Lamborghini, Ferrari, Aston Martin من الحلبات إلى متعة القيادة على الطرقات
ما إن ظهرت أول عربة ذاتية الدفع في الأسواق، أو ما أصبح يُعرف لاحقًا بالسيارة، حتى ولدت معها فكرة تفيد بأنّ الأخيرة تتخطى كونها مجرد وسيلة نقل، بل غدت تارةً وسيلة للتفاخر، وتارةً أخرى وسيلة لنيل استقلالية الحركة، وطورًا وسيلة للحصول على الإثارة من خلال الانخراط بتجربة قيادة تحمل روح الشباب وعنفوانه.
وبطبيعة الحال، كان لا بد من أن يولّد العامل الأخير الرغبة في المنافسة، تلك الرغبة التي عبّرت عنها البشرية من خلال تنظيم سباقات السيارات، وبذلك أصبحت الأخيرة هي المهد الحقيقي الذي تولد فيه التقنيات الجديدة في عالم الساحرة ذات العجلات الأربع. ولكن تلك التقنيات التي تبدأ على حلبات السباق كثيرًا ما تصل مخفّفة إلى الأسواق، لتظهر بشكلٍ لا يوحي بأنها في الأصل وليدة روح المنافسة وعنفوانها. لكنّ السيارات التي نتحدث عنها هنا تحمل تقنيات انتقلت من عالم السباقات والمنافسة إلى صالات العرض، ومنها إلى مرآب المالكين المحظوظين دون أن يخف منسوب الإثارة فيها الذي ينبع من مواصفات سباقية، سوى بالحد الأدنى الذي يسمح لها بأن تتنقل على الطرقات وسط حركة السير اليومية العادية. كيف لا وهي سيارات تنتمي إلى كل من Ferrari التي هي بالأساس سيارات وفّرها إنزو فيراري لعملائه فقط لتمويل مشاريعه السباقية، Lamborghini التي تأسست كرد من فيوروتشو لامبورغيني على غريمه إنزو وAston Martin التي وُلدت على مسارات سباق أستون هيل قرب قرية أستون كلينتون في المملكة المتحدة.
وبذلك تفضّل معنا عزيزي القارئ للتعرف على كل من Lamborghini Huracán STO SC 10 Anniversario ،Ferrari SF90 XX و Aston Martin Valhala .
Lamborghini Huracán STO SC 10 Anniversario
الوداع الصاخب
توقفت Lamborghini عن تلقي طلبات شراء طراز Huracán بعد أن باعت كامل الكمية المخطط لإنتاجها. ولكن بما أنّ الأخيرة دخلت تاريخ العلامة التجارية التي تتخذ من الثور الهائج شعارًا لها من خلال كونها السيارة الرياضية المزوّدة بالمحرك الوسطي الأكثر مبيعًا في تاريخ الشركة، لذا لم تشأ Lamborghini أن تمر هذه المناسبة مرور الكرام دون تكريم هذه السيارة من خلال فئة حصرية لا تكتفي بتكريم Huracán بشكلٍ عام، بل تكرم أيضًا وبشكلٍ خاص ومعلن الفرع السباقي من الشركة، أي Squadra Corse بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه.
جرى تصميم السيارة الخارقة التي تنتمي إلى الفئة STO كي تتوفر بنسخة واحدة حصرية بوساطة قسم التخصيص الحصري لدى الشركة، والذي يُعرف باسم Ad Personam .
في البداية، Huracán STO SC 10° Anniversario ليست مجرد تكريم لقسم السباقات Squadra Corse، بل هي أيضًا نموذج عملي يكرّس القدرة على نقل الخبرة المكتسبة في رياضة السيارات بشكلٍ فعّال إلى الطريق، عبر منتج يعزز الأداء ومتعة القيادة. فالصانع الإيطالي يؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ رياضة السيارات هي المكان الأفضل لتطوير التقنيات الحديثة. فحلبة السباق، كما يقال في أروقة عالم المنافسة، هي ساحة لا ترحم، ومن ثم فإنّ أي تقنية تثبت نجاحها على مساراتها هي تقنية جديرة بالإهتمام، كون التطبيق الذي ستتوفر من خلاله في سيارات الطرقات سيكون تطبيقًا ناجحًا.
وبالإضافة إلى تركيبة الديناميكية الهوائية المتطورة لـ STO والغطاء الأمامي الذي اعتمدت معه Lamborghini تقنية القطعة الواحدة التي تشمل كل من رفارف السيارة الجانبية، وغطاء المحرك والمصد الأمامي تمامًا كما في سيارات السباق، جرى مع SC 10° Anniversario تعزيز التركيبة الهوائية في الأمام من خلال اعتماد فتحتين جديدتين من ألياف الكربون مثبتتين مباشرةً على الغطاء الأمامي، تعملان مع الجناح الخلفي المثبّت بزاوية أعلى بثلاث درجات بالمقارنة مع الفئة التقليدية، على زيادة القوة الهوائية الضاغطة للسيارة في الأمام والخلف.
