"تايلور سويفت" ليست الأولى.. مشاهير وقعوا في فخ "تزييف الذكاء الاصطناعي"
في الوقت الذي أُعلن فيه ولادة أول عمل فني بالذكاء الاصطناعي لفنانين مصريين بأسلوب مبتكر وتجربه فريدة من نوعها، ضجّ العالم بصور غير لائقة للفنانة العالمية "تايلور سويفت"، واكتشف فيما بعد إنشاءها من قبل مجهولين عبر تقنية الذكاء الاصطناعي ونشرها على مواقع التواصل المختلفة خاصة منصة "X"، ما دفع البيت الأبيض للتدخل ومطالبة الكونغرس الأمريكي بوضع تشريع جديد لمنع انتشار الصورة المعدلة بالذكاء الاصطناعي عبر شبكات التواصل المختلفة.
واقعة "تايلور سويفت" ليست بالجديدة، إذ إن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمعالجة صوت وصورة تحاكي الحياة الواقعية بدقة عالية أوقعت في فخاخها مشاهير ونجومًا سابقين، لتدفعك دون تردد بعدم الوثوق بكل ما تراه على الإنترنت، فليس كل ما تراه أو تسمعه حقيقيًا كما تعتقد، فالعالم أجمع يعاني طفرة "التزييف العميق".
الملكة إليزابيث
في ديسمبر 2020، انتشر مقطع فيديو صادم للملكة البريطانية إليزابيث ظهرت فيه وهي ترقص على تطبيق "تيك توك"، وذلك في أثناء إلقاء رسالتها للمواطنين بمناسبة احتفالات الكريسماس.
وقالت الملكة عبر الفيديو: "هناك القليل من الأشياء أكثر إيلامًا من قول شخص لك إنه يفضل صحبة الكنديين"، كما ظهرت الملكة في الفيديو ساخرة من بعض الأحداث مثل خروج الأمير هاري وميجان ماركل من العائلة الملكية البريطانية، إضافة إلى فضيحة الأمير أندرو، وجيفرى إبستين ، وحتى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ليُكتشف فيما بعد أن مقطع الفيديو الراقص للملكة مصمم عبر "Deepfake" الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وأن الرقصة التي تؤديها الملكة في الفيديو المزيف تعود للممثلة الشهيرة "ديبرا ستيفنسون" ليؤكد الفيديو أن تقنية "التزييف العميق" هي الحدود المخيفة في المعركة بين المعلومات المضللة والحقيقة.
اقرأ أيضًا:يتقدمهم الممثل صامويل جاكسون.. أغنى 8 نجوم سينما في العالم
أوباما
تؤدي الصور ومقاطع الفيديو المزيفة التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي للسياسيين إلى تفاقم مشكلة المعلومات المضللة عبر الإنترنت. في أكتوبر 2021، ظهر مقطع فيديو مزيف للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يعتذر فيه عما بدر منه خلال فترة توليه الرئاسة وعن أخطائه السابقة، ما أثار جدلاً واسعًا في ذلك الوقت. ولكن لم يمض وقت طويل حتى اكتشف علماء الكمبيوتر من جامعة كاليفورنيا الأمريكية تزييف الفيديو، وحذروا من أن جهاز الكشف عن "التزييف العميق" لا يزال قابلاً للخداع، والدليل على ذلك ظهر في فيديو الرئيس أوباما.
واكتشف العلماء أنه باستخدام إنشاء أمثلة معادية للوجه وإدخالها في كل إطار فيديو، يمكن تجاوز أفضل أدوات الكشف المتاحة حاليًا. وهذا يعني أن التقنيات الحالية للكشف عن التزييف العميق لا تزال تعاني التحديات والقيود في التعرف على الفيديوهات المزيفة بشكل موثوق.
توم هانكس
في أكتوبر 2023، حذر النجم الهوليوودي "توم هانكس" من انتشار إعلان غير مصرح به عن التأمين على الأسنان، أُنشئ عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي ودون علمه، وتم استخدام نسخة رقمية من وجه وصوت الممثل الحائز على جائزة الأوسكار في هذا الإعلان للترويج لخطة تأمين على الأسنان.
