"ما الحبُّ إلّا للحبيب الأوّل".. علامَ يدل حلم الرجل بمن أحبّها سابقًا؟

"نقِّل فُؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى.. ما الحبُّ إلّا للحبيب الأوّل" كلماتٌ قالها الشاعر أبو تمَّام فيما مضى، واليوم رُبّما تأتيك أحلام عن حبيبتك السابقة رغم انقطاع العلاقة منذ زمنٍ بعيد، بل قد تكون متزوجًا اليوم وتستمر تلك الأحلام، فهل كان أبو تمّام مُحقًّا في كلماته؟ أفتكون آثار الحبّ الأول ممتدة إلى هذا المدى البعيد؟ أم أنّ لتلك الأحلام معاني أخرى غير الحب؟

ماذا يعني حلم الرجل بمحبوبته السابقة؟

قد تتركك الأحلام المتعلقة بزوجتك السابقة، أو من أحببتها سابقًا منزعجًا، خاصةً أنّ سؤالاً قد يُلحّ في ذهنك عمّا إذا كُنتَ مُخطئًا بإنهاء العلاقة أم لا، وإلى الآن لا تُوجَد أسباب دقيقة وقف عليها العلماء لمعرفة سبب هذه الأحلام، وإن كانت هناك نظريات تُفسِّر ذلك الأمر، فقد أظهرت الأبحاث أنّ الأحلام تُساعِد على معالجة وتعزيز الذكريات العاطفية.

أسباب استمرار حلم الرجل بمن أحبّها سابقًا

قد يستمر حلم الرجل بزوجته السابقة أو محبوبته في وقتٍ ما بالماضي؛ نتيجة بعض العوامل، منها:

1. استمرار المشاعر تجاه الحبيبة السابقة

أحد التفسيرات المُتوقّعة لرؤيا الحبيبة السابقة هو أنّها لم تُغادِر وجدانك بعد حتى لو مرّ وقتٌ على الانفصال بينكما، فإذا كانت هناك بعض المشاعر المتبقية في أعماقك تجاه حبيبتك السابقة، فقد تظهر في أحلامك؛ لأنّ الأحلام مرآة الواقع أحيانًا، ومع ذلك فليس شرطًا أن تكون مشاعرك الحقيقية في الواقع رومانسية تجاهها كي تأتيك في أحلامك، بل قد تأتي رغم ذلك.

2. رؤية الزوجة السابقة مؤخرًا

سواء كان ذلك بالمصادفة في الطريق، أو في أثناء تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ رؤية حبيبتك أو زوجتك السابقة قد يُؤدِّي إلى ظهورها في أحلامك، وربّما يكون ذلك جزءًا من عملية توطيد الذاكرة، التي يُجرِيها الجهاز العصبي لتحويل الذاكرة المؤقتة إلى ذاكرة مستقرة طويلة الأمد.

وقد أظهرت الأبحاث أنّ الأحلام غالبًا ما تدمج الأحداث بعد يوم إلى 7 أيام من وقوع الحدث نفسه "رؤية الحبيبة السابقة".

اقرأ أيضًا:"البلوك".. هل يغلق الأبواب المواربة بين الرجل والمرأة؟

3. التعرُّض لصدمةٍ سابقة

قد يكون سبب الحلم هو الصدمة السابقة من العلاقة، إذ تُظهِر الأبحاث أنَّ المشاعر غير السارّة والصدمات التي يتلقّاها الإنسان خلال ساعات الاستيقاظ، قد تُؤثِّر فيما يراه في أحلامه، كما قد تأتي الصدمة من أمورٍ أخرى، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، وإذا كانت الحبيبة السابقة متوفّاة، فقد يكون الحلم بها طريقة يتّبعها الدماغ للتغلُّب على الحزن.

4. المرور بعلاقة مشابهة

كشفت بعض الدراسات عن أنّ العلاقة بالواقع قد يظهر أثرها في الأحلام، فمثلاً إذا تعرَّضت للخيانة في علاقتك، فمن المرُجّح أن تحلم بالخيانة الزوجية أكثر من أي شخصٍ آخر، وهذه الأحلام قد تحدث حتى بعد الانفصال، كما قد تُشِير هذه الأحلام إلى الحاجة إلى إنهاء العلاقة مع الشريك السابق.

