الأرجنتين.. بلاد "التانجو" النابضة بالحياة دائمًا
تصحبكم مجلة "الرجل" اليوم إلى الجزء الجنوبي من عالمنا، وبالتحديد في قارة أمريكا الجنوبية حيث تقع الأرجنتين، تلك الدولة التي تحتل المركز الثامن عالميًا من حيث المساحة، إذ تتجاوز مساحتها 2,780,400 كيلومتر مربع، فيما تمتد حدودها البرية مع خمس دول محيطة، هي تشيلي وبوليفيا و باراغواي وأوروغواي والبرازيل، لنحو 11,968 كيلومترًا، بينما يصل طول سواحلها إلى نحو 4,989 كيلومتر، وقد يتضاعف هذا الرقم بشكل كبير إذا أضفنا له مساحات أخرى تطالب بها الأرجنتين على مدار عقود، إذ تعتبرها جزءًا من أراضيها.
ورغم ذلك تعد الأرجنتين واحدة من أقل دول العالم من حيث الكثافة السكانية. وحسب تقديرات البنك الدولي لعام 2023 فقد وصل عدد سكانها تقريبًا إلى 45.8 مليون نسمة، يعيش نحو 30% منهم في العاصمة بوينس آيرس، فيما يتركز أكثر من ثلث هذه النسبة في أربع مدن أخرى، بينما ينتشر باقي السكان في المساحة الشاسعة المتبقية، ما يعني أن هناك مساحة مترامية الأطراف بكر وغير مكتشفة ومتنوعة بكل ما تعنيه الكلمة.
ومن ثم تنتظر الأرجنتين عُشاق السياحة وخوض غمار التجارب الفريدة، لاستكشاف هذا الموقع الاستراتيجي المتميز بين الممرات البحرية الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادئ، حيث الغابات المطيرة، والشلالات المنحدرة، والأنهار، والسهول الهائلة، وجبال الإنديز، والقمم المتعرجة، والصحاري المتنوعة، وصولاً إلى السواحل الممتدة، والمضيق البحري المتجمد، وغيرها من الأماكن الخلابة، المغلفة بالثقافة المميزة والرفاهية الفريدة والاسترخاء الفاخر، ما يجعل هذه الدولة التي اشتقت اسمها من لفظ "أرجنتيوم" اللاتيني، الذي يعني الفضة، تتلألأ كوجهة رائعة للزيارة، ولكن قبل الانطلاق إليها عليك قراءة السطور التالية، للتعرف على بعض أبرز الأماكن فيها، والأنشطة التي يمكنك القيام بها خلال عطلتك.
بوينس آيرس Buenos Aires
تعد واحدة من أكثر المدن حيوية وجمالاً في أي مكان في العالم، فالمدينة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى منتصف القرن الخامس عشر تقريبًا، يتركز فيها جزء كبير من السكان، وكما هو معروف فإن نسبة كبيرة من هؤلاء ينحدرون من أصول أوروبية، ما يعني وجود اندماج ثقافي مميز هنا، ينعكس حتى في الأطعمة والهندسة المعمارية والحياة اليومية.
وينعكس تاريخ المدينة هنا في وسطها حول بلازا دي مايو، إذ لا تزال الساحة مكانًا رائعًا للتعرف على بعض الهندسة المعمارية الأصلية، حيث الحصن والكنيسة الأولى والقصر الوردي الشهير في "La Presidente"، فيما ينصح الخبراء بأن تشتمل أي جولة في المدينة على استكشاف مقبرة "ريكوليتا" الشهيرة، والذهاب لمشاهدة مباراة كرة قدم لفريق بوكا جونيورز، والتجول في أحد أسواق نهاية الأسبوع العديدة، وتناول الطعام المحلي الرائع.
بينما يمكنك قضاء بضع ليالٍ في الاستكشاف هنا، إذ تزخر بوينس آيرس بالمعالم التي تستحق الزيارة والمشاهدة. وبشكل خاص حول المركز وريكوليتا وريتيرو وسان تيلمو وباليرمو سوهو وباليرمو فيجو، علاوة على ذلك، يمكنك حجز واحدة من الرحلات اليومية إلى المزارع التي تحيط بالمدينة في منطقة بامباس، أو حتى إلى التيغري وكولونيا في أوروغواي المجاورة.
