في يوم المرأة العالمي.. إبداعات سينمائية سعودية ترصد قضايا "حواء" باهتمام (فيديو)
شهدت الساحة السينمائية السعودية تطورًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 الساعية لتعزيز دور المرأة؛ وبدأت الأفلام السعودية في استكشاف ومناقشة قضايا حقوق المرأة بطريقة متنوعة عكست التحول المجتمعي والثقافي الذي يشهده المملكة فيما يتعلق بدور المرأة وحقوقها.
ناقشت الأفلام مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بحقوق المرأة، بما في ذلك الحرية الشخصية، والتعليم، والعمل، والزواج، والحياة الاجتماعية، مسلطة الضوء على قوة وإرادة المرأة السعودية وقصصها وتحدياتها ونجاحاتها. وفي اليوم العالمي للمرأة نقدم لكم أبرز الأفلام السعودية التي تناولت قضايا وحقوق المرأة.
"وجدة"
فيلم روائي طويل للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، حصد الفيلم ثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية التاسع والستين، كما رُشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2013، ليصبح أول فيلم سعودي يصل إلى الأوسكار.
تدور أحداث الفيلم حول "وجدة" فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، تعيش مع والديها في العاصمة الرياض. تسعى "وجدة" لكسر العوائق الاجتماعية وتحقيق طموحها في المجتمع الذكوري، سواء في المدرسة أو في المنزل.
تواجه "وجدة" توبيخًا من والدتها بسبب اختلاطها بالرجال وحبها لأغاني البوب، ولكن ذلك لا يمنعها من السعي وراء حلمها في الحصول على دراجة هوائية لمنافسة الأولاد، تطلب منها والدتها أن تحفظ القرآن وتشارك في مسابقة لحفظ القرآن بهدف الحصول على المال الذي يمكنها من شراء الدراجة، على الرغم من أن الفتيات في عمرها عادةً ما يضعن الحجاب ولا يركبن الدراجات.
استلهمت هيفاء المنصور، قصة الفيلم من تجربة طفولتها في الرياض، ورغبتها الدائمة في كسر الأعراف الاجتماعية التي تحد من مكانة المرأة، وأشارت المخرجة في تصريحات سابقة إلى أنها كانت محظوظة لأنها نشأت في أسرة تعتبر متحررة وتسمح لها بمساحة للإبداع، وكان لديها حرية أكبر في التحرك مقارنة بصديقاتها.
الفيلم من بطولة وعد محمد، ريم عبدالله، سلطان العساف، عهد كامل، عبدالرحمن الجهني، ومريم الغامدي، وصُور بالكامل في السعودية.
"قوارير"
"قوارير" جزء من المشهد السينمائي في المملكة الساعي لاستكشاف قصص وتجارب النساء، وتسليط الضوء على تحدياتهن وقوتهن في المجتمعات العربية.
شارك الفيلم في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، اختيار اسم "قوارير" للفيلم يأتي كرمز استعاري للمرأة ومكانتها في المجتمع، كما يعكس الفكرة المتعلقة بقابلية المرأة للكسر، ولكنه يبرز أيضًا قوتها وقدرتها على التغلب على المصاعب والتحديات، ويربط الفيلم أيضًا بين منحنيات القارورة وجسم المرأة، ما يعكس الجمال والتفرد الذي تمتلكه النساء.
تتناول قصة الفيلم خمس قصص لبطلات نسائية يخاطرن بحياتهن في مواجهة تحديات اجتماعية متنوعة في مجتمع محافظ مثل قوانين الوصاية، تخلي الآباء، الزواج بالإكراه، ترمل النساء والاعتداء الجنسي.
الفيلم من بطولة سلوى أحمد، منال أحمد، خيرية أبو لبن، رغد بالشرم، ومن إنتاج رغيد النهدي وسارة مسفر.
حصد " قوارير" 4 جوائز في الدورة الثامنة من مهرجان أفلام السعودية، بما في ذلك النخلة الذهبية كأفضل تصوير سينمائي وأفضل سيناريو منفذ، بالإضافة إلى جوائز أخرى للتمثيل وأفضل فيلم روائي طويل.
