LEAP24.. مُلخص المؤتمر التقني الأكثر حضورًا في العالم
بعدما حققت النسخة الثانية من مؤتمر "ليب" LEAP23 قفزةً نوعية أهَّلته ليكون المؤتمر الأكثر حضورًا من نوعه في العالم بواقع أكثر من 172 ألف زائر من 183 دولة، ها هي النسخة الثالثة من المؤتمر LEAP24 تعود بزخمٍ أكبر وبطموحاتٍ تلامس عنان السماء.
يشهد معرض LEAP24، المُقام في الفترة ما بين 4 و7 مارس في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، مشاركة أكثر من 1800 عارض دولي ومحلي، وأكثر من 1000 خبير تقني، و600 شركة ناشئة.
يُنظِّم الحدث "وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات" و"اتحاد الأمن السيبراني والبرمجة والدرونز" السعوديان، وتشهد نسخة هذا العام من المؤتمر مُشاركة نُخبة من المتحدثين والمديرين التنفيذيين لكُبرى الشركات العالمية مثل Google وMicrosoft وDell وOracle وHuawei وغيرها. وبعد انقضاء اليومين الأول والثاني، إليكم أبرز ما شهدناه في LEAP24 إلى الآن.
استثمارات تقنية هي الأضخم في المنطقة
البداية الحقيقية لمؤتمر LEAP24 كانت بكلمات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المُهندس عبد الله السواحة، الذي رحّب بالحضور في "منصتهم للعالم الجديد" وتحدث عن بداية الحدث الذي انطلق منذ عام 2022، وعن الاستثمارات والشراكات التي تمكن من الظفر بها.
هذا العام، بلغ إجمالي الاستثمارات المبدئية 11.9 مليار دولار، وهو الاستثمار التقني الأضخم في المنطقة؛ شركة Amazon وحدها استثمرت 5.3 مليار دولار لتدشين منطقة سحابية فائقة السعة في المملكة.
شركة Detavolt هي الأخرى، وهي شركة رائدة في تطوير وإدارة مراكز البيانات، ستضخ أكثر من 5 مليار دولار لبناء مركز بيانات مستدامة ومبتكرة بقدرة 300 ميغاوات.
أما ServiceNow، وهي شركة برمجيات أمريكية، فستستثمر بنحو 500 مليون دولار في المملكة لتُنشئ أول مركز بيانات لها في المنطقة.
الغنية عن التعريف IBM تُقدم استثمارات بربع مليار دولار لإطلاق أول مركز لتطوير برمجيات الشركة في المنطقة، وقال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، أرفيند كريشنا، إن نماذج الذكاء الاصطناعي ستُبنى في السعودية ثم ستنطلق إلى العالم.
علاوة على ذلك، ستستثمر كُبرى الشركات مثل Google وAlibaba وغيرهما في المملكة التي أشاد بجهودها نُخبة النخبة من المديرين التنفيذين أمثال Tim Cook (المدير التنفيذي لشركة Apple) وساتيا نادالا (المدير التنفيذي لشركة Microsoft) من قلب شاشات الحدث.
يُذكر أن المتحدث باسم "الاتحاد السيبراني والبرمجة والدرونز"، ياسر العصيمي، قال في تصريحٍ لوكالة "الشرق" إن سوق التقنية في المملكة تجاوز الـ 42 مليار دولار مُضيفًا أنه سيشهد المزيد من الاستثمارات المليارية في نسخة العام الجاري من LEAP.
جهود Aramco في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي
ولعل أحد أبرز ما شهده LEAP24 كان ما شاركه رئيس Aramco وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، إذ استعرض نموذج ذكاء اصطناعي عملاق يُسمى "أرامكو ميتا برين- Aramco Metabrain"، الذي يُركّز بشكلٍ أساسي على أهم صناعات السعودية، وهي الطاقة.
بدأ العمل على مشروع Metabrain منذ 3 سنوات تقريبًا -بالتعاون مع شركة Groq-؛ منذ 2021 وبداية صيحة النماذج اللغوية الكبيرة LLMs، ولأن Aramco شركة عملاقة تمتلك بيانات تم جمعها على مدار 90 عامًا، فمن المتوقع أن يكون هذا المشروع واعدًا وفعالًا للغاية.
