لماذا ستطلق NASA عددًا من الصواريخ بمناسبة كسوف الشمس القادم؟
يشهد الشهر القادم كسوفًا كليًا للشمس في أمريكا الشمالية، وبهذه المناسبة، تخطط NASA لإطلاق عددٍ من الصواريخ لمعرفة كيف يتغير الغلاف الأيوني عندما يحجب القمر الشمس.
وتخطط NASA لإطلاق صواريخها الثلاثة؛ قبل وفي أثناء وبعد الكسوف الذي سيحدث في الثامن من إبريل تحديدًا، كجزءٍ من برنامج "اضطرابات الغلاف الجوي حول مسار الكسوف" APEP، على أمل أن تكون قادرة على منع انقطاع تكنولوجيا الاتصالات الأرضية بشكلٍ أفضل.
وقال أروه بارجاتيا، أستاذ الفيزياء الهندسية في جامعة Embry-Riddle Aeronautical للطيران ورئيس المشروع: "إن فهم الغلاف الأيوني وتطوير النماذج لمساعدتنا على التنبؤ بالاضطرابات لهو أمرٌ بالغ الأهمية للتأكد من أن عالمنا الذي يعتمد بشكلٍ متزايد على الاتصالات يعمل بسلاسة".
والغلاف الأيوني Ionosphere هو جزءٌ من الغلاف الجوي للأرض ويشكل الحدود بين الغلاف الجوي السفلي وفراغ الفضاء، كما يمتد على ارتفاع يتراوح بين الـ 50 والـ 400 ميل فوق سطح الأرض، وسُمي بالغلاف الأيوني لأنه يتعرض لأشعة الشمس خلال النهار ما يُفقد ذراته إلكترونات ويحولها إلى أيونات -موجبة الشحنة- ضرورية لأشكال معينة من الاتصالات.
تأثير كسوف الشمس على الغلاف الأيوني
عندما يحدث كسوف الشمس، تنقطع أشعتها عن الغلاف الأيوني ما يؤدي إلى قطع الاتصالات، وهذا بدوره يؤثر على موجات الراديو وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي GPS، ناهيك عن الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف السر وراء الحفر الضخمة على كوكب المريخ
وبحسب NASA، فإن الاعتماد على الأقمار الصناعية لاكتشاف تغيرات الغلاف الأيوني الناتجة عن الكسوف ليس أمرًا عمليًا لأن الأقمار الصناعية قد لا تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، وهذا على عكس الصواريخ التي تراها وكالة الفضاء عليها.
وتتضمن خطة وكالة الفضاء إطلاق الصواريخ الثلاثة قبل 45 دقيقة من الكسوف، وفي منتصف الحدث، وبعده بـ 45 دقيقة للحصول على أفضل نتيجة، ومن المتوقع أن يبلغ أقصى ارتفاعٍ للصاروخ 260 ميلًا، ما يضعه في منتصف طبقة الأيونوسفير.
وقال أستاذ الفيزياء الهندسية المذكور إن الصواريخ عندما تصل إلى مسارها ستُطلق 15 مستشعرًا لقياس كثافة الجسيمات المشحونة والمحايدة بالإضافة إلى المجالات الكهربائية والمغناطيسية المحيطة.
يُذكَر أن هذه المرة ستكون الثانية التي تتاح فيها الفرصة لبرنامج APEP لدراسة اضطرابات الأيونوسفير بسبب الكسوف، ويرجع ذلك بشكلٍ أساسي إلى رغبة وكالة الفضاء في انتظار الكسوف الكلي الذي سيؤدي إلى نتائج أدق، بعكس الكسوف الحلقي.
شاهد أيضًا: