"دقة بعضها تصل 95 %".. أفضل 7 أدوات لكشف النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي
مع انتشار الذكاء الاصطناعي وأدواته، أصبحت الأصالة البشرية مُهددة بالخطر؛ الكثيرون يعتمدون على هذه الأدوات وينحّون العقل جانبًا، وهذا يجعل كُلَ منتجٍ تقريبًا مشكوكًا في أمره. الشاهد أنه لا بأس من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، ولكن الاعتماد الكلي عليه يُفقد الأشياء معناها، إذ ما الجدوى من لوحة فنية إذا لم يرسمها بنو آدم؟ قِس على ذلك كل المجالات الأخرى، كالكتابة، والتي وصل الأمر فيها إلى حد الاستعانة بـ "ChatGPT" وغيره من الأدوات في كتابة الأبحاث العلمية نفسها!
على مستوى الكتابة مثلاً، وهذا ما سنُخصص له حديث اليوم، أصبح التمييز بين كتابة الآلة والكتابة البشرية أمرًا واجبًا لأسباب مُتعلقة بالشفافية والاعتبارات الأخلاقية وغيرها من الأسباب. من حُسن حظنا أن هناك أدوات تستطيع أن تفعل ذلك، وفي وقت قياسي، ومنها:
GPTZero
كما يُشير الاسم، تتخصص هذه الأداة في كشف النصوص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا بواسطة ChatGPT، وGPT 3، وGPT 4، علاوة على نموذجيّ Bard (Gemini حاليًا) من Google وLLaMa من شركة Meta. الأداة مفتوحة المصدر، وهذا يعني أن أي شخصٍ يستطيع استخدامها بسهولة، بل الاطلاع على الكود المصدري الخاص بها، ناهيك عن أنها تنتهج نهجًا مُتأنيًا لتخرج بنتيجةٍ دقيقة للغاية.
بالنسبة لطريقة الاستخدام، التي سنلاحظ تطابقها -تقريبًا- مع الأدوات المُشابهة، فتكون بنسخ النص المُراد معرفة مصدره -بشريًا كان أم ذكاءً اصطناعيًا- ومن ثم لصقه بالخانة المُشرعة أمامك فور دخول موقع "GPTZero"، والذي لا يحتاج إلى تسجيل دخولٍ في البداية.
وتأتي أداة "GPTZero" بنسختين؛ مجانية ومدفوعة، الأولى تتيح لمستخدميها فحص 10 آلاف كلمة شهريًا بمعدل 7 مرات في الساعة، والثانية تُعطيك حتى 150 كلمة مقابل 10 دولارات شهريًا، و300 ألف كلمة مقابل 16 دولارًا شهريًا.
Undetectable AI
تجمع هذه الأداة مجهودات الأدوات المُشابهة الأخرى، كما تتوغل في بنية النص نفسه، لتخرج بأفضل وأدق نتيجة ممكنة، والخبر السار أنها تدعم العربية كذلك، وإن كانت تأخذ وقتًا طويلاً نسبيًا -مقارنة بالإنجليزية- لتخرج بالنتيجة. ولا تقتصر وظيفة "Undetectable AI" على معرفة أصل النص فحسب، وإنما تُحولّه لنص بشري إذا كان مصدره الذكاء الاصطناعي.
لتستخدم هذه الأداة فكل ما عليك فعله هو الدخول إلى موقع "Undetectable AI" الرسمي، وفي خانة النص التي تتوسط الشاشة قُم بلصق النص الذي تشك في مصدره واضغط على "Check for AI". في ثوانٍ معدودة ستأتيك نتيجةٌ من اثنين؛ إما "Your content is detected as written by AI" إذا كانت مكتوبًا بالذكاء الاصطناعي، وإما "Your content appears human" إذا كان بشريًا، وبأسفل النتيجة سيعرض الموقع الأدوات الأخرى التي استعان بها -من ضمنها GPTZero بالمناسبة- ليخرج باستنتاجه.
توفر الأداة خطة مجانية كما أن باقاتها المدفوعة في المتناول وتبدأ من 5 دولارات شهريًا "للاشتراك السنوي"، وبحسب اختبارات الطرف الثالث، فإن دقة "Undetectable AI" تتراوح بين 85-95%.
اقرأ أيضًا: نموذج الذكاء الاصطناعي "Gemini".. خارق حقًا ولكن هل خدعتنا "غوغل"؟
Originality.AI
على عكس الأداتين السابقتين، تتطلب هذه الأداة الاحترافية والموثوقة من قِبل جهات مُعتبرة مثل صحيفة الغارديان ورويترز وغيرهما، تسجيل دخول باستخدام بريدٍ إلكتروني. في واقع الأمر، فإن "Originality.AI" ليست موجَّهة لكشف النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي فقط، بل تتيح لمستخدميها كشف نسبة الاقتباس "Plagiarism" كذلك "سيكون ذلك مفيدًا للغاية للباحثين"، حيث تجمع الأمرين في أداة سحابية واحدة.
وتستخدم "Originality.AI" تقنيات تعلم الآلة المتقدمة حتى تكشف النصوص المكتوبة بواسطة أشهر الأدوات الموجودة على الساحة مثل ChatGPT وCopilot وGemini وغيرها، هذا إضافةً إلى كشف النصوص المنسوخة وغير الأصلية.
طريقة عمل الأداة سهلة، ولكنها مدفوعة ابتداءً؛ تحتاج إلى تسجيل دخولٍ كما أسلفنا الذكر ومن ثَم رفع أو نسخ النص المشكوك في أمره والضغط على "Detect" حتى تخرج بنتيجة مُفصَّلة. يوفّر مطورو "Originality.AI" خيارين رئيسين للاستخدام، إما من خلال الموقع الرسمي للأداة، أو من خلال إضافة "Extension" على متصفح كروم، والمميز كذلك أنها تتيح فحص ملفات ومستندات الـ PDF وبأكثر من لغة، وتزعم "Originality.AI" أن نسبة الدقة تصل 95%.
