دراسة تكشف رغبة جيل الألفية في التقاعد المبكر
في الآونة الأخيرة، شهد العالم تغيراً في نظرة الشباب من جيل الألفية نحو مفهوم التقاعد، حيث أصبحت فكرة التقاعد المبكر تحظى بشعبية متزايدة.
وقد أرجع الخبراء هذا التحول إلى عدة عوامل، من أهمها: فترة جائحة كورونا التي عززت الاهتمام بالتفكير بشكل أعمق في الحياة والمستقبل، والارتفاع في تكاليف المعيشة وصعوبة الادخار للمستقبل، والشعور بالإرهاق من بيئة العمل الضاغطة ورغبة الشباب في تحقيق المزيد من التوازن بين العمل والحياة الشخصية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية التي فتحت آفاقًا جديدة للعمل الحر وريادة الأعمال.
ويتمثل هذا الاتجاه في حركة تم تسميتها بـ "FIRE"، والتي تهدف إلى تحقيق التقاعد المبكر من خلال الادخار المكثف وزيادة المدخول.
ووفقًا لكتاب "Your Money or Your Life"، فإن هذا الاتجاه قد شجّع الشباب، الذين ينتمون بشكل أساسي لجيل الألفية، على التفكير في الاستقلال المادي وتحقيق التقاعد المبكر.
ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن التقاعد المبكر يتطلب خطة مدروسة وادخارًا كبيرًا من الراتب، ويجب أن يصل حجم المدخرات إلى ما يعادل 25 ضعف المصروفات السنوية للشخص قبل أن يتمكن من التقاعد.
اقرأ أيضًا: دراسة: الجيل Z يُفضل "السوشيال ميديا" عن "غوغل" في الحصول على المعلومات
تدهور معرفي
وعلى الرغم من الصورة الوردية التي يرسمها البعض للتقاعد المبكر، إلا أن هناك دراسات تحذر من أن هذا القرار قد يؤدي إلى تدهور معرفي لدى الإنسان وضرر للذاكرة.
وأشار خبير التنمية البشرية وإعداد القادة، محمد ثائر عبد الحليم، في تصريحات نشرتها وكالة سكاي نيوز، إلى أن الشباب يواجهون ضغوطات وشعوراً بالخوف وانعدام الأمان، ما يجعلهم يفكرون في خيارات مثل التقاعد المبكر.
وأكد عبد الحليم أن التقاعد المبكر يعتبر خيارًا قابلاً للنظر، لكنه أشار إلى أهمية التأكد من أن الشخص قادر على تعزيز وضعه المالي والعلمي خلال فترة التقاعد.
بالإضافة إلى ذلك، شدد على ضرورة أن يظهر شباب اليوم مرونة كبيرة ويتفكّرون بعمق عند وضع خطط للتقاعد المبكر، مع التركيز على تحقيق الأهداف المرتبطة بهذا القرار.
وختم حديثه بتأكيده على أن قيمة الإنسان لا تقاس بمجرد إنجازه للعمل، بل تعتمد على مدى تأثيره الإيجابي في حياة الآخرين، مما يجعل التقاعد المبكر خيارًا يستحق النظر إليه بعناية.