شلالات إجوازو The Iguazu Falls
منطقة ذات جمال مذهل بمقاطعة ميسيونس في أقصى شمال الأرجنتين، حيث تحيط بها من جميع الجوانب بلدان أخرى تطل عليها كالبرازيل، وتعد شلالات إجوازو واحدة من أعظم عجائب الطبيعة التي تحظى بشهرة واهتمام واسعين، ما أضاف كثيرًا لمدينة بويرتو إجوازو الصغيرة التي توسعت بشكل مطرد مع زيادة الإقبال السياحي على هذه المنطقة.
عندما تقود سيارتك للقيام بهذه الرحلة ستلاحظ كلما اتجهت شمالاً الاختلافات الأرضية عن معظم أنحاء الأرجنتين، التي تسيطر عليها المراعي المسطحة والمتموجة، ولكن "ميسيونس" هي أرض التلال الحمراء الغنية والغابات الاستوائية، ومن ثم ستصبح الغابة أكثر سُمكًا حتى تصل إلى التقاطع المؤدي إلى شلالات إجوازو، التي سُميت على اسم منبعها النهري "نهر إجوازو"، وهي عبارة عن مجموعة من مئتي شلال منفصل، جميعها تقريبًا تخطف الأنفاس، وغالبية الشلالات الفعلية فيها تقع في الأرجنتين، إلا أن زيارة الجانبين الأرجنتيني والبرازيلي منها ستوفر تجربة لا تُنسى لعُشاق الطبيعة والمغامرة.
ورغم توافر الملاذات الفاخرة للإقامة في مختلف أرجاء الأرجنتين، فإن هناك عددًا قليلاً من خيارات الضيافة هنا، نظرًا لأن الشلالات عبارة عن حديقة وطنية على جانبي الحدود، لذلك لا يوجد سوى فندقين قريبين بما يكفي لتوفير إطلالة على هذه اللوحة الفريدة من إبداع الطبيعة، هما فندق شيراتون على الجانب الأرجنتيني، وفندق لاس كاتاراتاس على الجانب البرازيلي، بينما يتوفر خارج المتنزه مجموعة رائعة من الفنادق الأخرى.
اقرأ أيضًأ:أوساكا اليابانية.. بلد "الكرز" والمعمار المختلف تنتظر السائحين من كل مكان
شبه الجزيرة فالديس The Peninsula Valdes
تعد شبه جزيرة فالديس واحدة من أروع الأماكن لمشاهدة الطبيعة البحرية الساحرة على كوكبنا، وقد تنافس في شهرتها معظم المناطق الطبيعية في الأرجنتين، ولعل المدهش هنا أن "فالديس" تبدو للوهلة الأولى مكانًا لا ينبغي أن يؤوي الحياة، إلا أنها مع ذلك تجتذب الجميع، حيث تحظى بخليجين، أحدهما إلى الشمال والآخر إلى الجنوب، يوفران نقطة توقف هادئة بين مياه المحيطات، وعلى وجه الخصوص للحيتان حيث تتوافر في هذه الأجواء فرصة للتمريض والتزاوج، بعيدًا عن أمواج المحيط الأطلسي الهادرة.
عند وصول الزائر إلى سهول باتاغونيا، سيذهله اتساعها الهائل وكيف تبدو قاحلة، ولكن وقبل الوصول إليها وفي أثناء القيادة من تريليو باتجاهها ستجد بالتأكيد بعض آثار الحياة، وعندما تصل إلى الساحل ستدرك السبب الحقيقي للمجيء إلى هنا، حيث الحياة البحرية المذهلة التي تشكّلت على مدى ملايين السنين، وتلك القاعدة الصخرية المكونة من طبقات متعددة من الرواسب الرملية، غير الصالحة سوي لنمو القليل من النباتات، ومع ذلك لا تزال قادرة على الحفاظ على سكان غواناكوس، ومزارع الأغنام والماشية المنتشرة عبر أرضيها، بينما تعج جميع شواطئ شبه جزيرة فالديس بالحياة، بل بعدد لا يُحصى منها كفقمة الفيل، ومستعمرات أسد البحر، وبطريق ماجلين، وبالطبع حيتان الجنوب الشهيرة.
