مؤتمر مستقبل الطيران 2024: صفقات ضخمة وابتكارات ثورية تُشكّل مستقبل هذا القطاع الحيوي
تشهد العاصمة السعودية الرياض الحدث الأضخم في قطاع الطيران هذا العام، حيث يفتح مؤتمر مستقبل الطيران 2024 أبوابه لاستقبال نخبة من كبار الشخصيات والخبراء من جميع أنحاء العالم، لبحث مستقبل هذا القطاع الحيوي واستكشاف آفاقه الواعدة.
افتتاح مؤتمر مستقبل الطيران 2024
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، افتتح معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر، اليوم، فعاليات مؤتمر مستقبل الطيران 2024 في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
ويُعقد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ويجمع أكثر من 30 وزيراً و77 من قادة سلطات الطيران المدني ورؤساء شركات النقل الجوي في العالم، بالإضافة إلى 5 آلاف من خبراء وقيادات صناعة الطيران من أكثر من 120 دولة.
فرص استثمارية واعدة
وأكد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على النهضة الكبرى التي تشهدها المملكة في جميع المجالات، وذلك بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين– حفظهما الله.
كما أشار إلى الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها قطاع الطيران والنقل الجوي للمستثمرين من القطاع الخاص المحلي والعالمي.
وشدد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية على أن مؤتمر مستقبل الطيران 2024، بما يتضمنه من فعاليات واتفاقيات وصفقات، يُجسد التزام المملكة بدعم صناعة الطيران العالمي.
كما أكد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه هذا القطاع.وأشار معاليه إلى أن المملكة تضع الاستدامة والابتكار والتقنية على رأس أولوياتها، كما أنها تعمل على توسيع فرص الأعمال وتعزيز القدرات البشرية لدعم مستقبل قطاع الطيران.
اقرأ أيضًا| "الطيران المدني" تخطط لإنشاء 6 مطارات جديدة في السعودية
إنجازات المملكة في أخر عامين
وقدم معالي المهندس الجاسر لمحةً عن أبرز المنجزات التي شهدها قطاع الطيران المدني بالمملكة خلال العامين الماضيين، والتي تُمثل قفزة نوعية تمثلت في حزمة من الإنجازات التي تُعدّ شهادة على التزام المملكة بتطوير هذا القطاع الحيوي وتعزيز مكانته على الساحة العالمية. وتشمل هذه الإنجازات:
المركز الـ 13 عالمياً في مؤشر الربط الجوي الدولي
يُعدّ هذا الإنجاز دليلاً واضحاً على كفاءة المملكة في ربطها الجوي بباقي دول العالم، ممّا يُساهم في تعزيز التجارة والسياحة والاستثمار.
111 مليون مسافر في عام 2023
يُمثل هذا الرقم قفزةً هائلةً بنسبة 26% مقارنةً بعام 2022، ويُعدّ دليلاً على نمو حركة السفر الجوي في المملكة، ممّا يُساهم في تنشيط مختلف القطاعات الاقتصادية.
إعلان السياسة الاقتصادية لقطاع الطيران المدني
تهدف هذه السياسة إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة في قطاع الطيران المدني، ممّا يُساهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز نمو هذا القطاع.
اللوائح الاقتصادية الجديدة للمطارات والخدمات الأرضية والشحن الجوي وخدمات النقل الجوي
تهدف هذه اللوائح إلى تنظيم عمل قطاع الطيران المدني وضمان تقديم أفضل الخدمات للمسافرين، ممّا يُساهم في تعزيز تنافسية المملكة في هذا المجال.
تأسيس شركة طيران الرياض
ستُساهم هذه الشركة في زيادة عدد شركات الطيران العاملة في المملكة، ممّا يُؤدي إلى زيادة التنافس وخفض أسعار تذاكر الطيران. كما ستُساهم في ربط الرياض بأكثر من 100 وجهة عالمية، ممّا يُعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي للنقل الجوي.
المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي
يهدف هذا المخطط إلى توسيع مطار الملك سلمان الدولي ليصبح أحد أكبر المطارات في العالم، ما يُساهم في زيادة قدرة المملكة على استيعاب المسافرين وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي.
وتُعدّ هذه الإنجازات جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تُنفذها المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
اقرأ أيضًا| طائرة Halcyon.. تفوق سرعة الصوت بـ5 أضعاف وستغير شكل الطيران في العالم
شكر وتقدير لقيادة المملكة
في ختام كلمته الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الطيران 2024، رفع معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود– حفظهما الله– على دعمهما الكبير وغير المحدود لقطاع الطيران ومنظومة النقل والخدمات اللوجستية بالمملكة العربية السعودية.
وأكد معاليه أن هذا الدعم كان له دورٌ كبيرٌ في تحقيق المملكة لمستهدفاتها الطموحة في هذا القطاع الحيوي، والتي تتماشى مع رؤية المملكة 2030.
ووجه معاليه الشكر لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا المؤتمر، مُؤكدًا على أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي ودولي رائد في مجال النقل الجوي.
كد رئيس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) السيد سلفادوري شاكيتانو، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر مستقبل الطيران 2024، على الدور الكبير الذي يلعبه قطاع الطيران والنقل الجوي في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا| بمشاركة 5 آلاف خبير.. الرياض تستضيف مؤتمر "مستقبل الطيران"
رسالة للمجتمع الدولي للطيران
وأثنى السيد شاكيتانو على حسن استضافة المملكة للنسخة الثالثة من مؤتمر مستقبل الطيران، مُشيرًا إلى أن المملكة ترسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي للطيران بأنها تركز على المستقبل وتعزيز مستوى الربط الجوي العالمي.
