هل يُساعد الاستحمام بالماء البارد على حرق الدهون؟ كل ما تحتاج معرفته
قد لا يبدو ربط الاستحمام بالماء البارد أو الغوص في حمام ثلجي بحرق الدهون والتخلص منها أمرًا غريبًا، فالكثير منّا يشعر بعدم الارتياح بمجرد تخيل أنفسنا داخل حمام ثلجي أو الاكتفاء بالماء شديد البرودة عند الاستحمام.
ولكن علميًا، قد لا يحتاج ذوبان الدهون داخل الجسم إلى الحرارة والحركة فقط، بل إلى البرودة أيضًا!
لذلك، استعد عزيزي الرجل لجولة باردة تصحبك خلالها أسطر التقرير التالي، لاكتشاف أسرار الماء البارد في حرق الدهون وفقدان الوزن.
ما هي عملية التعرض للماء البارد؟
يتوفر عدة أشكال مختلفة للتعرض للماء البارد، مثل الغطس في حمام الثلج، أو السباحة في المياه الباردة، أو حتى الاستحمام بالماء البارد. على الرغم من أن التعرض للمياه أو الثلج قد يكون غير مريح جسديًا ونفسيًا، إلا أن للجسم رد فعل مختلف.
تطلق الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، بروتينات الصدمة الباردة، التي تمتلك فوائد علاجية محتملة للعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية، وفقًا للجمعية الأميركية للطب. تشمل هذه الفوائد إنتاج الدهون البنية، والتي تساعد في إنتاج الحرارة وحرق الدهون في الجسم من خلال عملية التوليد الحراري المرتجف.
فعندما يقوم الجسم بتوليد الحرارة داخليًا، يستهلك الطاقة ويحرق السعرات الحرارية، مما يساهم في فقدان الوزن وتحسين اللياقة البدنية بشكل عام. لذلك، يمكن أن يكون التعرض للماء البارد أحد الطرق المفيدة لتحفيز عملية حرق الدهون وتحسين الصحة العامة.
هل يحرق الاستحمام بالماء البارد دهون الجسم؟
على الرغم من أن الدراسات العلمية تثبت تأثير الاستحمام بالماء البارد في تحفيز الجسم على إنتاج الدهون البنية وزيادة حرق السعرات الحرارية، إلا أن هناك تساؤلات حول كفاية الاستحمام بالماء البارد وحده لتحفيز الجسم على التخلص من الدهون الزائدة وزيادة حرق السعرات الحرارية.
دراسة أجرتها جمعية الطب الأمريكية حددت أن درجة حرارة الماء يجب أن تكون حوالي 19 درجة مئوية لتبدأ الدهون البنية بمساعدة الجسم في الحصول على الدفء وزيادة حرق السعرات الحرارية.
تتناسب المكاسب الجسدية عكسيًا مع درجة حرارة الماء، حيث تزداد المكاسب كلما انخفضت درجة حرارة الماء. وعندما يبدأ الجسم في الارتعاش، فهذا يُعتبر مؤشرًا جيدًا على حرق الدهون والسعرات الحرارية.
لذلك، قد يكون من الجيد إدراج الاستحمام بالماء الساخن أو الجلوس في حمام ثلجي كجزء من الروتين الصحي الخاص بك، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز فعالية عملية حرق الدهون وتحسين الصحة العامة.
كيفية الاستحمام بالماء البارد بطريقة صحيحة
التعرض للماء البارد أو الحمام الثلجي يتطلب اتباع بعض الاشتراطات للحصول على الفوائد الكاملة من تلك العملية، وتشمل هذه الاشتراطات:
تحديد درجة الحرارة المناسبة
تحديد درجة حرارة الماء المناسبة يمكن أن يكون تحديًا بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون أجهزة استشعار درجة الحرارة في المنزل. الهدف من تطبيق التعرض للماء البارد أو الثلج داخل المنزل هو الوصول إلى مرحلة الارتعاش البدني، والتي تختلف من شخص لآخر.