وربّما تأتي هذه الأحلام دون وجود خيانةٍ أو ما شابه، لكنّها تكون مرآة لمخاوفك بشأن الخيانة الزوجية، خاصةً إذا بدأت علاقة جديدة للتو.

من الضروري أن تعلم أنّ الحلم المتكرِّر بمن أحببتها سابقًا لا يعني بالضرورة أنّك ترغب في العودة إليها، أو أنّك تظنّ أنّك يجب أن تكون معها، أو أنّك غير سعيد في علاقتك الحالية، كما أنه لا يدل على رغبتك في خداع شريكك الحالي، فهذا الحلم لا يدل على أي من هذه الأمور بأي حالٍ من الأحوال.

هل يمكن للإنسان أن يصل إلى معنى تلك الأحلام؟

قد ترتبط الأحلام ارتباطًا مباشرًا بما تفعله خلال اليقظة، وربّما تُوفِّر صورة لنموذج للواقع الافتراضي الذي ترغب به، وثمّة نظرية أخرى تدّعي أنّ الأحلام تأتي من الذكريات المُخزَّنة في الدماغ.

واقترح بعض الباحثين أن معرفة الحالة العاطفية للإنسان أو المشاعر التي تُهيمن عليه في الحلم، هي مفتاح فهم معنى الحلم، فليس الحلم أحداثًا فحسب، بل ضع في حُسبانك كتابة المشاعر التي شعرت بها بعد أن تستيقظ من النوم.

هذه المشاعر تعرض صورةٍ أوسع لحلمك، وتُساعِدك على تحديد ما إذا كان الحلم بشأن الحبيبة السابقة شيئًا عابرًا أم أنّه أمر أشدّ عمقًا مِمّا كُنت تتوقّع، وإذا كُنتَ مهتمًا عمومًا بإيجاد معنى الأحلام التي تأتيك خلال النوم، ففكِّر في تدوين ما تتذكّره من أحلامك فور الاستيقاظ من النوم، وبالتجربة وتكرار تدوين ما تشعر به، ستصل إلى معنى الحلم أو تقترب منه على الأقل.

ماذا تفعل مع استمرار تلك الأحلام؟

إذا كُنتَ لا تجد معنى لاستمرار أحلامك عن الحبيبة السابقة، وتبحث عن معنى لذلك رغم انقطاع العلاقة، ربّما منذ زمنٍ بعيد، فقد تُساعِدك النصائح الآتية:

• فكِّر في أحلامك: قد يكون من المفيد قضاء بعض الوقت في التفكير في أحلامك، والتفكير فيما تجعلك الأحلام تشعر به، فكما ذكرنا المشاعر هي دليلك لفهم أحلامك بصورةٍ أعمق.
• الوعي الذاتي: حاوِل أن تكون أكثر وعيًا بذاتك ومشاعرك وأفكارك، فقد يُساعِدك الوعي برغباتك وبذاتك في معرفة سبب الأحلام التي تأتيك باستمرار، خاصةً أنّها قد تكون مُتعلِّقة بالأمنيات أو الاحتياجات في اللاوعي لدى الإنسان.
• المناقشة مع الشريك: الصدق أمرٌ جيدٌ دائمًا في العلاقات؛ لذلك إذا كانت لديك أحلام مُتكرِّرة عن حبيبتك السابقة، وأزعجك ذلك الأمر، فرُبّما تشعر بالراحة مع مناقشتها مع الشريك، لكن إن كان ذلك سيُغضِب شريكتك الحالية، فلا تُقدِم عليه.
• البحث عن العلاج: قد يُساعِدك الحديث عن أحلامك مع مُعالِج في استكشاف معاني تلك الأحلام، والكشف عن أي جروحٍ عاطفيةٍ قديمة لم تندمل حتى الآن، ومساعدتك في التعامل معها، بل التغلُّب عليها.