ودائمًا في سياق الأداء الديناميكي، لكن في الشق الميكانيكي منه، فقد جرى تعزيز مستويات ضبط حركة السيارة بشكلٍ ملحوظ من خلال مجموعة من أربعة ممتصات صدمات مشتقة من سيارات السباق، والتي تحل محل المكونات النشطة القياسية. ومن جهة أخرى، تسهم الإطارات الجديدة التي جرى تطويرها خصيصًا بالتعاون مع Bridgestone في تعزيز الأداء على الحلبات، استنادًا إلى مركب مطاطي جديد يضمن الأداء الأمثل والاستمرارية دورة تلو الأخرى.
كما جرى تعزيز الأداء الصوتي للسيارة بشكلٍ أكبر من خلال نظام عادم من تطوير Akrapovic مصنوع من التيتانيوم كي يمنح محرك الأسطوانات العشر صوتًا أكثر جاذبية، حتى عند دورات المحرك المنخفضة.
وإذا كانت تركيبة اللون الأخضر الذي يتناغم مع اللون الأسود تبدو مألوفة بالنسبة لك عزيزي القارئ، فهذا يعني أنّ قرار Lamborghini باعتماد هذه التركيبة اللونية المستوحاة من سيارة سباق لومان SC63 كان في محله، خاصةً أنّ السيارة تأتي مزيّنة أيضًا بشعارات الذكرى السنوية على الأبواب، وشعار Squadra Corse على الزعنفة الخلفية فوق غطاء المحرك.
ويستمر المظهر الأسود والأخضر في الداخل، حيث قامت Lamborghini بتغطية المقاعد بقماش ألكنتارا أسود مع حياكة خضراء متناغمة. تتميز السيارة الفريدة من نوعها في الداخل أيضًا بقضيب من الألمنيوم وغطاء أرضي من ألياف الكربون وأحزمة أمان بأربع نقاط تثبيت. وتكتمل التعديلات بلوحة من ألياف الكربون مثبّتة على جدار الحماية الخلفي لتسليط الضوء على خصوصية السيارة.
ميكانيكيًّا، لم يكن هناك أي داعٍ لتعديل مواصفات المحرك الأسطوري المؤلّف من عشر أسطوانات سعة 5.2 لتر، فهو لا يزال يولد قوة 631 حصانًا، ويعمل على دفع العجلات الخلفية فقط ويركّز بشكلٍ أكبر على التوازن والرشاقة ومستويات التفاعل مع متطلبات القيادة بدلًا من التركيز على أرقام القوة فقط.
اقرأ أيضًا: لامبورغيني ريفويلتو.. جميلة متوحشة تتقن التنفس الطبيعي والزئير الغاضب
Ferrari SF90 XX Stradale/Spider
حصان جامح بذكاء
فكرة سيارات XX من Ferrari وُلدت في الأصل كي تكون مختبرًا يهدف لجعل سيارات الحصان الجامح المستقبلية، سيارات يجري بناء شخصيتها الرياضية وضبط ردات فعلها بالشكل الذي يرغب به عملاء الشركة، وتحديدًا الخبراء في القيادة منهم، من خلال مشاركة في برنامج XX للقيادة على حلبات منتشرة حول العالم وجمع المعلومات التي تسمح لفريق تصميم Ferrari أن يعتمدها خلال تطوير السيارات الجديدة. وهذا يعني أنّ جميع سيارات XX كانت سيارات مخصّصة للقيادة على الحلبات حصرًا دون أن تتمتع بالمواصفات التي تسمح لها بأن تتنقل على الطريق. بل أكثر من ذلك، فهي سيارات كانت تحتاج إلى عناية فريق خاص من Ferrari، الأمر الذي فرض على الغالبية العظمى من مالكيها أن يتركوا السيارة الخاصة بهم في عهدة Ferrari التي كانت تنظم لهم حصص قيادة على حلبات العالم.
ولكن اليوم مع Ferrari SF90 XX Stradale ، أحدث منتجات مشروع XX، بات الأمر مختلفًا. فرغم أنّ فيراري ستحافظ عليها نادرة من خلال توفير 799 نسخة كوبيه (Stradalle) و599 نسخة مكشوفة (Spider) فقط، فإنّ عملاء الأخيرة سيكونون قادرين على قيادتها على الطرقات العامة والاستمتاع بها كيفما يحلو لهم.
