رغم الحشو.. لماذا قد تُعانِي ألم الأسنان؟
حشو الأسنان يُعدّ علاجًا فعّالًا للتجاويف والحفاظ على صحة الأسنان. ولكن، قد يُعاني بعض الأشخاص، أو حتى أغلبهم، من ألم في الأسنان بعد الحشو، وذلك على الرغم من انتهاء المشكلة التي كانوا يعانون منها. ففي بعض الأحيان، يشعر الشخص بألم في الأسنان عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، أو حتى صعوبة في مضغ الطعام. وتصبح الأسنان حساسة بعد الحشو لبعض الوقت، فما هو السبب وراء ذلك؟ وكيف يمكن التعامل مع حساسية الأسنان بعد الحشو؟
ما هو حشو الأسنان؟
حشوات الأسنان طريقة شائعة لعلاج التجاويف، وهي مناطق تسوس الأسنان التي تُكوِّن ثقوبًا صغيرة، وفي خلال الحشو، يملأ طبيب الأسنان هذه الثقوب بمادة، مثل الأملغم أو الخزف، ورغم بساطة ذلك الإجراء، إلّا أنّه قد يترك الأسنان حسّاسة بعد ذلك.
كيف يكون الإحساس بالأسنان بعد حشوها؟
تُخدّر المنطقة المُحِيطة بالأسنان المُصابة قبل الحشو، لذلك لا يشعر المريض بأي شيءٍ خلال الساعة أو الساعتين الأُول بعد حشو الأسنان، لكن بمجرد زوال أثر التخدير، قد يشعر المريض ببعض الأشياء في الفم، مثل:
- ألم الأسنان، خاصةً مع استنشاق الهواء البارد، أو تناول الأطعمة أو السوائل الساخنة أو الباردة.
- ألم اللثة.
- ألم الأسنان المحيطة بالحشو.
- الألم عند طحن أو ضغط الأسنان.
- ألم السن المُصاب عند الأكل أو التنظيف بالفرشاة أو الخيط.
لماذا تصير الأسنان حسّاسة بعد الحشو؟
الحساسية المؤقتة بعد حشو الأسنان من الأمور الشائعة، ومع ذلك فقد تكون الحساسية المستمرة أو الشديدة بعد الحشو ناجمة عن أسباب أخرى غيره، وتحتاج إلى علاج، وتشمل الأسباب المحتملة لحساسية الأسنان بعد الحشو:
1. تهيُّج الأعصاب
عادةً تكون حساسية الأسنان قصيرة الأمد بعد الحشو، لأنّ الحشو قد يُفاقِم أو يُسبِّب التهاب العصب داخل السن. جديرٌ بالذكر أنّ الطبقات الخارجية للسن تحمي العصب، ويُمكِن للحشوات، خاصةً العميقة، أن تقترب من النهايات العصبية وتُسبِّب تهيّجًا.
ومع شفاء العصب والتئامه، تختفي الحساسية، لكن ذلك قد يستغرق بضعة أيام أو أسابيع، وبمُجرّد أن يلتئم العصب تمامًا، يُفترَض ألّا يشعر الشخص بأنّ هناك فرق بين السن المحشوة والأسنان الأخرى.
اقرأ أيضًا:10 مزايا لاستخدام الليزر في علاج الأسنان.. لكن احذر هذه العيوب
2. لدغة غير صحيحة
يجب على طبيب الأسنان أن يتأكّد من مُلاءمة حشو الأسنان مع الأسنان الأخرى في الفم، وغالبًا ما يُعانِي الناس حساسية طفيفة عند العض في الأيام التالية لحشو الأسنان، وعادةً تختفي هذه الحساسية تلقائيًا.
لكن إذا كان حشو الأسنان طويلًا للغاية، فقد يخلق ضغطًا زائدًا عندما يعضّ الإنسان، ما يُؤدِّي إلى الشعور بألم وحساسية أشدّ للأسنان، وفي تلك الحالة يجب استشارة الطبيب لفحص تلك اللدغة، التي قد تعوق الإنسان عن تناول الطعام، للحصول على العلاج المناسب، وتخفيف ألم الأسنان.
