نقاط التسويق العمياء.. أبرز 3 أزمات تعيق نمو شركتك وطرق تجاوزها
إذا كنت تمتلك مشروعًا أو نشاطًا تجاريًّا، سواء كان صغيرًا أو متوسطًا أو حتى كبيرًا، فإن الخبراء ينصحون بعدم الاعتماد على التسويق الرقمي وحده؛ بل يجب أيضًا استكشاف قنوات التفاعل خارج الإنترنت، مثل البريد المباشر، لتقوية الارتباط بالعلامة التجارية.
وفي السياق نفسه، ينصحون بضرورة تخصيص الوقت لتحليل المنافسين لتحديد نقاط الضعف في استراتيجياتهم، وإيجاد فرص لتمييز عروضك التجارية.
كما يؤكدون أهمية التواصل مع العملاء لفهم ما يجعل علامتك التجارية مميزة ولتعزيز الولاء، مع الحرص على استخدام الاستبيانات والتعليقات الفورية لتطوير عملية التسويق بشكل مستمر.
3 نقاط ضعف تسويقية تعيق نجاحك
هل سبق لك أن التقطت صورًا ضبابية وغير واضحة لتكتشف لاحقًا أن المشكلة لم تكن في مهاراتك في التصوير الفوتوغرافي، وإنما في عدسة الكاميرا؟ والآن بعد أن قمت بتنظيف العدسة، هل أصبحت صورك مثالية؟
في كثير من الأحيان، يكون الأمر كذلك في مجال الأعمال التجارية، إذ يمكننا أن نعمل بعدسة ضبابية دون أن نكون على دراية بذلك.
يقول أحد رواد الأعمال: "شركتي لديها خبرة في العمل مع أكثر من 115,838 صاحب عمل (و الرقم في تزايد مستمر)، لذا فأنا أعلم أن أصحاب الأعمال يواجهون في بعض الأحيان نقاط ضعف في التسويق. نحن جميعًا نقع في هذا الفخ، ولا ندري بما لا نعرفه".
ولكن الخطوة الأولى هي إلقاء نظرة صارمة على وجهة نظرك، فالعدسة هي التي ترى من خلالها جمهورك وأهداف عملك، علمًا بأن التحدي يكمن في تحرير نفسك من أي قيود، وتوسيع نظرتك حتى تتمكن من الوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين بالرسالة الصحيحة.
وفيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أصحاب الأعمال عند وضع استراتيجية تسويقية، وكيف يمكنك توسيع تفكيرك لزيادة الإيرادات السنوية وبناء ولاء قوي للعملاء.
اقرأ أيضًا: كيف تدير أزمات شركتك بنجاح؟.. 5 شركات كبرى تقدم لك الحل
كيفية التغلب على نقاط الضعف التسويقية
1- التركيز بشكل مفرط على التسويق الرقمي وتجاهل نقاط التفاعل المادية التي تُذكِّر بالعلامة التجارية بنسبة تصل لـ 70%.
الارتياح للمألوف هو الأمر الشائع في كثير من الأحيان، وبالنسبة للأجيال الأصغر في السن، هناك اتهام دائم لهم بأنهم يبقون ملتصقين بهواتفهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ومع ذلك، يمكن للمجهول أحيانًا أن يثير الاهتمام بشكل أقوى، فالمطبوعات الإعلانية "مثل البطاقات البريدية والرسائل" من الممكن أن تثير حماس الأجيال الأصغر لأنها تخرج عن نطاق المعتاد بالنسبة لهم.
ووجدت إحدى الدراسات أن 57% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا قالوا إن البريد المباشر مفيد للغاية أو مفيد جدًا، وأظهر استطلاع آخر أن 63% من مستهلكي هذا الجيل الصغير كانوا أكثر حماسًا للبريد المباشر في عام 2023 أكثر من عام 2022.
في الواقع، أثبتت الدراسات العلمية أيضًا أن البريد المباشر يحظى بتأثير دائم أكثر من الوسائط الرقمية. ووجد الباحثون أن البريد المباشر يلفت انتباه الناس لمدة 118% أطول، ويحفز الدراية بالعلامة التجارية بنسبة 70% أعلى من الإعلانات الرقمية.
وسواء كنت صاحب عمل شاب يعتمد على التسويق الرقمي لأنه كان دائمًا خيارك المفضل، أو تظن أن جميع العملاء المحتملين ينجذبون بطبيعة الحال إلى المحتوى عبر الإنترنت، فقد حان الوقت للتفكير خارج الصندوق والابتكار أكثر في كيفية تقديم منتجاتك أو خدماتك في المجال الملموس.
