونهمه الشديد للطعام والمشروبات الغازية، مما أثر سلبًا على مسيرته الكروية وحياته الشخصية.
بدأ والتر مسيرته الكروية مع منتخب البرازيل للشباب في عام 2009، حيث تألق وفاز بلقب هداف كأس أمريكا الجنوبية تحت 20 عامًا. انتقل بعد ذلك إلى نادي بورتو البرتغالي، وقضى فيه تسع سنوات، لكن وزنه الزائد حدّ من فرص مشاركته في المباريات.
رغم إعارته إلى العديد من الأندية البرازيلية المعروفة، كان يجلس غالبًا على مقاعد الاحتياط. كما تم استدعاؤه لتمثيل المنتخب البرازيلي الأول، لكنه لم يحقق النجاح المطلوب بسبب مشاكل وزنه. لم تؤثر هذه المشاكل على مسيرته الكروية فقط، بل تسببت أيضًا في تدهور حالته الصحية وشعوره بالإحباط.
شاكيل أونيل
شاكيل أونيل، أحد أعظم لاعبي كرة السلة في تاريخ دوري NBA، واجه مشكلة الوزن الزائد خلال السنوات الأخيرة من مسيرته الاحترافية. فعلى الرغم من سيطرته على الملعب بقوته وحجمه، إلا أن الوزن الزائد أثر على مرونته وسرعته، مما أدى إلى تكرار الإصابات وتراجع أدائه.
في ديسمبر 2023، وبعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء، أعلن أونيل عن خسارته نحو 25 كيلوغرامًا، بعد معاناة طويلة مع السمنة الزائدة التي جعلت من الصعب عليه حتى صعود الدرج. في حديثه مع Entertainment Tonight، كشف أونيل أن وزنه الحالي يبلغ 160 كيلوغرامًا، وأنه يطمح لخسارة المزيد.
أونيل، الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، اعترف بأنه حتى هذا العمر لم يكن يعرف الفرق بين الكربوهيدرات والبروتينات. بعد استشارة أخصائي تغذية وإجراء الفحوصات اللازمة، اكتشف أنه يعاني من نقص الحديد ويحتاج إلى تناول المزيد من الخضروات. عندها، قرر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحته.
اقرأ أيضًا: "من المعاناة يولد الأمل".. نجوم استعادوا بريقهم بعد أزمات عنيفة
رونالدو نازاريو من "الظاهرة" إلى التحدي الأكبر - رحلة استعادة اللياقة بعد الوزن الزائد
رونالدو "الظاهرة"، يُعدّ أحد أعظم مهاجمي كرة القدم على مر العصور. بعد تعرضه لإصابات خطيرة في الركبة، واجه رونالدو مشكلة الوزن الزائد التي أثرت على أدائه وسرعته. على الرغم من استمراره في اللعب وتحقيق النجاحات، لم يعد مستواه كما كان في بداية مسيرته.
كان رونالدو أحد أشهر اللاعبين وأكثرهم رمزية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث لعب مع أندية كبرى مثل برشلونة، ريال مدريد، إيه سي ميلان، وإنتر ميلان. إلا أن مسيرته بعد الاعتزال لم تكن خالية من التحديات. فبعد توقفه عن اللعب في الدوريات التنافسية، بدأ يعاني من مشاكل الوزن، مما أثار القلق بشأن حالته الصحية.
عشق رونالدو تناول الوجبات السريعة وشرب الكحول، ولم يمارس الرياضة بعد اعتزاله، مما أدى إلى زيادة وزنه لأكثر من 100 كيلوغرام. لكنه قرر في يوم من الأيام تغيير نمط حياته، وبدأ بداية جديدة كرجل أعمال. ساعده هذا التغيير على تحسين حالته الجسدية والعناية بمظهره.
بدأ النجم البرازيلي خطة غذائية بإشراف أخصائي التغذية ماسيميليانو سالا، وبدأ يمارس التمارين البدنية لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا. ساعدته هذه الجهود على استعادة لياقته بشكل ملحوظ. اليوم، يشغل رونالدو منصب رئيس ونادي ريال بلد الوليد الإسباني، وقد فقد العديد من الكيلوغرامات منذ تلك الفترة الصعبة. تُعدّ رحلته مع الوزن الزائد ملهمة، وتُبرز قدرته على التحول والتغلب على التحديات الكبيرة.
مايك تايسون من الوزن الزائد إلى عودة ملحمية في الحلبة
مايك تايسون، بطل العالم السابق في الملاكمة للوزن الثقيل، عانى من مشكلة الوزن الزائد في نهاية مسيرته المهنية. بعد فترة من الاعتزال، عاد تايسون إلى الحلبة في أواخر التسعينيات، لكنه لم يتمكن من استعادة لياقته البدنية الكاملة، مما أثر على أدائه وأدى إلى خسارته في بعض المباريات المهمة.
