عشرات الآلاف يتظاهرون في جزر الكناري.. أكبر احتجاجات ضد "السياحة الجماعية"
شهدت جزر الكناري الإسبانية احتجاجات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من السكان، عبّروا من خلالها عن رفضهم القاطع لظاهرة "السياحة الجماعية" التي تُغرق أرخبيلهم، مطالبين بوضع حدّ لها وضبط نموذج سياحي أكثر استدامة يراعي احتياجاتهم ويحافظ على بيئتهم.
"تاريخية" و"عارمة"
وصفت صحيفة "البايس" الإسبانية هذه الاحتجاجات بالتاريخية، حيث شملت جميع جزر الأرخبيل الثماني. وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من "الغزو السياحي" الذي يتسبب في العديد من المشكلات، أهمها:
الضغط البيئي: تُؤدّي "السياحة الجماعية" إلى استنزاف الموارد الطبيعية، مثل المياه، وتلوّث البيئة، ممّا يُهدّد التنوع البيولوجي الغنيّ في جزر الكناري.
ارتفاع تكاليف المعيشة: تُؤدّي "السياحة الجماعية" إلى ارتفاع حادّ في أسعار الإيجارات، ممّا يُضيّق على السكان فرص العيش الكريم، ويُجبرهم على الهجرة من جزرهم.
فقدان الهوية: يُخشى السكان من أن تُفقد "السياحة الجماعية" جزر الكناري هويتها الثقافية، وتحوّلها إلى وجهة سياحية مُصطنعة لا تُمثّل ثقافة وتاريخ الجزيرة.
اقرأ أيضًا: الطبيعة وجودة الحياة.. سر احتلال فنلندا المركز الأول في السعادة
مطالب واضحة
طالب المتظاهرون بتقليص أعداد السياح بشكل ملموس، ووقف ما يصفونه بـ "التنمية السياحية غير المنضبطة" التي تلحق الضرر بالبيئة وتهدد جودة حياة السكان.
كما طالبوا بوضع سياسات سياحية جديدة تُركّز على السياحة المستدامة التي تُراعي احتياجات السكان المحليين وتُحافظ على البيئة.
معاناة جزر الكناري
تُشير الإحصائيات الرسمية إلى أن جزر الكناري استقبلت عام 2023 ما يقارب 13.9 مليون سائح، أي ما يعادل ستة أضعاف عدد سكانها البالغ 2.2 مليون نسمة. كما تُمثّل السياحة 40% من فرص العمل في الأرخبيل.
وتعاني جزر الكناري من مشكلة الفقر وارتفاع معدلات الاستبعاد الاجتماعي، حيث تُشير بيانات المعهد الوطني للإحصاء الإسباني إلى أن 34% من سكانها كانوا معرضين لخطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي في عام 2023، مما يجعلها ثاني أعلى منطقة في إسبانيا من حيث هذه المؤشرات بعد الأندلس.