GLTR
أو Giant Language model Test Room هي أداة مفتوحة المصدر تتيح لمستخدميها كشف مصدر النصوص بطريقة ذكية ومختلفة، حيث تُركز على كلمات بعينها وعلى السياق الموجود قبلها لتكشف ما إذا كانت مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي عن طريق التنبؤ بالجمل أو الكلمات التي يمكن أن يُكمل بها الذكاء الاصطناعي النص.
لأداة "GLTR 4" مقاييس رئيسة يتم تقييم النص على أساسها؛ المقياس الأول يحمل اللون الأخضر ويعني أن الكلمة المُحددة تقع ضمن أكثر 10 مقترحات من الذكاء الاصطناعي، في حين أن المقياس الأصفر يوسع الاحتمالات إلى 100 واللون الأحمر إلى 1000 وأخيرًا البنفسجي إلى 10 آلاف، ولا حاجة لذكر أن الأداة تعمل بنفس طريقة الأدوات السابقة من حيث نسخ النص المراد فحصه ولصقه في خانة النص الخاصة بـ GLTR.
الجدير بالذكر أن هذه الأداة لا تتمتع بنفس دقة الأدوات الأخرى المُشابهة، وهذا بحسب بحث من هارفارد يشير إلى أن الدقة تخطت الـ 72% "ليست نسبةً سيئة"، ولكن يشفع ذلك أن "GLTR" مجانية بالكامل وآلية عملها مميزة.
Content at Scale
هي أداة سحابية تستخدم تقنيات تعلم الآلة ML لتتعرف على مصدر النصوص. صُممت بشكلٍ أساسي لمساعدة رواد الأعمال في تمييز النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي في مجال الدعاية وخدمة العملاء وغيرهم من وسائل التواصل التي تستخدمها الشركات والمؤسسات.
تعمل أداة "Content at Scale" بنفس الطريقة المُعتادة -نسخ النصوص ولصقها- وتقدم خطة مجانية وأخرى مدفوعة، وعلى الرغم من أن النسخة المجانية جيدة، فإنها لا تُقارن بمميزات تلك المدفوعة والتي تتيح للمستخدمين فحص النصوص والمواقع ومستندات الـ "Word" و"PDF"، بل تتيح إمكانية إعادة الصياغة لتجعل النص يبدو بشريًّا، وفوق ذلك، يزعم الموقع أن نسبة الدقة فيها تصل إلى 98%، ولكن إحقاقًا للحق، لقد اختبرها مُحرر بموقع "ZDnet" وقال إن نسبة الدقة هي 66% فقط!
اقرأ أيضًا: من الذكاء الاصطناعي إلى الواقع الافتراضي.. أبرز التريندات التكنولوجية المنتظرة في 2024
Copyleaks
أداة جديدة ومختلفة عن بقية الأدوات التي ذكرناها، إذ لا تتيح "Copyleaks" لمستخدميها تمييز النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي والمكتوبة بأيدي البشر فحسب، بل تُعطيهم نسبةً مئوية والمميز بشأنها أنها تُشير إلى النصوص المشكوك في إعادة صياغتها من الذكاء الاصطناعي لتُناسب طريقة البشر!
تعمل أداة "Copyleaks" بطريقة النسخ واللصق المعتادة، ولكن ما ليس مُعتادًا -إضافة إلى ما ذكرناه بالفعل- أنها تدعم 30 لغة مختلفة وتصل نسبة دقتها إلى 99.1% كما أن تقييمها على موقع "G2" المتخصص في المقارنات وصل إلى 4.7 من 5 نجوم، ولكن موقع "Scribbr" يدعى أن نسبة الدقة فيها 66% فقط. الأداة ليست مجانية بالمناسبة، ولكن خططها المدفوعة مرنة وتبدأ من 8 دولارات فقط.
Writer
لعل إحدى أشهر الأدوات وأبسطها من حيث واجهة الاستخدام هي هذه الأداة، صحيح أنها محدودة بـ 1500 حرف، ولهذا سيتعين عليك أن تُجري الاختبار عليها مرات عديدة -غالبًا-، ولكنها أداة مجانية تمامًا ويبدو أن مطوريها لا يبتغون التربح من ورائها بأي شكل من الأشكال، والمُلاحظ بشأنها أن نسبة الدقة فيها جيدة جدًا، على الأقل مقارنة بالأدوات الأخرى.
بدخولك إلى موقع الأداة الرسمي ستلاحظ خانتين فارغتين؛ الأولى لعنوان URL والثانية لنسخ ولصق النص كما تعودنا. ما أن تطلب تحليلاً لأي نص حتى ستحصل على التقييم في صورة نسبة مئوية، التقييم ترجيحي والموقع لا يجزم بأي شيء، ولكن نتيجته غالبًا ما تُصيب، ويمكنك أن تقارنه بالمواقع الأخرى لتتأكد بنفسك.
بهذا نكون قد استعرضنا أشهر وأقوى الأدوات القادرة على تمييز النصوص ومصدرها، بشريةً كانت من أم صُنع الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن أن بعضها يستطيع قياس نسبة الاقتباس "Plagiarism"، بل ودعم اللغة العربية وغيرها من اللغات كذلك. لاحظ أيضًا أننا حرصنا على الاستشهاد بمواقع تتيح خطط مختلفة، مجانية ومدفوعة، وحاولنا أن نأتي على ذكر نسبة الدقة في كل موقع.