لحماية عينيك من المياه البيضاء والمياه الزرقاء.. احذر هذه الأسباب
مع شروق شمس كل يوم، يُحرَم كثيرٌ من الناس من نعمة البصر، ولا يتمتّعون بشهود شروق الشمس. أغلب حالات فقدان البصر تلك تنجم عن المياه الزرقاء أو المياه البيضاء، فكلٌّ منهما مرض بخصائص فريدة وطرق علاج مختلفة، لكن ما يتفقان فيه هو أنّهما قد يحرمان المرء من البصر. والحقيقة أنّ المياه الزرقاء إن فقد معها الإنسان جزءًا من بصره أو كامل بصره، فليس هناك سبيل لاستعادته. أمّا في المياه البيضاء، فالأمر أوسع. ولكي لا تقع في براثن هذا الداء أو ذاك، كيف تحمي نفسك من أنواع مياه العينين؟
ما هي المياه البيضاء؟
بالعين عدسة تسمح للأشعة الضوئية بالنفاذ من خلالها قبل أن تسقط على شبكية العين لترى ما حولك. بمرور الوقت ومع تقدُّم العمر، تتحلّل أو تتفكّك البروتينات داخل عدسة العين، ما يُؤدِّي إلى تكوين كتل بيضاء أو صفراء أو بنية اللون تحجب الرؤية، فيما يُعرَف بالمياه البيضاء أو إعتام عدسة العين.
وتُعدّ المياه البيضاء السبب الأكثر شيوعًا للعمى أو فقدان البصر حول العالم، حسب المعهد الوطني للعيون "National Eye Institute".
عوامل خطر الإصابة بالمياه البيضاء
يُولَد بعض الناس بالمياه البيضاء نتيجة الإصابة بعدوى في رحم الأم، بينما يُصاب بعض الناس بها في مرحلة الطفولة، وذلك نادر، كما قد تظهر المياه البيضاء بعد إصابة العين أو إجراء عملية جراحية بها. وعلى كل حال، لا يُوجَد سبب واضح لمشكلة البروتينات في عدسة العين التي تُؤدِّي إلى المياه البيضاء.
من الثابت أن خطر الإصابة بالمياه البيضاء يزداد مع تقدُّم العمر؛ إذ التغيُّرات الطبيعية في العين مع السن قد تُحدِث المياه البيضاء. فمع بلوغ 40 عامًا من العمر، تبلغ نسبة المُصابِين بالمياه البيضاء 2.5%، وتقفز هذه النسبة إلى 49% مع بلوغ 75 عامًا، ما يكشف العلاقة الطردية بين العُمر ونسبة الإصابة بالمياه البيضاء.
كذلك قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بالمياه البيضاء، مثل:
- مرض السكري.
- السمنة.
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الاستخدام المزمن للكورتيكوستيرويد.
- كثرة التعرُّض لأشعة الشمس.
- الإفراط في شُرب الكحول.
ما هي المياه الزرقاء؟
المياه الزرقاء أو الجلوكوما هي ارتفاع ضغط السوائل داخل العين، مما قد يؤدي في النهاية إلى الضغط على العصب البصري وفقدان البصر.
جديرٌ بالذكر أن العين تمتلئ بسائل يُعرَف بـ"الخِلط المائي"، الذي يُجدِّده الجسم كل يوم داخل العين، ويُصرَف من خلال فتحة صغيرة في زاوية العين. لكن مع انسداد موضع تصريفه، يتراكم السائل داخل العين ويرتفع الضغط داخلها، مما قد يُتلِف ألياف العصب البصري المسؤول عن البصر.
عوامل خطر الإصابة بالمياه الزرقاء
تزداد فرص الإصابة بالمياه الزرقاء حال توفُّر بعض العوامل، منها:
- التقدُّم في العمر، أو الأشخاص الذين تجاوزوا 60 عامًا من العُمر.
- سبق معاناة أحد أفراد العائلة من المياه الزرقاء.
- قصر النظر أو طول النظر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- إصابة العين سابقًا، أو إجراء عمليةٍ جراحيةٍ بها.
- الاستخدام المُزمن للكورتيكوستيرويدات "أدوية الكورتيزون".
أوجه التشابه بين المياه البيضاء والزرقاء
المياه البيضاء والزرقاء مختلفان تمام الاختلاف، ومع ذلك فقد تُوجَد بينهما بعض أوجه الشبه، مثل:
- كل منهما مشكلة داخل العين.
- بإمكان كل منهما إصابة عينٍ واحدة أو كلتيهما.
- كلاهما أكثر شيوعًا عند كبار السن.
- قد يُؤدِّي كلٌ منهما إلى العمى ما لم يتلقّى المريض العلاج المُناسِب في أقرب وقت.
اقرأ أيضًا: "حكة العين أبرز نموذج".. كيف تفرق بين الحساسية وأعراض "أركتوروس"؟
أوجه الاختلاف بين المياه البيضاء والزرقاء
تفترق المياه البيضاء عن المياه الزرقاء في عِدّة جوانب، لعلّ من أبرزها:
الأعراض
قد تكون أعراض المياه البيضاء أشد أثرًا وأكثر وضوحًا، لكن المياه الزرقاء قد تبدأ في إلحاق أضرار بالرؤية أو فقدان جزءٍ من مجال البصر دون أن يسبق ذلك أعراض واضحة.
كذلك فإنّ أعراض المياه البيضاء يُمكن التغلب عليها من خلال العملية الجراحية لاستبدال عدسة العين، أمّا ما فُقِد من البصر بسبب المياه الزرقاء، فلا يمكن استعادته.
