التهاب الأوتار.. الأعراض والأسباب وطرق علاجه والوقاية منه
يُعاني الكثير من الأشخاص من ألمٍ في أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ما يُجبرهم على التوقف عن ممارستها، وقد يكون ذلك الألم ناتجًا عن التهاب الأوتار. لكن كيف تتأكّد أنّ الأوتار ملتهبة وأنّها هي سبب الألم؟ وما الفرق بينها وبين الشد العضلي؟
ما هو التهاب الأوتار؟
التهاب الأوتار هو تهيُّج أو التهاب يصيب الأوتار، وهي عبارة عن حبال ليفية مرنة تربط العضلات بالعظام. قد يُصِيب ذلك الالتهاب أي وتر في الجسم، مثل التهاب الأوتار الكتف، والتهاب أوتار الركبة، وغيرها.
أنواع التهاب أوتار الجسم
تختلف أنواع الالتهاب التي تُصِيب أوتار الجسم، حسب نوع الوتر المُصاب، لكن هناك أنواعًا هي الأكثر شيوعًا، حسب "medicalnewstoday"، مثل:
1. التهاب وتر أخيل
وتر العرقوب أو وتر أخيل هو شريط سميك من الأنسجة، يربط الكعب بعضلة الساق، وهذا الوتر يُساعِد في حركة الإنسان كاملةً تقريبًا، مثل المشي والركض والقفز؛ إذ يتحمّل قدرًا هائلاً من الضغط.
لذا يُعدّ التهاب وتر أخيل من الإصابات الرياضية الشائعة، كما أنّ المُصابِين بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يُعانُون التهاب ذلك الوتر أيضًا.
2. التهاب أوتار فوق الشوكية
يلتهب الوتر الموجود في الجزء العلوي من مفصل الكتف، ما يُسبِّب الألم عند تحريك الذراع، وقد لا يرتاح بعض الناس عند الاستلقاء على الكتف المُصاب في الليل.
اقرأ أيضًا:أسباب آلام العضلات وكيفية علاجها
3. مرفق التنس والجولف
يُؤدِّي مرفق التنس إلى الشعور بالألم عند ثني المعصم للخارج، أمّا مرفق لاعبي الجولف، فيُسبِّب الألم عند ثني المعصم للداخل، وتزداد حدة الألم عند محاولة رفع جسم ما ذي ثقل.
4. التهاب أوتار الرسغ
قد يُصِيب التهاب أوتار الرسغ أو المعصم أي إنسان يُكرِّر نفس الحركات باستخدام معصمه، كمن يكتبون كثيرًا، أو يُمارِسون بعض الرياضات، مثل التنس.
5. التهاب أوتار الرضفة
قد لا يكون التهاب أوتار الرضفة من الأنواع الشائعة كالأنواع السابقة، لكنّه مهم أيضًا، إذ يُصِيب الرياضيين مع القفز المتكرر، ويُسمّى بـ"ركبة القفز"، وهو أكثر شيوعًا بين من يلعبون كرة السلة والكرة الطائرة.
أعراض التهاب الأوتار
عادةً تُسبِّب التهابات الأوتار ألمًا مفاجئًا، وفي بعض الحالات قد تظهر الأعراض تدريجيًا بعد فترةٍ من النشاط المُكثّف، ومن الأعراض الشائعة لالتهاب الأوتار:
- تورُّم الوتر.
- الشعور بالألم عند لمس الوتر مباشرةً.
- ألم في أثناء الحركة.
- وجود كتلة أو بروز في الوتر نفسه.
- تيبُّس الوتر بسبب الالتهاب.
اقرأ أيضًا:إصابة الرباط الصليبي.. أنواعها وعلاجها وطرق الوقاية منها
أسباب التهاب الأوتار
هناك المئات من الأوتار في جميع أنحاء الجسم، لكنّ بعضها أكثر عُرضةً للالتهاب، بسبب نقص تدفُّق الدم إليها مقارنةً مع غيرها، ما يُضعِف قدرتها على الشفاء بعد الإصابة، وعمومًا تشمل الأسباب الشائعة لالتهاب الأوتار، حسب موقع "verywellhealth"، ما يلي:
- الحركات المُفاجئة القوية، مثل رفع الأشياء الثقيلة، أو رمي كرة البيسبول.
- الوضعية السيئة في الجلوس أو الوقوف أو عند ممارسة الأنشطة عمومًا.
- تكرار بعض الأفعال كثيرًا، مثل الكتابة لأوقات طويلة.
- فرط ممارسة التمارين الرياضية.
- ارتداء أحذية غير داعمة للقدم.
- إصابة الوتر مباشرةً.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب أوتار الجسم
ثمّة بعض العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بالتهاب أوتار الجسم، مثل:
- العمر: رغم معاناة الرياضيين الشباب غالبًا من التهابات الأوتار، فإنّ فرص الإصابة به تزداد لدى الأشخاص الذين تجاوزوا 40 عامًا من العمر؛ إذ تفقد الأوتار مرونتها بمرور الوقت.
- الجنس: الرجال أكثر عُرضةً لالتهابات وتر العرقوب وأوتار الركبة، بينما السيدات أكثر عُرضةً لالتهابات وتر العضلة الأَلَوِيّة المتوسطة في الورك.
- السمنة: تزيد السمنة من الضغط على الأوتار، خاصةً أوتار الساقين والقدمين.
- مرض السكري: قد يجعل الأوتار أشدّ سمكًا وغير طبيعية.
- بعض الرياضات: مثل الكرة الطائرة، وسباق المضمار، والتنس، والجولف، والسباحة، وكرة السلة، وكرة القدم.
- التدخين: يجعلك التدخين أكثر عُرضةً للإصابة بالتهابات الأوتار بـ1.5 مرة.