على الصعيد الميكانيكي، تستمر كلتا الفئتين الكوبيه والمكشوفة باستخدام نفس المجموعة المحركة الهجينة لطراز SF90 التقليدي مع محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات وشاحن هواء توربو مزدوج يتصل بثلاثة محركات كهربائية: اثنين للمحور الأمامي وواحد في الخلف بين المحرك وعلبة التروس. ولكن بعد عملية إعادة ضبط وتعديل لهذه المجموعة المحركة، أصبحت قادرة على توليد قوة تصل إلى 1016 حصانًا.
ينتج محرك الأسطوانات الثماني وحده قوة 786 حصانًا بدلاً من 769 حصانًا في السيارة التقليدية. ويتميز بمكابس وأنابيب عادم جديدة، ومعالجة خاصة لغرف الاحتراق ومداخل مصقولة، ولجلب المزيد من صوت المحرك إلى المقصورة جرى تثبيت الأنبوب الذي يغذي المحرك بالهواء بوضعية أقرب إلى حاجز المقصورة.
تتلقى المحركات الكهربائية أيضًا ترقية للطاقة لتصل إلى ما مجموعه 229 حصانًا مقابل 217 حصانًا في السيارة التقليدية، وتبقى سعة البطارية كما هي عند 7.9 كيلو وات/ ساعة. وعند تشغيل السيارة على الطاقة الكهربائية فقط، توفر الأخيرة مدى يبلغ 25 كيلومترًا، مع سرعة قصوى في الوضع الكهربائي تصل لحدود 135 كلم/س.
وضمن التحسينات التي نالتها XX بالمقارنة مع SF90 التقليدية، أصبحت محركات السيارة الكهربائية قادرة على توليد المزيد من القوة عند الخروج من المنعطفات، شرط أن تكون السيارة على وضعية القيادة الرياضية القصوى. وتقول فيراري هنا إنّ هذه الميزة تخفض توقيت الدوران حول حلبة فيورانو بمقدار 0.25 ثانية في اللفة. وتتمكّن XX بكلتا فئتيها من الانطلاق إلى سرعة 100 كم/س خلال 2.3 ثانية وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 320 كم/س.
تصميميًّا، عمدت فيراري لتعديل شكل السيارة لتبدو أكثر عدوانية من الفئة القياسية، ولكن بهدف تحسين الأداء لا فقط الاكتفاء بالمظهر الرياضي فحسب، إذ يعمل ناشر الهواء الأمامي الأكبر على توجيه دفق الهواء أسفل السيارة إلى الجزء السفلي المعاد تصميمه. هذا وتحتوي السيارة الجديدة على فتحات هواء واسعة مثبّتة على الغطاء الأمامي، وتضيف فيراري عناصر هوائية أكثر تطورًا إلى XX، إذ تتمتع أيضًا بزوجين من القنوات على جانبي الأنف، وهناك قناتان أخريان بالقرب من المركز. أما الميزة المظهرية الأبرز فتبقى الخياشيم الثلاثة على كل رفرف من رفارف السيارة الأربعة بشكلٍ يحاكي السيارات الكلاسيكية من فيراري.
نال القسم الخلفي بدوره القدر نفسه من الاهتمام، إذ يوجد مدخلا هواء على غطاء المحرك خلف السقف مباشرةً، فضلًا عن توفير جناح خلفي كبير بشكلٍ قياسي لأول مرة على نموذج قانوني للطرق منذ طراز F50. وفي الإجمال، تتمتع XX بقوة ضغط هوائي من أعلى إلى أسفل تبلغ 530 كلغ عند سرعة 250 كم/س.
من الداخل، التغييرات طفيفة، إذ تحتوي XX على لوحة عدادات محسّنة والكثير من الزخارف المصنوعة من ألياف الكربون وأزرار تحكم بعلبة التروس في وضع أبعد للأمام. تبدو المقاعد كأنها تصميم من قطعة واحدة، لكن الزخرفة المرنة تربط الأجزاء العلوية والسفلية بحيث يمكن للركاب ضبط مسند الظهر. هذا وتتشابه الفئة Spider المكشوفة مع Stradale الكوبيه، باستثناء أنه يمكن فتح سقف الفئة المكشوفة في زمن لا يتجاوز 14 ثانية.