جرّب البريد المباشر، وتتبع النتائج، وقد تجد أن المتلقين يتفاعلون بشكل أفضل حتى مع المحتوى المطبوع. وتذكر أن البطاقة البريدية قد تبقى في المنزل لشهور بينما يتم تجاهل البريد الإلكتروني، أو وضعه في سلة المهملات في غضون ثوانٍ من فتحه.
2- عدم الاهتمام بدراسة المنافسين وتجاهل اكتشاف طرق جديدة لتنمية عملك:
من الممكن أن تركز كثيرًا على عملك الخاص لدرجة أنك لا تملك أي فكرة عما يفعله منافسوك، لكن هذه نقطة ضعف كبيرة، ويجب عليك تداركها.
ومن الضروري أن تأخذ الوقت الكافي للتعرف على منافسيك، ويمكنك أن تبدأ بالتسوق التجريبي، مثل الاشتراك في نشرات البريد الإلكتروني الخاصة بهم، وزيارة مواقعهم على الويب، وتحليل تجربة التسوق، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
قد لا ترغب في نسخ ما يفعلونه، ولكن يمكنك تحليل ما يقومون به بشكل جيد، وما لا يقومون به بشكل جيد، وكيف يمكنك تقديم شيء فريد من نوعه يسد تلك الثغرات.
فعلى سبيل المثال، قد يكون لمنافسك حضور رائع على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليس لديهم أي فعاليات شخصية، أو نقاط تفاعل ملموسة لمتابعيهم.
يمكنك خلق المزيد من الفرص للعملاء المحتملين للتفاعل معك بطريقة شخصية، مثل فعاليات التسوق، اللقاءات، المشاورات الشخصية، أو التدريبات إذا كان ذلك ينطبق على مجال عملك.
أو إذا كان أحد المنافسين يقوم بالكثير من التسويق عبر البريد الإلكتروني، فيمكنك بذل جهد مماثل، ولكن مع تقديم عرض مغرٍ أفضل بكثير من العرض الذي يقدمونه.
وبينما تواصل تحليل الشركات الأخرى - ليس فقط منافسوك، بل أي شركة قد تتعامل معها – فعليك أن تحتفظ بأي مواد أو أفكار تسويقية تعجبك في مجلد واستخدمها للإلهام بحيث تحقق أعلى مردود ونتائج من وراء ذلك.
3- سؤال عملائك عن سبب تفضيلهم لك على المنافسين لاكتشاف سر ولاء العلامة التجارية
بعد القيام ببعض أنشطة التسوق التجريبي وجمع أفكار الإلهام من شركات أخرى، من المفيد أن تستفسر من عملائك مباشرةً عما يعجبهم في منتجاتك و/أو خدماتك، والأسباب التي دفعتهم لاختيارك على المنافسين.
من الأسئلة التي يمكن طرحها: كم بحثت قبل اتخاذ قرارك؟ ما الذي كان حاسمًا بعد مراجعة خياراتك؟ هل هناك شيء لفت انتباهك وأثار إعجابك بنا وكان مختلفًا عن البقية؟
إذا كان لديك بعض العملاء المخلصين الذين تتواصل معهم بانتظام وتشعر بالراحة في التحدث معهم، فهذا مثالي. وإن لم يكن الأمر كذلك، يمكنك دائمًا اللجوء إلى استخدام مواقع الاستطلاع مثل SurveyMonkey أو Jotform أو Mailchimp.
لن تعرف أبدًا ما يفكر فيه عملاؤك حقًا حتى تسألهم، وليس لديك ما تخسره من المحاولة، بل على العكس، ستسفيد الكثير الذي يضيف لسجل خبراتك في التعامل مع العملاء وكسب المزيد منهم مع الوقت.
هناك طريقتان لجذب المزيد من الاستطلاعات:
• تقديم خصم أو منتج مجاني لهم لإكماله.
• تحفيز موظفيك على تقديم ملاحظات من خلال منحهم منتجات تحمل علامتك التجارية، أو مكافأة صغيرة إذا تم استخدام أفكارهم التسويقية وكانت ناجحة.
وباستمرارك على هذا النهج الفضولي متفتح الذهن، ستدخل إلى مجالات جديدة تساعدك على نمو شركتك وتعزيز قدراتك لتعلم المزيد عن مهمتك وعلامتك التجارية أيضًا على طول الطريق.