3. التهاب اللُّب
التهاب يُصِيب اللُّب في أعماق السن، وقد يُؤدِّي إلى ألم وحساسية الأسنان، وقد لا يحدث ذلك الالتهاب مع الحشوات البسيطة، لكن قد يحدث في حالة:
- تعرُّض الأسنان لإصابة، مثل حادث أدّى إلى تشقُّق أو كسر في السن.
- التجاويف العميقة للغاية، التي تصل إلى طبقة اللُّب الداخلية.
- تعرُّض الأسنان لحشوات أو إجراءات علاجية مُتعدِّدة.
وهناك نوعان من التهاب اللب؛ أحدهما التهاب اللُّب القابل للعكس، وهو التهاب خفيف يحتفظ فيه اللُّب بسلامته ويلتئم السن تلقائيًا، والآخر التهاب اللُّب الذي لا رجعة فيه، إذ يكون هناك عصب تالف يبدأ في الموت، وهنا تكون معالجة نفق جذر السن (أحد الإجراءات العلاجية) ضرورية لإنقاذ السن.
4. التفاعلات التحسسية
قد يُعانِي بعض الناس رد فعلٍ تحسسي تجاه حشوة الأسنان، وقد وجدت إحدى الدراسات، حسب موقع "medicalnewstoday"، أنّ الأملغم وهو المادة المُستخدَمة غالبًا في الحشو، قد تُسبِّب رد فعلٍ تحسسي، قد يكون السبب في ألم الأسنان بعد الحشو.
كذلك قد يُعانِي بعض الناس حساسية تجاه مواد أخرى، مثل اللاتكس الموجود في قفازات طبيب الأسنان، أو حتى غير ذلك، وإن كانت الحساسية نادرة.
5. أسطح الأسنان المُتعدِّدة
قد يشعر بعض الناس بالألم أو الحساسية بسبب وجود سطحين مختلفين في الفم، فمثلًا إذا كان لأحد الأسنان تاج ذهبي، وكان للسن فوقه أو تحته حشوة فضية، فقد تشعر بإحساس غريب عند لمسه.
إلى متى تستمر حساسية الأسنان بعد الحشو؟
ينبغي أن تزول حساسية الأسنان بعد الحشو في غضون 2 - 4 أسابيع، لكن إذا استمرّت لأكثر من 4 أسابيع، فلا بُدّ من استشارة الطبيب على الفور.
الوقاية من حساسية الأسنان
يُعدّ الحفاظ على نظافة الفم والأسنان أفضل طريقة للوقاية من حساسيتها بعد الحشو، كما يُفضّل تجنُّب الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة جدًا، خاصةً أنّها قد تزيد أعراض حساسية الأسنان.
علاج حساسية الأسنان
يُمكِن علاج حساسية الأسنان بعد الحشو بالطرق الآتية:
- تناول مُسكِّنات الآلام التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول أو إيبوبروفين.
- استخدام المراهم المُخدِّرة موضعيًا، والمُخصَّصة للاستخدام الفموي.
- غسل الأسنان بالفرشاة بحركات دائرية لطيفة على الأسنان واللثة.
- تجنُّب معجون تبييض الأسنان وكذلك منتجات التبييض، لأنّها قد تزيد حساسية الأسنان سوءًا.
- المضمضمة أو شطف الفم بالماء بعد تناول الأطعمة أو المشروبات الحمضية، مثل القهوة.
- تجنُّب غسل الأسنان بالفرشاة على الفور بعد تناول الأطعمة الحمضية، لأنّ ذلك قد يزيل مينا الأسنان.
متى تزور طبيب الأسنان؟
عادةً تزول حساسية الأسنان في غضون 2 - 4 أسابيع، لكن إذا استمرّت أطول من ذلك، أو فشلت العلاجات المنزلية في تخفيف الأعراض وإزالة حساسية الأسنان، فلا بُدّ من استشارة طبيب الأسنان، خاصةً إذا واجهت صعوبة في تناول الطعام أو تفاقم الألم، أو عانيت أعراضًا أخرى، مثل الحمى.