عارضة أزياء حقيقية تُدير توأمًا افتراضيًا من الذكاء الاصطناعي.. ثورة في عالم الموضة أم تهديد للوظائف؟
تُقدم عارضة الأزياء البريطانية أليكساندرا نموذجًا فريدًا للابتكار في عالم الموضة، حيث تعمل مع توأم افتراضي صُنع بواسطة الذكاء الاصطناعي يُشاركها في جلسات التصوير وعروض الأزياء.
توأم افتراضي يُشارك في عروض الأزياء
يُقدم توأم أليكساندرا الافتراضي نسخة طبق الأصل منها، من حيث المظهر والسلوكيات، مما يُتيح لها التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، ويُساهم في توسيع نطاق عملها وفرصها في عالم عروض الأزياء، إذ يظهر هذا التوأم الرقمي في جلسات التصوير بدلاً منها، ويتلقى التعويض المالي كما لو كانت هي العارضة الفعلية.
تقول أليكساندرا إن الشخصية المصنوعة بالذكاء الاصطناعي لها تشابه كبير معها، حتى في أدق التفاصيل، وهذا يُعتبر مثالًا حيًا على كيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال وطرق تعويض البشر.
من جهة أخرى، يُشير مؤيدو استخدام الذكاء الاصطناعي في عروض الأزياء إلى أن ذلك يخلق تنوعًا ويتيح للمهتمين خيارات أكثر في هذا المجال، مما يُسهم في توفير تجارب متنوعة ومثيرة للجمهور.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان يحذر من مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
ويستمر الذكاء الاصطناعي بإثارة القلق
من جهة أخرى، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال قلقًا بين المنتقدين، الذين يخشون أن يعرض وظائف العارضين وغيرهم من العمال المهنيين للخطر. بعض النقاد يشير إلى أن هذا الاستخدام قد يؤدي إلى تضييق الفجوة في الفرص، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الملونة الذين يواجهون بالفعل صعوبات في دخول هذا المجال.
على الرغم من ذلك، يظهر البعض أن استخدام التكنولوجيا يمكن أن يوسع فرص العمل للنساء، وخاصة في مجالات يمكن فيها استخدام الذكاء الاصطناعي. بشكل عام، يستخدم الكثير من شركات الأزياء الآن التكنولوجيا لتحسين الأداء وتطوير منتجاتها.
الذكاء الاصطناعي في صناعة الأزياء.. فرص أم مخاطر على الأقليات؟
تطرح سارة زيف، عارضة الأزياء السابقة ومؤسسة Model Alliance، منظمة غير ربحية تدافع عن حقوق العمال في صناعة الأزياء، مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص الأقليات في هذا المجال.
وتخشى زيف أن يُسخّر الذكاء الاصطناعي لتهميش الأشخاص ذوي البشرة الملونة، ممّا يُوسّع الفجوة القائمة أصلاً.
وتُشير سارة إلى أنّ صناعة الأزياء، بطبيعتها حصريّة، وتُواجه النساء ذوات البشرة الملونة صعوبات أكبر في دخولها.
ولكن في المقابل، تُشير البيانات إلى أنّ فرص عمل النساء في المجالات التي تُستخدم فيها التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أعلى من غيرها.
وتستخدم العديد من شركات الأزياء بالفعل الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها. على سبيل المثال، أعلنت شركة Levi Strauss & Co في عام 2023 عن اختبارها لنماذج الذكاء الاصطناعي في عملها، مما أثار ردود فعل عنيفة من قبل بعض الجماهير.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، يُؤكّد بعض الخبراء على أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لتعزيز التنوع والشمول في صناعة الأزياء.