تشخيص التهاب الأوتار
يُشخِّص الطبيب التهابات الأوتار بناءً على وصف المريض للأعراض وفحص جسده، وإذا لم يكُن السبب واضحًا، فقد يطلب الطبيب بعض الاختبارات، مثل التصوير بالأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
وتُساعد الأشعة السينية على استبعاد مشكلات العظام التي قد تكون سبب الألم، أمّا التصوير بالرنين المغناطيسي فمناسب لاستكشاف مشكلات الأوتار.
الفرق بين التهاب الأوتار والشد العضلي
قد يخلط بعض الناس، خاصةً الرياضيين، بين التهابات الأوتار والشد العضلي، والفرق بينهما يسير، ففي الشد العضلي يشعر الإنسان بالألم في العضلة نفسها، أمّا في التهابات الأوتار، فيشعر المرء بالألم بالقرب من مكان اتصال العضلة بالعظام.
اقرأ أيضًا:التهاب الجلد التماسي.. هل يمكن علاجه والتخلص منه؟
علاج التهاب الأوتار
يهدف علاج التهابات الأوتار إلى تسكين الآلام، ويعتمد بصورةٍ رئيسةٍ على تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام، والراحة، واستخدام الحرارة والثلج على النحو الآتي تفصيله:
1. الراحة
تُساعِد الراحة فقط في تخفيف التهاب الوتر، خاصةً إذا تسبَّبت رياضةٌ ما أو حركة يُكرِّرها الإنسان في ذلك الالتهاب، فيجب عليه تجنُّب ذلك النشاط ولو لفترةٍ من الوقت.
2. العلاج بالبرودة أو الحرارة
تُساعِد كمّادات الثلج في تخفيف تورُّم المنطقة المُصابة، كما أنّ وضع الثلج لمدة 10 - 15 دقيقة مرة أو مرتين يوميًا يُؤدِّي إلى تقليل الالتهابات والآلام.
ويجد بعض الناس أنّ الأفضل المبادلة بين الحرارة والثلج، وفي حالة الحرارة يمكن استخدام المناشف الساخنة أو الكمادات الدافئة أو حتى أخذ حمامٍ دافئ.
ويُعدّ الثلج هو الخيار الأفضل للإصابات التي حدثت في آخر 48 ساعة، أمّا بعد ذلك فالحرارة هي الخيار الأفضل للعلاج.
3. تخفيف الألم
قد تُستخدَم العديد من أنواع المُسكِّنات في تخفيف آلام التهابات الأوتار، من أبرزها:
- الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية: مثل إيبوبروفين، وغيره من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، إذ تُخفِّف التهابات وآلام الأوتار.
- حقن الكورتيكوستيرويد (الكورتيزون): قد يُفضِّل الأطباء حقن الكورتيكوستيرويد حول الوتر، إذا كان الالتهاب شديدًا.
- العلاج الطبيعي: يُساعِد تدليك المنطقة المصابة تخفيفًا للألم، ما يُسرِّع عملية الشفاء.
- تمارين التمدُّد: قد يتضمّن العلاج الطبيعي ممارسة بعض التمارين لتقوية الأوتار والعضلات المُصابة.
4. العلاج بالموجات الصادمة
إذا استمرّت التهابات الأوتار، وترسّب الكالسيوم حول الوتر، فقد يُفضِّل الطبيب العلاج بالموجات الصادمة خارج الجسم لتفكيك رواسب الكالسيوم، وهذا بدوره يُخفِّف الأعراض ويُعالِج التهابات الأوتار، حسب "medicalnewstoday".
اقرأ أيضًا:هل تُعاني من آلام المفاصل؟.. اتبع هذا النظام الغذائي
تمارين لعلاج التهاب الأوتار
تختلف التمارين المُتّبعة لعلاج التهابات الأوتار، حسب مكان الوتر المُصاب، وفيما يلي أبرز تلك التمارين:
1. تمدُّد المعصم
- ساعد في ثني الرسغ المقابل لأسفل بيدٍ واحدة عن طريق الضغط على مؤخرة يدك وإمساكها لمدة 15 - 30 ثانية.
- بعد ذلك، مد يدك للخلف عن طريق الضغط على الأصابع في الاتجاه الخلفي وإمساكها لمدة 15 - 30 ثانية.
- حافِظ على مرفقك مستقيمًا خلال التمرين، ويُفضّل عمل 3 مجموعات على كل يد.
- هذا التمرين مُناسب لعلاج التهابات وتر المعصم.
2. تمدُّد وتر أخيل
- قف وأمامك جدار أو كرسي.
- أبقِ قدمك اليمنى خلف قدمك اليسرى بخطوة.
- أبقِ كعبك الأيمن على الأرض، واثنِ ركبتك اليسرى حتى تشعر بالتمدد في الساق اليمنى.
- احتفظ بهذا الوضع لمدة 20 - 30 ثانية، وكرِّر ذلك 2 - 4 مرات لكل ساق.
- هذا التمرين مناسب لالتهابات وتر العرقوب (وتر أخيل).
طرق الوقاية من التهاب الأوتار
ختامًا، إليك أهم النصائح للوقاية من التهابات الأوتار:
- الإحماء جيدًا قبل ممارسة التمارين الرياضية، خاصةً إذا كُنتَ رياضيًا.
- أخذ فترات استراحة بانتظام خلال ممارسة التمارين.
- تغيير نوع النشاط بشكلٍ متكرر.
- ارتداء الجبائر أو اللفائف أو الأجهزة الداعمة الأخرى لحماية الأوتار التي تستخدمها في التمارين بكثرة.
- ممارسة التمارين عدة مراتٍ أسبوعيًا.
- التوقف عن ممارسة التمارين إن شعرت بالألم.