إلى المصابين بالربو: إليكم بعض التوصيات
الرجل: دبي
قدم الطبيبان وائل كرامة كرامة وأسامة إبراهيم الإستشاريان في عيادات الصحة الأولية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، دراسة طبية قيِّمة عن مرض الربو المزمن والشائع، تمحورت حول تقييم مستوى وعي المرضى ومعلوماتهم الطبية عن هذا المرض، وكيفية تعاملهم مع الأزمات المتكررة المرافقة له.
الدراسة أجريت على عينات مأخوذة من إحدى العيادات لمئة مريض يعانون الربو ويتلقون العلاجات الاستنشاقية المختلفة (المستنشق، القرص الاستنشاقي وجهاز الاستنشاق التربيني).
أسئلة كثيرة متعلقة بهذا المرض، أجاب عنها المرضى، وتركَّزت حول درجة معرفتهم بمسبباته والفيزيوباتولوجيا المرضية له ومختلف عوارضه وعلاجاته والعوامل المستثيرة له، كما درس البحث سلوك المصاب بالربو وكيفية تعاطيه مع المرض لناحية التشخيص واتقان استعمال العلاجات المتنوِّعة ومدى التأثير الجانبي لبعض الأدوية على مريض الربو.
في نتائج البحث، تبيَّن أن معظم معلومات المرضى عن مرضهم، مستقاة من الأطباء المعالجين والكادر الطبي المرافق بنسبة 56%، ومن الجرائد والمجلات والإعلام عامةً بنسبة 18%، كما يعتقد 70% من المرضى بأن الربو، مرض خطير مهدِّد للحياة، ويؤكد 86% من العينة التي خضعت للدراسة ارتباط (الربو) بالتغيُّرات المناخية.
وفي إطار ردهم على سؤال حول مسببات الإنتكاسة والأزمات الحادة عند مرضى الربو، قال معظم المرضى إنها "نتيجة التعرُّض للإلتهابات الجرثومية في الجهاز التنفسي (فيروسات وبكتيريا) أو بسبب الحساسية من العطور وغيرها".
نتائج الدراسة جاءت لتؤكد وجود اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين من المرضى (نسبة 59%)، وبأن علاجات الربو من المستنشقات (Inhalers) تشكِّل عادة مزمنة ومدمنة قد تسيء للصحة ولا يمكن الإستغناء عنها مدى الحياة، وعليه، فالكثير من المرضى يترددون في تناول العلاجات الواقية أو المسيطرة على المرض بطريقة دورية وخاصةً تلك التي تحتوي على مشتقات مادة الكورتيزون، وأعرب حوالى ثلث المرضى عن شعورهم بعدم الإرتياح في تناول علاجاتهم في الأماكن العامة أو أماكن العمل، كما بيَّنت الدراسة أن 42% من المرضى يتجنبون ممارسة الرياضة البدنية نتيجة خوفهم من الإنتكاسة المفاجأة خلال ممارستهم للنشاط الرياضي.
الدراسة شملت أيضا إجراء تقييم للمرضى من أجل معرفة كيفية الاستخدام الصحيح لمختلف العلاجات الاستنشاقية من أجهزة استنشاق بالجرعات (MDI Metered Dose Inhalers)، الى الأقراص الاستنشاقية (Diskus Inhalers)، فجهاز الاستنشاق التربيني (Turbohaler)، وقد تبيّن ان أغلبية من خضع للتقييم لا يجيدون استخدام الاجهزة الاستنشاقية.
وخلص الطبيبان الباحثان، كرامة وابراهيم، إلى أن معظم مرضى الربو الذين شملهم البحث في هذه العينة لديهم اعتقادات ومعلومات خاطئة عن مرضهم كما أنهم يجهلون التقنية الصحيحة لاستعمال المستنشق، كما أن غالبيتهم يتجنبون الرياضة البدنية ظناً منهم أن ذلك يساعدهم في تجنُّب الانتكاسات الحادة. كما تبيّن للباحثين أن أقل من نصف المرضى بقليل لا يستعملون الأدوية الواقية الموصوفة لهم، والتي لها أهمية كبرى في السيطرة على هذا المرض.
يلخص د. كرامة ود. ابراهيم لـ "إيلاف" التوصيات المستقاة من هذه الدراسة “بضرورة تخصيص جهود إضافية أثناء الاستشارة الطبية لمرضى الربو من أجل زيادة توعيتهم الصحية حول مرضهم”.
ويشجع الطبيبان على تفعيل وتنشيط التواصل بين المريض والطبيب المعالج للبحث في مختلف المخاوف والأفكار والمفاهيم الخاطئة والحذر غير المبرّر، والعمل معاً على تقديم المعلومات الصحية المثبتة علمياً، وارشادهم إلى التقنية الصحيحة لاستعمال العلاجات الاستنشاقية.
ويؤكد الباحثان د. كرامة ود. ابراهيم ضرورة العمل بالتوصيات التي خلصت اليها الدراسة، بما يساهم حتماً في نجاح العلاجات المتَّبعة والتي تهدف ليس فقط الى علاج الأزمات الحادة بل التقليل من حدوثها عبر السيطرة الكاملة على المرض والحدّ من تأثيراته السلبية على الحياة اليومية للمصاب.
ويختم د. كرامة بالقول "من حق مرضى الربو على أطبائهم - لا بل من واجبهم أيضاً - أن يعلموا أكثر عن مرضهم المزمن لينجحوا في السيطرة عليه وعيش حياة طبيعية ملؤها الصحة واللياقة البدنية".