عمرها 3000 سنة.. ألواح بابلية قديمة تفك أحد أعقد ألغاز الفضاء
كشف علماء من جامعة لندن في دراسة جديدة نُشرت في "Proceedings of the National Academy of Sciences"، عن رابط بين ألواح بابل القديمة التي يعود عمرها لـ 3000 سنة والتشوهات المغناطيسية الحديثة، وتسلط الدراسة الضوء على تشوه عصر الحديد وهو ظاهرة تشبه "الثلاثينية الشهيرة" في الفضاء، وتلفت الانتباه إلى الترابط الحيوي بين العلوم والعلوم الإنسانية في تقدم فهمنا لألغاز الأرض.
ويحير سلوك الحقل المغناطيسي للأرض العلماء، ووُصفت هذه التشوهات باسم "الثلاثية الشهيرة" في الفضاء من قبل الرواد، إذ لاحظ الباحثون تعقيدات تسببت في اضطرابات بالمركبات الفضائية والتلسكوبات واتصالات الأقمار الصناعية، واستعان العلماء بمصدر غير متوقع وهو ألواح بابل القديمة لحل هذه الألغاز.
تفاصيل الدراسة
وكشفت الدراسة أن تشوه عصر الحديد اللافت للنظر "LIAA" الذي يشبه الظاهرة المعروفة باسم "الثلاثية الشهيرة" في الفضاء والتي تتبعها وكالة "ناسا"، يمكن تتبعه إلى بابل القديمة، فباستخدام تقنية المغناطيسية الأثرية وهي طريقة لتحليل حبيبات أكسيد الحديد في الكتابات الطينية، حصل العلماء على رؤى حول التقلبات المغناطيسية للأرض في فترة "LIAA" من 1050 إلى 550 قبل الميلاد، وهذه الاكتشافات تفتح فصلاً جديدًا في فهم العلاقة بين نواة الأرض والتشوهات المغناطيسية.
اقرأ أيضًا: علماء يتوقعون فقد الشمس لأقطابها المغناطيسية قبل نهاية 2023
وأكدت الدراسة على العلاقة بين العلوم والعلوم الإنسانية، ومن خلال دمج بيانات المغناطيسية الأثرية مع التحليل اللغوي للكتابات أكد الباحثون على حدوث زيادة كبيرة في التأثير المغناطيسي خلال عهد "نبوخذ نصر الثاني"، ما يظهر إمكانية دمج الدراسات العلمية والثقافية، ومن اللافت للانتباه أن نتائج العلماء توفر قاعدة زمنية لتواريخ الآثار البابلية القديمة، ما يمكن من تحديد الزمن بدقة أكبر باستخدام تقنية المغناطيسية الأثرية، وتوصل العلماء إلى أن قوة الحقل المغناطيسي خلال فترة "LIAA" كانت أكثر من مرة ونصف من حيث القوة من الوقت الحالي.
وتوضح العلاقة بين ألواح بابل والعلم الحديث دور العلوم الإنسانية في فهمنا العلمي، فمن خلال الملاحظات الفلكية الدقيقة، فإن نهج تاريخ مغناطيسية الأرض والممارسات الثقافية هو تذكرة بأن العلوم الإنسانية مهمة، وإهمالها يعيق من التقدم العلمي في كثير من الأحيان.