عندما يصل الشخص إلى مرحلة الارتعاش، يكون الهدف هو تحفيز الجسم على إرسال إشارات تدل على حاجته للحصول على الدفء. يبدأ الجسم في إنتاج هرمونات الصدمة الباردة، ويزيد من نمو الأنسجة الدهنية البُنية، التي تزيد من حرق السعرات الحرارية والدهون داخل الجسم.
نظرًا لأن الجسم يعتاد على الظروف المحيطة مع مرور الوقت، يمكن خفض درجة حرارة الماء تدريجيًا كلما بدأ الشخص يعتاد على البرودة. هذا يساعد في تعزيز التكيف الطبيعي للجسم مع درجات الحرارة المختلفة.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 تمارين رياضية لتقوم بها في المنزل
المدة الزمنية المناسبة
تحديد الوقت المناسب للتعرض للماء البارد داخل المنزل قد يكون تحديًا بالنسبة للكثيرين، لذلك يُفضل خفض درجة حرارة المياه تدريجيًا بشكل معتدل لبدء تحفيز الدهون البُنية.
يمكن تحديد مستوى البرودة اللازم لتحفيز الجسم بالاقتران بالشعور بالارتعاش البدني، ثم يمكن خفض درجة الحرارة ببطء حتى تصل إلى المستوى المرغوب بأمان.
تكرار عملية التعرض للماء البارد
بما أن عملية التخلص من الدهون تتطلب الصبر والتكرار، ينبغي أن يتحول التعرض للماء البارد إلى جزء من الروتين اليومي. يمكن البدء بالتعرض للماء البارد مرتين يوميًا على الأقل، مع زيادة التكرار تدريجيًا كلما تكيف الجسم مع هذا النوع من التحفيز.
يمكن الجمع بين الاستحمام بالماء الساخن والماء البارد بحيث يمكن استخدام الماء البارد في النهاية لبضع دقائق للحصول على فوائد إضافية.
تأكيدًا على أن استحمام الماء البارد لا يعني التخلي عن الاستحمام بالماء الساخن، بل يمكن الجمع بين الاثنين كجزء من الروتين الصحي.
ما هي فوائد الاستحمام بالماء البارد ؟
بالطبع، الاستحمام بالماء البارد له فوائد عديدة غير التأثير على عملية الأيض. من بين هذه الفوائد:
تعزيز إنتاج الإندورفين
يعتبر الإندورفين من النواقل العصبية والهرمونات التي تنتجها الجهاز العصبي المركزي، المتكون من الدماغ والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى الأعصاب المنتشرة في الجسم.
واحدة من وظائف هذا الهرمون الرئيسية هي مساعدة الإنسان على الشعور بالسعادة والتخفيف من حدة الألم.
اقرأ أيضًا: الحميات الغذائية الشهيرة.. ما هي فوائدها وتحدياتها؟
بروتينات الصدمة الباردة
بروتينات الصدمة الباردة هي إحدى الفوائد البارزة للتعرض للماء البارد أو الثلج. فعملية انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ تحفزه داخليًا على حرق السعرات الحرارية للحصول على الدفء، مما يؤدي إلى استهلاك وحرق المزيد من السعرات الحرارية المتراكمة داخل الجسم.
رأي العلم في الاستحمام بالماء البارد
يشهد مجال اللياقة البدنية والطب الرياضي شعبية هائلة لاستخدام تقنيات التعرض للماء البارد، سواء عن طريق الاستحمام أو الانغماس في حمام ثلجي، وذلك للاستمتاع بعدة فوائد صحية قصيرة وطويلة المدى تتخطى حرق الجسم للمزيد من السعرات الحرارية.
دراسة صادرة عن الجمعية الأمريكية للطب تناولت الارتباط بين التعرض للماء البارد وتحفيز الجسم على إطلاق هرمون الإندروفين، وهو أحد هرمونات السعادة التي تساهم في التخلص من الشعور بالاكتئاب.
كما أشارت الدراسة إلى الفوائد الجسدية للرياضيين من التعرض للماء البارد، مثل المساعدة في التعافي من آلام العضلات وتسريع عملية الاستشفاء العضلي.