"المنصة الوطنية".. الذكاء الاصطناعي يخدم المملكة في استدامة المشهد الحضري بالمدن
أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، منصة وطنية مبتكرة تستهدف تحسين المشهد الحضري في المملكة، وذلك ضمن فعاليات "المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024" في الرياض.
وتعد المنصة الوطنية منصة رائدة في رصد مظاهر التشوه البصري باستخدام "تقنيات الذكاء الاصطناعي"، حيث تقوم بتحديد بيانات وتحليل التشوه البصري لتحقيق أهداف رؤية المملكة لعام 2030.
وتستند المبادرة إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين الجودة الحياتية وتحقيق التنمية الحضرية المستدامة، وهو الهدف الذي تسعى المملكة إلى تنفيذه واخراجه للنور على أفضل ما يكون ضمن تطلعاتها للمستقبل.
استدامة المشهد الحضري بالمملكة
تمثل المدن الذكية محورًا غاية في الأهمية بالنسبة لواقع ومستقبل التطور الحضري. وتأتي هذه المنصة الوطنية كخطوة مباركة نحو استدامة المشهد الحضري وتحسين تجربة الحياة في المملكة، وإذ تعكس هذه المبادرة التزام المملكة بالابتكار وتعزيز الرفاهية العامة في ظل التطور التكنولوجي الحاصل.
وفي سياق متصل، انطلق "المنتدى العالمي للمدن الذكية" بمشاركة خبراء عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف صياغة رؤية لتطوير المدن باستخدام الحلول الذكية ورسم استراتيجيات داعمة للتنمية الحضرية.
رحلة السعودية في مجال التحول
وفي كلمته، أكد وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ماجد الحقيل، على الدور البارز الذي تقوم به السعودية في استخدام التكنولوجيا لتحقيق تحول حقيقي في البلديات.
وركّز في حديثه على رحلة السعودية في مجال التحول والتنمية الحضرية، مستعرضًا نجاحاتها في تفعيل التكنولوجيا والبيانات لدعم البنية الحضرية.
أما رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الدكتور عبد الله الغامدي، فقد أشار من جانبه إلى الجهود المشتركة مع وزارة الداخلية خلال موسم الحج، حيث تم تحسين حركة المرور وإدارة الحشود باستخدام التحليلات المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي، وإسهام ذلك في تقليل زمن الانتظار عند مداخل مكة المكرمة بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: تبادل العملات بين السعودية والصين.. "أكبر بكثير" من مجرد اتفاقية اقتصادية
تحسين الحياة الحضرية
وواصلت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي خطواتها نحو تحسين المشهد الحضري في المملكة عبر إطلاقها منصة وطنية مبتكرة، حيث يتيح هذا التطور للهيئة رصد وتحليل مظاهر التشوه البصري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالتبعية الإسهام في تحسين الحياة الحضرية وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وتأتي هذه المبادرة ضمن فعاليات "المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024" في الرياض، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا واضحًا في تقديم حلول ذكية لتطوير المدن. وقد أكد وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ماجد الحقيل، على أهمية استخدام التكنولوجيا لتحقيق التنمية الحضرية وتحسين البنية التحتية في المملكة.
يأتي هذا التحول في سياق رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز الابتكار والتقنية في جميع المجالات. وتظهر المنصة الوطنية لتحسين المشهد الحضري كخطوة نحو تحقيق هذه الرؤية وتطوير بيئة حضرية ذكية ومستدامة.
تحول شامل واستراتيجي
تتبع العاصمة السعودية، الرياض، نهجًا ذا طبيعة خاصة لضمان عمل تحول شامل واستراتيجي، وذلك بفضل ما تبذله من جهود مستمرة وتطلعات طموحة في كثير من المجالات والقطاعات.
أمين منطقة الرياض، الأمير الدكتور فيصل بن عياف، أكد أن المدينة ستفاجئ العالم بمشاريعها الضخمة، التي ستكون نموذجًا عالميًا في شتى المجالات، خاصة وأن هناك تحولاً شاملاً يحدث يومًا بعد يوم في الرياض، وذلك ضمن رؤية 2030.
كما أظهر الرئيس التنفيذي لمركز التميز للمدن الذكية في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، الدكتور سطام السبيعي، أن الإطلاق الوطني لمنصة تحسين المشهد الحضري يأتي في سياق تطوير التقنيات الذكية.
كما أن المنصة تهدف إلى رصد ومعالجة التشوه البصري باستخدام الذكاء الاصطناعي، مساهمة في تحقيق رؤية 2030 وتطوير بيئة حضرية ذكية، وهو ما تطلع إليه المملكة وتسعى لتحقيقه عما قريب.
كما وقعت "سدايا" مذكرة تفاهم مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة لتبادل الخبرات وتعزيز الاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بالبيانات والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي.
رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، الدكتور عبد الله الغامدي، ألقي الضوء من جانبه كذلك على غايات المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024، مشيرًا إلى ثلاثة أهداف رئيسة، تشمل: رؤية مستدامة للمدن الذكية في المستقبل، تعزيز المبادرات الحكومية الذكية على مستوى العالم، وتشجيع الشركات على استثمار بناء حلول ذكية.
"الغامدي" سلط الضوء في الوقت نفسه أيضًا على الجهود المشتركة للجهات الحكومية في استخدام منصة المدن الذكية الوطنية "سمارت سي". وهي الجهود التي أسهمت في تقليل الزحام المروري بنسبة 36% في المواقع التي استضافت مؤتمرًا ضخمًا في الرياض. وكشف "الغامدي" أيضًا عن تطوير خوارزميات ونماذج للكشف عن التلوث البصري في الطرق باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في سياق آخر، تحدث رئيس الهيئة عن إطلاق مسرعة المدن الذكية، التي شهدت مشاركة قوية من شركات ناشئة محلية وعالمية، وخلقت فرصًا تجارية ووفرت دعمًا للفرق الجامعية. وأشار أيضًا إلى أن تطوير منصة الهوية الرقمية الوطنية "نفاذ" وتطبيق "توكلنا" ساهم في توفير 19 يومًا سنويًا من وقت الفرد.
وقد أشاد الرئيس التنفيذي لشركة "فيرا برشلونة" بالتعاون الحاصل مع "سدايا" والشركاء السعوديين، مُؤكدًا أن هذا التعاون يبشر بدفعة كبيرة نحو سياسات مدن ذكية تعني بتعزيز جودة حياة الأفراد.