إل كالافاتي وإل شالتين El Calafate & El Chalten
ربما تكون منطقة إل كالافاتي والمنطقة المجاورة لها إل تشالتين هما الأكثر شهرة في الأرجنتين، فمنطقة إل كالافاتي تقع مباشرة على حافة حقل الجليد الجنوبي، الذي يعد ثاني أكبر جسم جليدي على كوكب الأرض، بما له من سحرٍ وجاذبية خاصة وطبيعة خلّابة يسعى إليها مريدوها، وربما لهذا السبب ازدهرت المنطقة بشكل كبير، حيث انتشرت الفنادق الفاخرة والمرافق التي أُقيمت لتلبية التدفقات السياحية المزايدة، الوافدة لرؤية الأنهار الجليدية المذهلة والتي تقع خارج إل كالافاتي مباشرةً، بينما يكملها الاسترخاء الذي توفره إل تشالتين، وذلك الهدوء الساحر المؤطر بالتواصل مع الطبيعة والنفس خلال جولات المشي في البرية البكر المحيطة بجبل فيتز روي.
ولعل كل ما سبق أسهم في إنشاء مطار دولي في تلك المنطقة، ومن ثم أصبحت مكانًا مريحًا وسهل الوصول بقدر ما هو مثير للاهتمام، يذكر بمنتجعات جبال الألب، حيث تصطف المطاعم وعلامات الضيافة والفنادق النابضة بالحياة، التي تقدم تنوعًا غنيًا يمنحك الفرصة للاختيار بحرية حسب تفضيلاتك، وبعضها خارج المدينة في باتاغونيا، حيث المساحات الرحبة والطبيعة البعيدة عن الزحام في الفنادق على الطرز الريفية، بينما ستجد أيضًا الخيارات التي تناسب جميع الأذواق، في المنطقة التي تحتضن التدفق الجليدي الأكثر شهرة.
إستروس ديل إيبيرا Esteros Del Ibera
تقع على بُعد حوالي 700 كيلومتر إلى الشمال من بوينس آيرس، وباعتبارها ثاني أكبر مسطح مائي عذب في العالم بعد نهر بانتانال في البرازيل، تعد استيروس ديل إيبيرا إحدى عجائب الدنيا الطبيعية، وواحدة من الأماكن الرائعة للسياحة البيئية في أمريكا الجنوبية، حيث الأنشطة المتنوعة بما في ذلك أنشطة الحياة البرية.
أما حوض الخزان نفسه، فلا يمتلئ من خلال تدفقات نهر ولكن بمياه الأمطار الطبيعية التي تتجمع في المنطقة، ولكن السبب في أهميته الكبيرة هو أنه مرشح لواحدة من أكبر البحيرات الجوفية في العالم، وربما يكون أحد أهم خزانات المياه لمستقبل الكوكب، وبغض النظر عن المياه، تعد هذه المنطقة المخصصة للسياحة، واحدة من أكثر المناطق إثارة للاهتمام وغير الملوثة في الأرجنتين، حيث توفر الفرصة للتعرف على هذه المساحة الشاسعة التي لم يمسها أحد.
كل ذلك بجانب الحياة البرية الفريدة للحيوانات، و320 نوعًا مختلفًا من الطيور، ولعل العيب الوحيد هنا هو طول الرحلة الذي يستغرق نحو 3 ساعات من أقرب مطار، ولكنها مغامرة ممتعة لمكان مجهول يستحق أن تزوره إذا كنت من عُشاق المغامرة وخوض غمارها للاستمتاع بجمال وربما عجائب الطبيعة وسحرها.
باريلوتشي ومنطقة البحيرة Bariloche & The Lake District
وجهة أخرى تستحق الزيارة، فالبحيرات والجبال العديدة التي تحيط ببلدة باريلوتشي الصغيرة بين الجبال تجعلها واحدة من أجمل المناطق في الأرجنتين، وعلى عكس المناطق الأخرى التي تعاني نقص الأمطار والرطوبة، فإن منطقة البحيرات الأرجنتينية هي منطقة خضراء لا مثيل لها، إذ تتمتع بالمناظر الخلّابة، كما تُعرف بأنها واحدة من أفضل مناطق صيد الأسماك في العالم، فيما يتوافر عدد لا بأس به من الأنشطة التي يمكنك القيام بها.