اقرأ أيضًا:"Ferrari SP8".. سيارة حصرية تكرم إرث الحصان الجامح
Aston Martin Valhala
مدرسة الانسيابية الخارقة
رغم أنّ فكرة توفير سيارة رياضية خارقة مزوّدة بمحرك مثبّت في الوسط ضمن الإنتاج التجاري العادي تدور منذ زمن في رؤوس أصحاب القرار الأول لدى Aston Martin، فإنّ ما شجع الصانع البريطاني على اتخاذ قرار تطوير وإنتاج Valhala وجعلها في متناول شريحة أوسع من عملاء Aston Martin أتى بهدف الاستفادة من الخبرات التي توفرت مع السيارة الحصرية Valkery، التي رسم خطوطها العريضة أهم مصمّم سيارات فورمولا 1 على ساحة المنافسة حاليًا، أي البريطاني أندريان نيوي، قبل أن يصقلها مارك ريخمان مصمّمAston Martin الشهير وصاحب الفضل الأول بجعل سيارات الصانع البريطاني تتمتع بالسحر الذي تتمتع به اليوم.
كان على مارك ريخمان مع Valkery تحويل سيارة سباق إلى سيارة قادرة على انتزاع ترخيص للسير على الطرقات. أما مع Valhala فقد انطلق الرجل من صفحة بيضاء ليرسم خطوط سيارة استفاد معها إلى أقصى الحدود من هندسة المحرك المثبّت في الوسط، كي يوفر سيارة مستوحاة من عالم السباق مع القدرة على التحكم في الهواء حول المقصورة بشكلّ يعزز مستويات تماسك السيارة، ولكن مع المحافظة على مستويات الراحة والرفاهية التي يجب على سيارة Aston Martin أن تتمتع بها.
ميكانيكيًّا، تتمتع Valhala بمحرك من إنتاج Mercedes AMG كمختلف سيارات الصانع البريطاني الحديثة، وهو نفسه الذي يتوافر في نسخة Black Seires من طراز AMG GT، وهذا يجعلها أقوى Aston Martin تحتوي على محرك ثماني الأسطوانات يتمتع بعمود كامة مستقيم.
ولكن فريق تصميم الشركة ومن ورائه مجلس الإدارة لم يكتفوا بذلك. فبالإضافة إلى محرك الاحتراق الداخلي هذا، وفروا للسيارة أيضًا محركين كهربائيين على كل محور من محاور العجلات، الأمر الذي يسمح لـ Valhala ضمن هذه التقنية الهجينة من التمتع بقوة 937 حصانًا وعزم دوران يصل لغاية 1000 نيوتن متر، الأمر الذي يؤدي دوره إلى جانب جسم السيارة ذي التصميم الانسيابي في توفير تسارع لا يتطلب سوى 2.5 ثانية كي يصل بالسيارة إلى سرعة 100 كم/س، ومن ثم بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 350 كم/س.
اقرأ أيضًا:بسقف مكشوف وزئير رياضي: Aston Martin DBS فخامة تلامس كل الحواس
ولتوفير الوزن، تستخدم الشركة ألياف الكربون في هيكل السيارة، علمًا أنّ نظام التعليق يحتوي أيضًا على مخمدات قابلة للتكيف ونوابض ثنائية المراحل يمكن تعديلها بما يتناسب مع ظروف القيادة، أما المكابح فتأتي قياسيًّا من الكربون سيراميك.
على صعيد نقل الحركة، تحتوي Aston Martin Valhala على علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب. وللتركيز على الأداء الذي توفره المنظومة الهجينة، جرى توفير ترس تفاضلي إلكتروني لمحور العجلات الخلفي، كما تم الاستغناء عن نسبة الرجوع للخلف ضمن علبة التروس، وبذلك أصبحت مهمة إرجاع السيارة إلى الخلف ملقاة على عاتق المحركات الكهربائية حصرًا دون أي تدخل من محرك الاحتراق الداخلي، الأمر الذي ساعد أيضًا على تخفيف الوزن.
أما على صعيد السلامة، فتتمتع Valhalla بمجموعة من أدوات مساعدة السائق التي تتوفر في العادة على السيارات العائلية التي تولي موضوع السلامة الأهمية القصوى. ففي حين أنها تحتوي على مرايا جانبية تقليدية، قررت Aston Martin استكمال هذا الأمر بشاشة عرض داخل المقصورة تعرض بثًا حيًّا لما يجري خلف السيارة.
في مقابل خطوط السيارة الخارجية المتطرفة رياضيًّا مع لمسة راقية تؤكد على الانتماء العائلي للعلامة التجارية التي تتميز بالشخصية الأرستقراطية الجذابة، تأتي المقصورة الداخلية بنفس المزيج من الرقي والروح الرياضية مع إمكانية تخصيصها بالشكل الذي يرغب فيه العميل، علمًا أنّ نظام المعلومات والترفيه في السيارة يدعم واجهة المستخدم الأحدث من الشركة، التي تأتي متميزة بشاشة تعمل باللمس. وبطبيعة الحال، يأتي نظام المعلومات والترفيه مدعّمًا بإمكانية التوصيل عبر نظامي Apple CarPlay وAndroid Auto.