"حياة امرأة"
فيلم روائي طويل يسلط الضوء على قوة المرأة في التصدي للصعاب والتغلب على الظروف في سبيل البقاء وتحقيق النجاح، وتدور أحداثه حول "مريم" وهي امرأة تقف بصراع وتحدي أمام ظروف قاسية تفصلها عن زوجها المدمن، ما يدفعها لمغادرة القرية والانتقال إلى المدينة.
تتمرد "مريم" على سنوات من الظلم والقهر والتقاليد التي قيّدتها في حياتها، وتقرر الهروب من حياتها القديمة إلى المدينة، لكن تتعقد الأمور سريعًا مع الاختفاء الغامض لزوجها لتجد مريم نفسها مضطرة لبيع البضائع على بسطة صغيرة في الشارع لتأمين لقمة العيش لها ولأطفالها، وتكافح "مريم" في مواجهة ظروف الحياة القاسية والصراعات المستمرة.
الفيلم من إخراج سمير عارف، وتأليف عبد الهادي السعدي، ويشارك في بطولته فوز عبد الله، محمد شامان، شافي الحارثي، ريما العلي، ومشعل المطيري.
اقرأ أيضًا: نالوا الأوسكار وترشحوا لأهم الجوائز.. ملوك السينما على مقاعد الإخراج
"ريم"
فيلم للمخرجة السعودية سميرة عزيز، ويعد أول عمل تقوم بتأليفه وإخراجه في عالم بوليوود؛ تهدف "سميرة" من خلاله إلى تصويب صورة المجتمع السعودي في نظر العالم وإبرازه بطريقة تليق به، وذلك من خلال تسليط الضوء على المبادئ الاجتماعية والتعليمية والحياة المتنوعة في المملكة.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة سعودية تسافر إلى الهند بحثًا عن والدتها التي تخلت عنها في صغرها وسافرت إلى الهند، وتتناول القصة التحديات الثقافية بين المجتمعين السعودي والهندي، وتسلط الضوء على العادات والتقاليد المشتركة بينهما؛ يحتوي الفيلم على العديد من الأحداث المثيرة والمشاهد الكوميدية.
تسعى "سميرة" في هذا الفيلم لإبراز قوة المرأة السعودية وقدرتها على الحصول على حريتها وبناء هويتها، يعد العمل محاولة جريئة ومثيرة لتقديم صورة متوازنة وواقعية للمرأة السعودية والمجتمع الذي تنتمي إليه.
"نساء بلا ظلال"
فيلم روائي طويل للمخرجة هيفاء المنصور، يهدف إلى تسليط الضوء على وضع المرأة في المجتمع السعودي وتحدياتها وتجاربها الشخصية في ظل القيود الاجتماعية والثقافية.
يهدف الفيلم إلى تعزيز الوعي والتفكير في قضايا المرأة في المجتمع السعودي وإلهام النقاش والتغيير، وتدور أحداثه على مدار 50 دقيقة، حول المرأة البسيطة والشابة الناشئة في المجتمع السعودي وكيفية التعامل معها.
ويستعرض الفيلم العقبات والقيود التي تواجهها المرأة في محاولتها لتحقيق طموحاتها والتغلب على التحديات الاجتماعية.
"مريم"
من خلال فيلمها "مريم"، تسعى فايزة أمبا إلى إلقاء الضوء على تجارب النساء السعوديات وتحدياتهن في مجتمع آخر، وتعزيز الفهم والتواصل الثقافي بين الثقافات المختلفة.
ويتناول الفيلم موضوع الحجاب والفتيات السعوديات في فرنسا من وجهة نظر سيدة سعودية تعتاد على تغطية وجهها في الأماكن العامة، وهذا يختلف عن بعض الثقافات العربية، خاصة في شمال إفريقيا.
تهدف "أمبا" من خلال الفيلم إلى تغيير النظرة النمطية لدى الغرب حول الفتيات العربيات أو المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب، وتسعى لاستعراض فكرة أن هناك قصصًا وحياة خلف النقاب أو تحت الحجاب، مسلطة الضوء على تجارب الفتيات السعوديات في فرنسا وتحدياتهن ومعاناتهن وطموحاتهن.
حظي الفيلم باهتمام واسع من الجمهور العربي والعالمي، وعُرض في نيويورك الأمريكية، تبعه ندوة خاصة للمخرجة فايزة أمبا للحديث عن الفيلم ومناقشته مع الجمهور وكشف زوايا رؤيتها الفنية والإخراجية.