وفي هذه المنطقة تتمركز مدن باريلوتشي وفيلا لا أنجوستورا وسان مارتن دي لوس أنديس في بحيرة ناهويل هوابي والمنتزه الوطني، وهي المدن الرئيسة في منطقة البحيرات، وبطبيعة الحال تتخللها عديد من الأنهار والبحيرات، بينما تعد باريلوتشي التي تقع مباشرة على الشواطئ الجنوبية لنهر ناهويل هوابي، داخل الحديقة الوطنية التي تحمل الاسم نفسه، الأكثر شهرة ونقطة الانطلاق لأي زائر لهذه المنطقة المثالية للسياحة.
هي مدينة هادئة يقطنها القليل من السكان كأغلب مدن الأرجنتين، فيما تتميز بموقعها الخلّاب وسهولة الوصول إلى الجبال القريبة وعديد من مسارات المشي عبر الغابات وعلى امتداد الطرق المؤدية للبحيرات، بينما تتوافر ملاذات الضيافة والاسترخاء المناسبة لأخذ فترات من الراحة بين الجولات، أو حتى بعد القيام برحلات إلى شبه جزيرة لاو لاو الشهيرة في الغرب، أو إلى المدن الشمالية مثل فيلا أو سان مارتن دي لوس أنديس.
اقرأ أيضًا:"سيرانا".. وجهة السياحة الفاخرة على ساحل خليج العقبة
قرطبة وسييراس تشيكاس Cordoba & The Sierras Chicas
قرطبة وجبال سييراس تشيكاس في الشمال تعد واحدة من أقدم المناطق وأكثرها احترامًا في جميع أنحاء الأرجنتين، وبعيدًا عن تاريخها الغني، فإنها وبشكل عام منطقة تستحق أن توضع بين أي خطط لزيارة الأرجنتين، ولعل عامل الجذب الرئيس هنا بالنسبة لمعظم الزوار هو تلك التلال التاريخية المستديرة سييراس تشيكاس التي تقع شمال المدينة.
وعلى غرار المناطق المحيطة ببوينس آيرس، اشتهرت التلال الواقعة شمال قرطبة ذات يوم بعديد من مزارع الماشية والأغنام التي كانت مصدر الغذاء الأساسي للأرجنتين ككل. ومع تراجع هذه الصناعة، حوّلت العديد من هذه المزارع تركيزها إلى أشكال أخرى من الدخل، من بينها السياحة، ومن ثم ازدهرت المنطقة سياحيًا عندما تحولت كل هذه المساحات إلى أماكن مذهلة للتواصل مع الطبيعة.
ويعد المشي أو ركوب الدراجات عبر هذه التلال متعة حقيقية، في ظل ما تدعمه هذه المنطقة من الشعور بالعزلة والهدوء والابتعاد التام عن المجتمعات الحديثة من خلال العودة إلى الطبيعة، فيما حاول عديد من المزارع أو ملاذات الإقامة أن تظل وفية لطرقها التقليدية قدر الإمكان، ولذلك غالبًا ما يتم تدفئة الغرف بالخشب، فيما يتم طهي العشاء على النار المفتوحة في الهواء الطلق، وهي تجربة رائعة تعيد الزمن إلى الوراء لتستمتع بسحر المكان.
سالتا والشمال الغربي Salta And The Northwest
تعد منطقة الشمال الغربي بما تضمه من مدن إحدى المناطق الجاذبة لعُشاق الأرجنتين، وهي تضم مدن سالتا وكافايات وتيلكارا وخوخوي وبورماماركا، التي نتناولها هنا بإيجاز.
- سالتا Salta: عاصمة الشمال الغربي وموطن السكان الأصليين، وهي غير مأهولة نسبيًا ولذلك تقدم تجربة سياحية هادئة مليئة بالاسترخاء، بين المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية المميزة والتاريخ الثري الذي يمتد لتأسيسها عام 1582، فيما تضم عددًا من المواقع التي تستحق الزيارة كمتحف Museo de Arqueologia de Alta Montana، الذي يعد أفضل متحف في العالم لتراث الإنكا.