وفي خطوةٍ تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي، أعلن "الناصر" أيضًا عن تأسيس شبكة البحث والتطوير المبتكرة، والمتمثلة في المختبر السعودي للابتكار الرقمي المتسارع، والذي سيُعزَّز من خلال إنشاء منظومة شركاء وطنية وعالمية. يُذكَر أن Aramco شاركت في تأسيس هذا المشروع بالتعاون مع جهات عدة هي: هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وأخيرًا وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
اقرأ أيضًا: مستقبل محفوف بالتخوفات.. ما الذي ينتظر نموذج "Sora" من "OpenAI"؟
أبرز التقنيات التي رأيناها في LEAP24
الروبوت محمد
بحركة شفاه دقيقة ونموذج مدرب على فهم اللهجات السعودية المختلفة.. الروبوت محمد إنجاز سعودي جديد يذهل العالم في مؤتمر #ليب 2024#ليب24 #LEAP24 pic.twitter.com/myNgjEp1yx
— الرَّجل (@ArrajolM) March 5, 2024
بعدما رأينا "الروبوت سارة" في النسخة الماضية من LEAP، فُوجئنا في LEAP24 بأول روبوت على هيئة رجل، وهو الروبوت محمد، الأكثر تطورًا من الناحية الجُسمانية، ومن ناحية الذكاء الاصطناعي. تم تطوير هذا الروبوت بالتعاون بين "السعودية الرقمية" وشركة QSS السعودية والمُتخصصة في تصنيع الروبوتات.
من مقاطع الفيديو المُنتشرة للروبوت، يُلاحظ أنه مرن ويتفاعل مع مُحيطه بشكلٍ جيد، وذلك بفضل المستشعرات التي تم تزويده بها والتي تُمكنه من تقدير مسافة الأشخاص الذين يقابلهم بدقة.
مُحمد، الروبوت، يتحدث الفصحى ويستطيع أن يتعرف على اللهجات السعودية المُختلفة ويفهم محتواها جيدًا، ناهيك بأن حركة شفاهه وعينيه تطورت عن تلك التي شهدناها في حالة "الروبوت سارة"، والعمل على الروبوت ما زال مستمرًا.
الاهتمام بالواقع الافتراضي والمعزز
- شهد حدث LEAP24 "هولوجرام" مُعزز بالذكاء الاصطناعي لإبراز الموروث السعودي والأزياء التراثية والتاريخية، وذلك بالتعاون مع إدارة الملك عبد العزيز ووزارة الثقافة. كل ما على الشخص أن يفعله هو اختيار المنطقة التي ينتمي إليها وتحديد جنسه وعمره (بالغ أو طفل) وسيحظى بتجربةٍ تراثية واقعية.
- أُعلِنَ في مؤتمر LEAP24 أيضًا عن تطوير تطبيق للهاتف الذكي متوافق مع نظارة Apple Vision Pro ليكون أول تطبيق حكومي يوظف الحوسبة المكانية بأفضل شكلٍ ممكن.
- رأينا أيضًا توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D Printing في القطاع الطبي واستخدامها في وضع الخطط العلاجية كاملةً بشكلٍ افتراضي قبل أن تُطبَق على المرضى مما يزيد من دقتها وفرص نجاحها.
"دليفيري الذكاء الاصطناعي"
بدأنا نرى في بعض الدول، مثل إنجلترا، روبوتات الذكاء الاصطناعي وهي تُوصّل الطلبات من كُبرى محلات "السوبر ماركت" والأسواق إلى بيوت المُستهلكين لتكون بديلًا مُذهلًا لموظفي "الديليفري" أو التوصيل. ما زلنا في بدايات هذه التقنية في العالم، وبالتأكيد في منطقتنا، ولهذا من الرائع أن تُشاركنا شركة عربية سعودية، وهي شركة "جاهز- Jahez" روبوتًا من هذا النوع.
الجدير بالذكر أن إنجازات الحدث -الذي لم ينقضِ سوى نصفه- لم تقتصر على التقنيات بشكلها الخام إن صح التعبير، فبجانب ما شهدناه من أشياء تكنولوجية مذهلة، رأينا أول رائدة فضاء عربية مُسلمة تصل إلى الفضاء، كما سمعنا من الوزير عبد الله السواحة عن استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في علاج الأنيميا المنجلية، وهو نوع من أنواع فقر الدم الذي تتخذ الخلايا فيه شكل المنجل أو الهلال ويُصيب الملايين حول العالم. يعِد هذا العلاج بمستقبل باهر للتخلص من هذا المرض المُستعصي بعيدًا عن العلاج الكيماوي المؤسف.