وتُعدّ المياه الزرقاء مرضًا صامتًا لا يُظهِر أعراضًا كبيرة، بل يتفاجأ المريض بفقدان الرؤية، خاصةً الرؤية الجانبية في الجانب الأقرب إلى الأنف.
أمّا المياه البيضاء فتشمل أعراضها:
- تغيُّم الرؤية.
- ضبابية الرؤية.
- ألوان باهتة أو مصفرة.
- الحساسية تجاه الضوء.
- قصر النظر (بدو الأجسام البعيدة ضبابية).
- مشكلات الرؤية الليلية.
اقرأ أيضًا: ما دور الفيتامينات في تطوير الرؤية والحماية من مشاكل العين؟
طريقة العلاج
حتى اليوم لا تُوجَد طريقة لعلاج المياه البيضاء إلّا بالتدخل الجراحي "جراحة الساد"، وهي من العمليات الجراحية الآمنة والفعالة، والتي يُجرِيها الملايين كل عام دون مشكلات كبيرة، ومن طرق إجراء عمليات المياه البيضاء:
- جراحة الساد بشق مقطعي بسيط: أكثر أنواع العمليات شيوعًا، ويصنع الطبيب شقًا جراحيًا دقيقًا في القرنية، ثُمّ تتفكّك العدسة بالموجات فوق الصوتية، وتُزال القطع الصغيرة الاجمة عن ذلك لوضع عدسة اصطناعية جديدة.
- جراحة خارج المحفظة: إذا لم يكن استحلاب العدسة ممكنًا، فهذه العملية هي الخيار المناسب، لكنّها تتطلّب شقًا جراحيًا أطول، وفترة أطول للتعافي بعد العملية.
- الفيمتوليزر: يُستخدَم ليزر دقيق لتفكيك العدسة، ثُمّ تُزال قطع العدسة وتُزرَع عدسة جديدة داخل العين، وقد يُنصَح بهذا النوع لحالات اللابؤرية "الاستيجماتيزم"، إذ يُمكِن إعادة تشكيل سطح القرنية خلال العملية أيضًا.
أمّا المياه الزرقاء أو الجلوكوما، فلها طرق علاجية مُتعدِّدة، ومن المهم أن يتلقّى المريض العلاج في أقرب وقتٍ بعد فترة وجيزة من التشخيص، لأنّ ما يُفقَد من البصر بمرور الوقت لا يُمكِن استعادته، وعلاج المياه الزرقاء يكون بأحد الطرق الآتية:
- الأدوية أو قطرات العين، الهادفة إلى تقليل ضغط العين.
- التدخل الجراحي، سواء كان ذلك من خلال قطع القزحية بالليزر للتغلُّب على زرق العين ضيق الزاوية، أو عن طريق رأب التربيق بالليزر لعلاج زرق العين مفتوح الزاوية، أو غير ذلك من التدخلات الجراحية، التي تهدف إلى تقليل الضغط داخل العين.
تتراجع أعراض المياه الزرقاء عند أغلب الناس مع استخدام قطرات العين، وتُعدّ العمليات الجراحية خيارًا فعالًا، خاصةً إذا لم تنجح قطرات العين.
طرق الوقاية من المياه البيضاء والزرقاء
مع عدم وضوح أسباب أيًا من المياه البيضاء والزرقاء، إلّا إنّه يمكن تقليل خطر الإصابة بهما باتّباع بعض النصائح:
الوقاية من المياه البيضاء
- حماية العين من أشعة الشمس بارتداء النظّارات الشمسية، إذ يزداد خطر الإصابة بالمياه البيضاء مع فرط التعرُّض لأشعة الشمس على مدار العُمر.
- الإقلاع عن التدخين؛ إذ يزيد التدخين خطر الإصابة بها 2 - 3 مرات.
- تناول وجبات غذائية متوازنة، خاصةً الفواكه والخضروات، فهي غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي العين وتحافظ على صحتها.
- حماية العين من الإصابات بارتداء خوذة مع قناع للوجه في الرياضات الاحتكاكية، أو نظارات السلامة عند التعامل مع المواد الكيميائية.
- فحص العين دوريًا، خاصةً مع تقدُّم العمر.
- التوقف عن شُرب الكحول.
الوقاية من المياه الزرقاء
- تناول الكثير من الفواكه والخضروات كل يوم؛ إذ هي مليئة بالعناصر الغذائية التي تحمي الجسم والعين من الأمراض.
- ممارسة التمارين الرياضية باعتدال، فهي تُساعِد في تقليل ضغط العين، وتحسين الصحة، لكن لا تُمارِسها بإفراط وإلّا فقد تزيد الضغط داخل العين.
- حماية العين من الإصابات كما سبق توضيحه في الوقاية من المياه البيضاء.
- إذا كُنتَ مصابًا بالمياه الزرقاء أو معرضًا للإصابة بها، فلا تخفض رأسك دون مستوى القلب لفترات طويلة، فذلك قد يزيد ضغط العين بدرجةٍ كبيرة.
- حماية العين من أشعة الشمس.
- الحفاظ على نظافة الفم؛ إذ ربطت بعض الأبحاث حسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون "AAO" بين مرض اللثة وتلف العصب البصري في حالات المياه الزرقاء.
- إخبار طبيب العيون بالأدوية التي تتناولها، خاصةً أنّ الكورتيكوستيرويد وأدوية ضغط الدم، قد تزيد خطر الإصابة بالمياه الزرقاء.