وأوضح السيد شاكيتانو أن نقاشات المؤتمر ستتركز على تنفيذ سياسات الطيران بروح التعاون والشراكة، وتطوير المهارات والقدرات، والالتزام بالاستدامة، والاستفادة من التقنيات. مؤكدًا أن هذه الأمور مهمة للغاية لتعزيز الربط الجوي العالمي ودعم التطور الاقتصادي والاجتماعي للدول.
أكد معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، على أهمية هذا المؤتمر كونه الأكبر في قطاع الطيران والنقل الجوي على مستوى العالم.وذكر معاليه أن المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء والقيادات في مجال الطيران من جميع أنحاء العالم، ما يوفر فرصةً مثاليةً لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
تحديات وإنجازات قطاع الطيران
واستعرض في كلمته التحديات والتحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الطيران والنقل الجوي على مستوى العالم، ومن أهمها: "التطورات التكنولوجية المتسارعة، التغيرات المناخية، الارتفاع في أسعار الوقود، والتوترات الجيوسياسية"، وأشار معاليه إلى أن هذه التحديات تتطلب حلولًا مبتكرةً وتعاونًا دوليًا.
ولفت معاليه إلى أن استراتيجية الطيران الوطني تلعب دورًا رئيسيًا في دعم النمو المستدام لقطاع الطيران في المملكة. وتتضمن هذه الاستراتيجية العديد من الأهداف، ومن أهمها: "زيادة عدد الركاب، زيادة عدد الرحلات، زيادة حجم الشحن الجوي، تحسين كفاءة عمليات الطيران، وتعزيز السلامة الجوية.
اقرأ أيضًا| ثورة في صناعة الطيران.. هل تنهي "إمبراير" هيمنة بوينغ وإيرباص؟
صفقة طائرات إيرباص
هذا وعقدت الخطوط السعودية الوطنية صفقة من العيار الثقيل، تُعدّ من أكبر صفقات شراء الطائرات حول العالم، في أول أيام المؤتمر.
وتقتضي الصفقة بتوريد شركة إيرباص 105 طائرات من طراز A320neo و A321neo، بهدف توسيع وتحديث أسطول الناقل الوطني وتعزيز الربط الجوي للمملكة بباقي دول العالم.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر فرصًا استثمارية رائدة في قطاع الطيران بالمملكة، بقيمة قد تصل إلى 100 مليار دولار، وذلك بتوقيع ما يزيد على 70 اتفاقية كبرى اليوم وعلى مدار باقي أيام المؤتمر، وصفقات بإجمالي 12 مليار دولار.
ويشهد المؤتمر، الذي يُقام على مدار ثلاثة أيام، مشاركة أكثر من 120 متحدثًا سيستعرضون خبراتهم حول مختلف جوانب قطاع الطيران، ومن أهمها: "النمو والاستثمار، المطارات والربط الجوي، إدارة سلاسل الإمداد والمرونة، الشحن والخدمات اللوجستية، الحركة الجوية ومستقبل الطيران، التكنولوجيا، التحول الرقمي والسلامة، رأس المال البشري، الاستدامة". وإلى جانب الجلسات النقاشية والعروض التقديمية، يتضمن المؤتمر أيضًا معرضًا يُعرض فيه أحدث التقنيات والمنتجات والخدمات في مجال الطيران.
كما يتزامن المؤتمر مع عدد من الفعاليات المصاحبة التي تقام في مدينة الرياض خلال الأسبوع الجاري، ومن أهمها: "ورش عمل تفاعلية، اجتماعات ثنائية، وفعاليات ترفيهية".
اقرأ ايضًا| استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في قطاع الطيران المدني بالمملكة
مترو الرياض
أكد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، خلال مشاركته في جلسة حوارية في مؤتمر مستقبل الطيران 2024، على قرب إطلاق مترو الرياض، مما يُعدّ بشارةً سارةً لسكان العاصمة السعودية والزائرين لها.
وأوضح معاليه أن مدينة الرياض تشهد نموًا هائلاً في عدد السكان وسياحة الأعمال، مما يُشكل ضغطًا على شبكة النقل الحالية. ولذلك، تُولي الحكومة السعودية اهتمامًا كبيرًا بتطوير منظومة النقل في المدينة، ومن أهم مشاريعها في هذا المجال هو مترو الرياض.
وذكر معاليه أن المترو سيُسهم في تخفيف حدة الازدحام المروري وتحسين حركة التنقل في المدينة بشكلٍ كبير. كما أكد على توظيف أفضل التقنيات الحديثة في إدارة المرور وتطبيق ترتيبات تشريعية ستساعد على تحسين الأداء المروري بشكلٍ ملحوظ.
وإلى جانب مترو الرياض، كشف معاليه عن تخصيص 70 مليار ريال لتحسين شبكة الطرق في المدينة، وتهدف هذه المشاريع إلى خلق بيئة نقل آمنة وفعالة وسلسة لسكان الرياض.
ولم تقتصر جهود وزارة النقل على تحسين البنية التحتية للنقل، بل تُولي أيضًا اهتمامًا كبيرًا بتقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة. وفي هذا الإطار، تنفذ الوزارة برامج مكثفة لزيادة استخدام وسائل النقل العام وتطوير تقنيات جديدة والاستفادة من أنواع جديدة للوقود. وإلى جانب ذلك، تُعدّ المملكة رائدةً في مجال استخدام الهيدروجين في تشغيل القطارات والشاحنات. كما تُلاحظ زيادة ملحوظة في عدد السيارات الكهربائية على شوارع المملكة.