دراسة: سمنة الأمهات قد تزيد خطر إصابة الأطفال بسرطان الكبد
درس العلماء في جامعة جنيف ومستشفيات جامعة جنيف تأثير سمنة الأمهات على خطر الإصابة بأمراض الكبد وسرطان الكبد، وتبيّن لهم زيادة خطر إصابة نسل الأمهات اللائي يُعانِين السمنة بأمراض الكبد.
وكانت أحد الأسباب الرئيسة لذلك هو انتقال ميكروبات الأمعاء المُضطربة من الأم، ما أدّى إلى مرض مزمن في الكبد، ظهرت آثاره في مرحلة البلوغ.
ورغم أنّ الدراسة كانت حيوانية، ولم تُؤكَّد النتائج بعد على البشر، لكنّها تُعدّ صرخة نذير لاتخاذ إجراءات للحد من التأثير الضار للسمنة على الأطفال، وقد نُشر هذا البحث في مجلة "JHEP Reports.
يشتبه المُجتمع العلمي في أنّ سمنة الأمهات تُعطِّل التوازن الأيضي للطفل الذي لم يُولَد بعد، بل وتزيد خطر الإصابة بسرطانات عند هؤلاء الأطفال، ورغم تراجُع خطر الإصابة بسرطان الكبد بسبب الفيروسات الكبدية، إلّا إنّ أمراض الكبد المرتبطة بالسمنة آخذة في الزيادة باستمرار.
وحقن فريق الباحثين مجموعتين من الفئران بمُنتَج سرطاني بعد الفطام مباشرة، وكان نسل الأمهات البدينات مُعرضًا لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة 80%، مقارنةً بـ20% للمجموعة الأخرى، ومِنْ ثَمّ فإنّ سمنة الأم قد يكون لها تأثير حتى بعد فترة طويلة من الولادة، إذ يبدو أنّ الأطفال يرثون ميكروبات الأمعاء المضطربة عند الأم.
جديرٌ بالذكر أنّ الوجبات السريعة والأنظمة الغذائية غير الصحية، تُعزِّز انتشار البكتيريا السيئة في الأمعاء، والتي قد تنتقل عند الولادة، وربّما تُؤدِّي بعد ذلك إلى التهاب أكبر في الكبد، وبمرور الوقت تليُّفه، وهذا يزيد خطر الإصابة بسرطان الكبد أيضًا.
في النهاية جاءت هذه البيانات من دراسة حول نموذج حيواني، ولا تزال هناك حاجة إلى تأكيد آثار سمنة الأمهات على أطفالهن بالنسبة إلى البشر في ظروف الحياة الواقعية، ومع ذلك فهذه الدراسة تُمهِّد الطريق نحو كشف آثار سمنة الأمهات على أطفالهن ولو بعد فترةٍ من الزمن.