- كاتشي Cachi: مدينة صغيرة ولكنها مركزية جنوب سالتا، تنبثق من السهول، وتزينها المباني المبنية من الطوب اللبن في القرى الصغيرة الواقعة على طول المسار، ويمكنك هنا الاستمتاع بالساحة الرئيسة التي تضم عددًا من المطاعم الهادئة، ولكن المدينة لا توفر سوى القليل من الأماكن البسيطة للإقامة، ولكن جميعها تتمتع بسحر خاص.
- كافايات Cafayate: نمت السياحة في هذه المدينة الصغيرة مع زيادة عدد الفنادق فيها، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على هويتها المميزة، التي تتجلى بشكل خاص في ساحتها الرئيسة وشوارعها المتشابهة، والمناظر الرائعة التي لن تنساها أبدًا بعد انتهاء عطلتك.
- جوجوي :Jujuy نسخة أكثر هدوءًا من سالتا، وربما تكون جوجوي هي الأقل تطورًا بين مدن الشمال الغربي، ولكنها البوابة إلى التلال السبعة الملونة ومعالم ساليناس غراندز، مع تلك المسحة القوية من حياة الإنكا والسكان الأصليين، والأجواء الجذابة.
- بورماماركا Purmamarca: تقع قبالة الطريق الرئيس الذي يتجه شمالاً من خوخوي، وتشتهر بتلال Cerro de los Siete Colores الشهيرة، أو التلال ذات الألوان السبعة، فيما تنبض الصخور بالحياة في الصباح الباكر وفي وقت الغروب، وتعد المدينة الصغيرة الهادئة مثالاً جيدًا لتقنيات البناء التقليدية على الطريق الرئيس المؤدي إلى جبال الأنديز.
- تيلكارا Tilcara: مدينة صغيرة ذات مناظر خلّابة، تتباهى بمجموعة واسعة من خيارات الإقامة، مع ساحة مركزية غالبًا ما تستضيف أسواقًا للحرفيين المحليين، وربما لكل هذه الأسباب ازدهرت السياحة فيها باطراد على مر السنين، وعلى قمة المدينة توجد قرية هوموهواكا التي ظلت كما هي لأجيال عديدة على حالتها الأصلية، وسيكون من المناسب الاستمتاع بأجوائها الساحرة ليلاً.
تييرا ديل فويغو Tierra Del Fuego
استحوذت هذه المنطقة دائمًا على خيال كل من زارها، وفيها مدينة أوشوايا التي تقع على قناة بيجل، وهي غارقة في تاريخ المغامرين والقراصنة، فيما يتم استخدامها حاليًا كقاعدة للبعثات الاستكشافية في القطب الجنوبي وعُشاق المغامرة، وكذلك تتنامى فيها فرص الباحثين عن الأعمال، بينما تُعرف بأنها نقطة الأساس لكل ما يتعلق بالقطب الجنوبي.
تضم المنطقة كذلك منتزه تييرا ديل فويغو الوطني والحدود مع تشيلي لعشاق المشي لمسافات طويلة، وجبال الأنديز في الشمال للتزلج، وقناة بيغل في الجنوب للتجديف بالكاياك ومشاهدة البطريق في تلك المنطقة التي تنبض بالحياة، ومع تغير الطقس مرة بعد أخرى، تتحول المروج إلى واحدة من أفضل مناطق التزلج في نصف الكرة الجنوبي.
لاس بامباس Las Pampas
تُعرف الأراضي المسطحة الخصبة المحيطة ببوينس آيرس باسم "البامباس"، وهي تضم مساحات شاسعة من الأعشاب النضرة المترامية تحت السماء المفتوحة، والتي تشكل منطقة رعي مثالية للماشية، وهي واحدة من أكبر مناطق الأراضي العشبية المفتوحة في الأرجنتين، والتي توفر باستمرار احتياجات البلاد، فيما تساهم بشكل كبير في الدخل القومي.
وربما تكون منطقة بامباس إضافة رائعة لأي رحلة لقضاء يوم ممتع في الشمس، مع الخروج للاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة في المدينة، قبل العودة للاستمتاع بالمهرجانات السنوية التي تُقام في هذه المنطقة، والتي يُعرض خلالها عديد من المهارات التقليدية للأعمال الجلدية، مع المزيد من الأنشطة كركوب الخيل والتخييم والاسترخاء كما لم تشعر به من قبل.