ومع ذلك، بعد سنوات طويلة من الاعتزال، استعاد تايسون رشاقته المعتادة وعاد إلى الأضواء في سن الـ57. سيخوض تايسون معركة جديدة في الحلبة ضد اليوتيوبر والمقاتل جيك بول. ستقام هذه المواجهة المرتقبة في ملعب AT&T الشهير، موطن فريق دالاس كاوبويز، في 20 يوليو، وستُبث مباشرة على منصة Netflix، في حدث رياضي قتالي هو الأول من نوعه على المنصة.
سيواجه تايسون، البالغ من العمر 57 عامًا، بول، البالغ من العمر 30 عامًا، ما يثير بعض الانتقادات من محبي الملاكمة التقليدية. تُبرز رحلة تايسون من الوزن الزائد إلى العودة الملحمية في الحلبة إرادته القوية وتصميمه على استعادة مجده، مما يجعل هذه المواجهة واحدة من أكثر الأحداث المنتظرة في عالم الملاكمة.
اقرأ أيضًا: في عالم المشاهير.. نجومٌ يقاومون التكنولوجيا ويُثبتون إمكانية العيش بدون هواتف ذكية
محاولات الأندية لفرض الانضباط البدني
أقدمت العديد من الأندية الرياضية على خطوات جريئة لفرض الانضباط البدني والتحكم بوزن لاعبيها. ففي ديسمبر 2023، كشف مدافع بوروسيا دورتموند، توماس مونيي، عن خطوة جديدة من النادي الألماني، تمثلت بقرار فرض غرامات مالية على اللاعبين في حال زيادة أوزانهم.
أخذ بوروسيا دورتموند خطوات جريئة لضمان جاهزية لاعبيه بشكل فردي وجماعي. وفي إطار هذه الاستعدادات، لا يتسامح النادي الألماني مع الوزن الزائد لدى اللاعبين، وأعلن عن قرار فرض غرامات مالية صارمة.
وفقًا لهذا القرار، يتوجب على كل لاعب دفع غرامة مالية تبلغ ألف يورو لكل كيلوغرام زيادة في وزنه. أما بالنسبة للاعبين الذين ينتمون إلى فئة "الوزن الثقيل"، فيُفرض عليهم دفع غرامة بقيمة ألف يورو لكل 100 غرام زيادة.
تؤكد هذه الخطوة التزام النادي بالتميز والانضباط البدني، والسعي لتحقيق أفضل النتائج، كما تضع اللاعبين تحت ضغط إيجابي للحفاظ على لياقتهم وجاهزيتهم للأداء على أعلى مستوى.
لماذا يتغير جسد الرياضيين بعد اعتزالهم؟
بعد سنوات من التدريب المكثف والالتزام الشديد، يدخل الرياضيون مرحلة الاعتزال، حيث ينتقلون من الحياة المهنية المليئة بالانضباط إلى عالم من الحرية والفراغ. ومع هذا التحول الكبير، يواجه الكثيرون تحديات جديدة تتمثل في زيادة وزنهم بشكل ملحوظ بعد الاعتزال. فما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة؟
الحرية في تناول الطعام: بمجرد اعتزالهم، يجد الرياضيون أنفسهم بلا قيود على ما يمكنهم تناوله من طعام. يندفعون لاستكشاف كل لذة وطعم، مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون أي قيود.
توقف ممارسة الرياضة: مع الاعتزال، يتوقف الرياضيون عن ممارسة الرياضة بشكل مكثف ومنتظم. يتركون وراءهم الروتين اليومي للتدريبات القاسية، مما يؤدي إلى تراكم الدهون بدلاً من العضلات.
العوامل النفسية: يمكن أن يؤدي الانتقال من النشاط الرياضي المهني إلى الحياة العادية إلى تغييرات نفسية سلبية. يعاني البعض من الشعور بالفراغ والإحباط، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتسلية أو التغلب على المشاعر السلبية.
فقدان كتلة العضلات: مع توقف ممارسة التدريبات الرياضية بشكل مكثف، يبدأ الرياضيون في فقدان كتلة العضلات التي كانوا يحافظون عليها خلال مسيرتهم المهنية، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في أجسادهم بشكل أكبر.
انسحاب اللياقة البدنية: يعاني البعض من ما يعرف بانسحاب اللياقة البدنية، حيث يتراجع مستوى اللياقة البدنية بشكل كبير بعد التوقف عن ممارسة التدريبات الرياضية. يصبح من الصعب على الرياضيين الحفاظ على وزنهم المثالي بدون النشاط الرياضي المنتظم.