الدرعية.. قصة مدينة أسست دولة وحضارة
مدينة الدرعية علامة بارزة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث بنيت منذ عام 850هـ، وأصبحت مركزًا حضاريًّا مزدهرًا ومهدًا للدولة السعودية الأولى وما بعدها.
على ضفاف وادي حنيفة، تنسج مدينة الدرعية حكاية حضارة عريقة تشكل رمزًا بارزًا في ذاكرة المملكة العربية السعودية.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، تقريرًا عن المدينة بمناسبة يوم التأسيس، قالت فيه إنه منذ نشأتها عام 850هـ على يد مانع بن ربيعة المريدي، جد الأسرة السعودية الحاكمة، باتت الدرعية مركزًا حضاريًا مزدهرًا للعلم والثقافة والتجارة، ومهدًا للدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ.
نشأة عريقة وتطور عمراني فريد
وتطورت أحياء الدرعية تباعًا، بدءًا من حي "غصيبة" النواة الأولى، ثم حي الطريف، وسمحان، والسهل، والمريح، والقصيرين، والبجيري، والظويهرة، والسريحة، وغيرها.
ونقل الإمام عبد العزيز بن محمد مقر الدولة من الجانب الشرقي لوادي حنيفة إلى الجانب الغربي، ونشأ حي الطريف الذي تميز بموقعه الاستراتيجي.
اقرأ أيضا: إطلاق مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الإعلام بالسعودية
وتميزت عمارة الدرعية بجمالها وقوتها، مع استخدام مواد البناء التقليدية مثل الطين واللبن والقش والحجارة.
وشيدت عديد من المباني المهمة في عهد الدولة السعودية الأولى، مثل قصر سلوى، ومسجد الطريف، وسبالة موضي، وسوق الموسم.
مجتمع متنوع ومتجانس
تميز مجتمع الدرعية بتنوعه وانسجامه، حيث ضم قبائل عربية أصيلة وتجارًا وطلبة علم من مختلف أنحاء الجزيرة العربية وخارجها.
ووفرت الدرعية فرصًا للعيش الكريم، حيث ازدهرت فيها الزراعة والتجارة، وتنوعت مصادر الدخل.
وتميزت جودة الحياة في الدرعية بتوافر الأغذية المتنوعة، ووجود أسواق مزدهرة، وسبالة موضي التي تقدم خدمات مجانية للزوار والطلاب.
وأحيطت الدرعية بسور بلغ طوله 13 كيلومترًا، ما يدل على ازدهارها وكثافة سكانها.
اقرأ أيضًا: يوم التأسيس السعودي.. ذكرى عهد التحدي والتاريخ المجيد
منارة للعلم والثقافة والفنون
واهتم أئمة الدولة السعودية الأولى بالعلم والتعليم، وفتحت مجالسهم ودروسهم للجميع، حيث ضمت مدينة البجيري 30 مدرسة، ومبنى تعليميًّا يستوعب 200 من طلبة العلم.
وانتشرت حلقات العلم في المساجد، ما جعل الدرعية مقصدًا لطالبي العلم من داخل وخارج الجزيرة العربية، وتميز التعليم في الدرعية بدقته وتقدمه، وحرص الإمام عبد العزيز بن محمد على تشجيع الطلاب ومكافأتهم.
وازدهرت الثقافة في الدرعية، وظهرت مدرسة للخط والنسخ، وبرعت النساء في مجال الخط، وتميزت بثقافتها الخاصة، ومنها "نخوة العوجا" و"فن الهجيني".
وتعد الدرعية اليوم موقعًا تراثيًّا عالميًّا مسجلاً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وتقام في الدرعية عديد من الفعاليات الثقافية والعلمية، مثل مهرجان الدرعية، وتعد رمزًا حضاريًّا عريًقا يجسد إرث المملكة العربية السعودية العريق.
كما تشكل الدرعية نموذجًا فريدا للمدن التاريخية التي ازدهرت فيها الحضارة العربية والإسلامية، فهي رمز للإرث الثقافي العريق للمملكة العربية السعودية، ومصدر فخر واعتزاز لأبنائها.