وفي تعليقه عبر حسابه في "إنستغرام"، الذي يتابعه نحو 9.5 مليون شخص، قال "هانكس" البالغ من العمر 67 عامًا: "احذروا يوجد مقطع فيديو يروج لبعض خطط طب الأسنان باستخدام نسخة الذكاء الاصطناعي الخاصة بي. ليس لي أي علاقة بالأمر".
وعلى الرغم من أن "هانكس" عبّر في وقت سابق عن مخاوفه بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما والتلفزيون، إلا أنه لم يتردد في الموافقة على استخدام نسخ معدلة رقميًا لنفسه في أعمال فنية سابقة.
وعلى سبيل المثال، استُخدمت نسخة معدلة بالكمبيوتر من "هانكس" في فيلم الرسوم المتحركة "ذي بولار إكسبرس" عام 2004، هذا بخلاف التقليل عمره في بعض مشاهد فيلم "رجل يسمى أوتو" الذي أُنتج العام الماضي.
اقرأ أيضًا:مشاهير برج الجوزاء: أذكياء متقلبو المزاج
رئيس أوكرانيا
واحد من أشهر استخدامات "التزييف العميق" أو "ديب فيك" التي أثرت على سمعة هذه التقنية كانت عندما انتحلت شخصية الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" بشكل مُهين؛ إذ تم تداول مقطع فيديو واسع الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية في العام الماضي يُظهر "زيلينسكي" وهو يبدو وكأنه مستسلم لروسيا.
في المقطع، يظهر الرئيس الأوكراني وهو يلقي خطابًا من منصة، يدعو فيه قواته للتخلي عن أسلحتهم والاستسلام للقوات الروسية. ومع ذلك، لاحظ المستخدمون الأذكياء على الإنترنت تناقضات في لون عنق "زيلينسكي" ووجهه، بالإضافة إلى اللهجة الغريبة وعدم توافق الخلفية مع الظلال المحيطة برأسه.
هذا المثال يبرز التحديات التي تواجهنا مع تطور تقنية "التزييف العميق" واستخدامها في إنشاء محتوى مزيف يمكن أن يؤثر سلبًا على سمعة الأشخاص، وينشر معلومات زائفة ومضللة. ومن هنا تبرز أهمية التوعية والحذر عند التعامل مع المحتوى المتداول على الإنترنت.
أبرز علامات تزييف الصور والفيديوهات عبر تقنية التزييف العميق أو Deepfake
في ظل التطور السريع لتقنيات "التزييف العميق"، أصبح من الصعب تمييز الفيديوهات والصور المزيفة عن الحقيقة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تساعد في اكتشاف التلاعب بهذه الوسائط أبرزها التالي:
- الخلل البصري: يمكن أن يؤدي التلاعب التقني إلى وجود أخطاء بصرية في الفيديو المزيف عندما يتم تغيير زاوية الرؤية، أو تحريك الكاميرا. ويمكن ملاحظة هذه الأخطاء عند تشغيل الفيديو ببطء.
- تزامن الصوت والصورة: يجب التحقق من تزامن الحركة الفموية مع الصوت في الفيديو. إذا كان هناك اختلاف واضح بين حركة الفم والصوت المسموع، فقد يشير ذلك إلى وجود تلاعب في الفيديو.
- الأذنان: يمكن التحقق من شكل الأذنين في الفيديو أو الصورة، حيث يكون من الصعب تزييف شكل الأذن بشكل دقيق.
- مصدر الفيديو: يمكن البحث عن مصدر الفيديو الأصلي للتحقق من صحته ومصداقيته. وقد تظهر بعض المشكلات أو الاختلافات عند البحث عن المصدر الأصلي.
- التعبيرات والسلوكيات: يمكن الانتباه إلى التعبيرات الوجهية والسلوكيات للشخص الموجود في الفيديو أو الصورة، ومقارنتها مع سلوكه الحقيقي. قد تظهر اختلافات في التعبيرات والحركات التي قد تشير إلى التزييف.
- توازن العيون: قد يكون هناك تناقض في محاذاة العيون في الفيديو المزيف، وذلك يمكن ملاحظته عند إيقاف الفيديو والتحقق من تواجد العيون في نفس الاتجاه.